عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-01-2007, 09:47 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي :: بلوشستان::؟؟؟!!!

بتطورات متلاحقة وكثيفة، خلال الأشهر الماضية، دخلت منطقة بلوشستان بؤرة الاهتمام العالمي والإقليمي، ما دفع بعض المحللين إلى توقع طغيان قضية هذا الإقليم على قضايا أخرى، تمثل اليوم محور الصراع الدولي، وخصوصاً قضيتي البرنامج النووي الإيراني، والحرب الأمريكية على تنظيم القاعدة، غير أن هؤلاء لم يلتفتوا إلى أن القضايا الثلاث ترتبط ببعضها بشكل وثيق، حيث أن ما يجري في بلوشستان، يجمع، بصورة أو بأخرى، بين إيران والقاعدة والولايات المتحدة.
أما إيران، فترتبط ببلوشستان بعلاقة من نوع خاص، فهي تسيطر تقريبا على ثلث مساحة الإقليم، وتحاول إيقاف الاضطرابات به حماية لقوة جبهتها الداخلية، لكنها تقوم في الوقت ذاته وحسبما تقول مصادر باكستانية، بدعم المتمردين في الجزء الباكستاني من الإقليم.
أما القاعدة، فوجودها بالإقليم قديم، لاعتبارات تتعلق بمحاذاته للحدود الأفغانية حيث يوجد الجزء الأكبر من قوتها، ورغم محاولات الحكومة الباكستانية لمكافحة هذا الوجود، بشتى الوسائل، تقول الدلائل إن التنظيم ما زال قادرا على الحركة، مستغلا حالة التوتر الأمني السائدة لأسباب تتعلق بعلاقة الجزء الباكستاني من الإقليم مع إسلام أباد، وموظفا في الوقت ذاته التناقضات المذهبية بين سكان الجزء الإيراني والسلطة في طهران.
وعلى ما يقول المراقبون، فإن حالة الاشتعال السياسي التي يحياها الإقليم، بقسميه الأساسيين، قابلة للتصعيد، في حال دخلت الحكومتان الإيرانية والباكستانية في تصعيد متبادل، في ظل رغبة طهران الملحة في استخدام كل ما لديها من أوراق ضغط لوقف ضغوط الغرب عليها، وكذا إصرارها على منع إسلام أباد من المساهمة في ضربة أمريكية متوقعة ضد منشآتها النووية.
وكان الجزء الباكستاني من الإقليم قد دخل في مرحلة تصعيد غير مسبوقة إثر اغتيال الزعيم القبلي نواب أكبر بكتي، في نهاية أغسطس الماضي خلال عملية نفذتها قوات كوماندوز باكستانية، وأدت لمقتل 7 من الجنود الباكستانيين، وما يربو على 30 من أنصار باكتي.
وأثارت عملية اغتيال باكتي، وهو وزير داخلية سابق وزعيم لحزب كبير، المواطنين البلوش الذين عبروا عن غضبهم بالمظاهرات تارة، والتفجيرات تارة أخرى، ثم بانسحاب ممثليهم من البرلمان الوطني والمجالس المحلية، مع تصعيد الدعوة للانفصال عن إسلام أباد، سيما بعد أن ترددت معلومات عن قيام الشرطة بتشويه جثته، ثم رفضها إطلاع ذويه عليها، وتسليمها لهم في صندوق مغلق رغم إعلان السلطات لاحقا أن باكتي انتحر داخل مخبئه الجبلي، ولم يقتل كما قيل سابقا.
تاريخ من التوتر
أعادت مشاهد العنف التي عرفها الإقليم، وهو واحد من 4 أقاليم تضمها باكستان، إلى الأذهان أحداثاً مماثلة، عكست توتراً مستمراً بين البلوش والسلطة المركزية، ليس فقط في باكستان، وإنما أيضا في إيران وأفغانستان، حيث يتوزع البلوش، ومعلوم أن بلوشستان تنقسم إلى 3 أجزاء، موزعة بين باكستان وأفغانستان وإيران، حيث تضم باكستان 57% من مساحة الإقليم، فيما تسيطر إيران على 30%، ويقع الباقي ضمن الأراضي الأفغانية، علما بأن عوامل عدة تجذب المجموعات البلوشية الموزعة في الأقسام الثلاثة لبعضها، ففضلا عن الحلم بوطن واحد، يقول قادة هذه المجموعات إنهم مهمشون في إيران وأفغانستان، كما أنهم مهضومو الحقوق في باكستان، مع ملاحظة أن قضية البلوش كانت باستمرار، واحدة من القضايا المحورية المؤثرة في التطور السياسي داخل باكستان وإيران، كما أنها كانت من بين المحددات الرئيسة لطبيعة العلاقة بين البلدين.
في باكستان، ظلت مشكلة البلوش، تهدد استقرار كل النظم التي عرفتها البلاد منذ استقلالها في عام 1947، قبل أن تظهر الحركة الانفصالية في السبعينيات، وتدخل بالقضية، فضاء الأعمال المسلحة.
ووفق المتابعين، فقد ساهم التشدد الحكومي ضد ممثلي البلوش المنتخبين ديموقراطيا في البرلمانات المحلية، خصوصا خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي، في زيادة حالة الاحتقان، ففي هذا العقد قرر رئيس الحكومة وقتها ذو الفقار علي بوتو حل حكومة الإقليم، التي تشكلت بعد فوز تحالف البلوش مع البشتون، في إطار حزب (عوامي الوطني)، في الانتخابات المحلية عام 1971، فكان ذلك منعطفا هاما في تاريخ القضية.
في هذه الفترة، كان بوتو، متوافقا مع شاه إيران، الذي شجعه على التصعيد في الإقليم، متهما الحكومة المحلية بالسعي إلى الانفصال عن باكستان، وتشجيع حركة مماثلة في المناطق الخاضعة للسيطرة الإيرانية.
وقد رفع بوتو، في وقت لاحق، قضية ضد حزب عوامي في محكمة العدل العليا وتمكن من استصدار قرار بحظره، وزج بكافة زعمائه في السجون، كما أشار على سردار شير باز مزاري أن يشكل الحزب الديموقراطي الوطني ليكون بديلا عن عوامي.
كما قام بوتو أيضا بشن حملة عسكرية ضد المتمردين، كان من بين أهدافها تهيئة الوضع للتنقيب عن النفط والمعادن بالإقليم.
وقد أسفرت تلك الحملة عن سقوط 3300 قتيل باكستاني باعتراف الحكومة. بينما تؤكد "جبهة تحرير بلوشستان" أن الضحايا الباكستانيين كانوا في حدود 6 آلاف قتيل وجريح.
وبعد فترة من الشد والجذب بين الطرفين، وصلت العلاقة بين إسلام أباد والبلوش إلى طريق مسدود، إثر اتهام السلطة لقادة محلييين بالتورط في محاولة انقلابية، للإطاحة بنظام الرئيس ضياء الحق عام 1980، ومما زاد من سوء العلاقة أن كثيرين من الأفغان النازحين من بلادهم بسبب الحرب ضد الروس استقروا في الإقليم، وتسببوا في مشاكل عديدة لأبنائه.
ومع بدء الحرب الأمريكية على الإرهاب في عام 2001 اتخذت الحكومة كثيرا من الإجراءات ضد عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة، التي تواجدت بالإقليم، غير أن ذلك لم ينه مشكلة الإقليم، بل ربما فاقمها حسبما يقول البعض.
الحضور الأمريكي الصيني
كان من بين عوامل أهمية الإقليم في الحرب على الإرهاب، موافقة الرئيس الباكستاني برويز مشرف على منح الولايات المتحدة قواعد عسكرية في الإقليم، استخدمتها في حربها ضد طالبان، ثم إبرامه اتفاقية مع الصين لبناء ميناء كوادر الاستراتيجي المطل على البحر العربي، بغرض تحويل الميناء إلى مركز اقتصادي إقليمي.
ورغم أن هذه الخطط يفترض أن تؤدي إلى ازدهار الإقليم وجذب الاستثمارات إليه وبالتالي تحسن أوضاع البلوش المعيشية وارتفاع أسعار أراضيهم، لكن القوميين البلوش تساورهم الشكوك ويوردون قصصا كثيرة للتأكيد على أن الفوائد ستذهب كما كان الحال دائما إلى جيوب غيرهم من النخب البنجابية المهيمنة والجنرالات المتنفذين، ولن ينالهم سوى الفتات.
تقع غوادر، التي كانت حتى عام 1964 مجرد مرفأ متواضع لصيادي الأسماك، على بحر العرب في مواجهة مضيق هرمز وعلى بعد 400 كيلومتر من هذا الممر الاستراتيجي الهام الذي يعبر منه نحو 40% من إمدادات النفط العالمية، الأمر الذي يؤهلها للتحول إلى نقطة جذابة للشحن والإمداد والتجارة مع الخليج وأفغانستان ودول آسيا الوسطى حينما تستكمل تجهيزاتها وترتبط بشبكة طرق برية مع المدن الباكستانية والأفغانية ونظيراتها في آسيا الوسطى. وهي من ناحية أخرى تبعد عن كراتشي، ميناء باكستان الرئيسي وقاعدتها الصناعية، بنحو 725 كيلومترا مما يجعلها في مأمن من أي تهديد هندي بالحصار على خلاف كراتشي التي هدد الهنود بفرض حصار بحري عليها أثناء أزمة كارجيل 1999.
وبالنسبة للصينيين الذين أنفقوا حتى الآن نحو 400 مليون دولار على تطوير الميناء وربطه بكراتشي بطريق سريع، ولهم فيه 450 مهندسا، (قتل 3 منهم في مايو الماضي بواسطة قنبلة يعتقد أن المتمردين البلوش زرعوها) تبدو غوادر أيضا ذات أهمية استراتيجية. فعبرها يمكنهم الإشراف على 60% من وارداتهم النفطية، والتي تأتي من الخليج، ومراقبة تحركات الأسطولين الأمريكي والهندي في بحر العرب والمحيط الهندي، بل والتدخل للدفاع عن مصالحهم في حالة قيام الأساطيل الأمريكية في الخليج بأي تحرك من شأنه معاقبتهم بسبب تطورات القضية التايوانية مثلا. وطبقا لأحد المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين، فإن بكين باشرت بالفعل بتركيب أجهزة ومعدات عسكرية في الميناء لأغراض مراقبة حركة السفن العابرة في بحر العرب.
و يثير تطوير ميناء غوادر انزعاج الأمريكيين المهتمين باحتواء تصاعد النفوذ الصيني فيما وراء البحار. غير أن واشنطن ليست وحدها القلقة. فطهران تشعر بالشعور ذاته، لكن لأسباب أخرى تتعلق باحتمال أن تنافس غوادر ميناء تشاهبهار الإيراني الذي يجري تطويره بمساعدة الهند ليكون منفذا بحريا لتجارة أفغانستان ودول آسيا الوسطى الغنية بالغاز والنفط. وربما استنادا إلى هذا سارعت إسلام أباد إلى اتهام جهات أجنبية بالوقوف خلف اضطرابات بلوشستان.
في هذه الأثناء، شهد الإقليم تطورات غريبة للغاية. فقد ظهرت منظمة جديدة مجهولة الهوية تسمي نفسها "جبهة تحرير بلوشستان الوطنية". وبدأت الجبهة بشن هجوم على الشركات الصينية العاملة في الإقليم، علما بأن الاعتقاد السائد هو أن الزعيم البلوشي سردار عطاء الله منغل يقف وراء الجبهة المذكورة.
و قد اتصلت به الحكومة العسكرية في مقره بلندن وطلبت منه التعاون معها من أجل تمكين الحكومة من التنقيب عن النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى بإقليم بلوشستان، لكن منغل وضع عدة شروط تعجيزية منها:
1- الإفراج عن كافة المعتقلين البلوش لاسيما الزعيم البلوشي نواب خير بخش مري.
2-منح إقليم بلوشستان الحكم الذاتي.
3-أن تحول إيرادات المعادن والثروات الطبيعية لحكومة بلوشستان.
4- أن تستخدم الشركات العمال والمستخدمين والقوى البشرية الأخرى من إقليم بلوشستان وليس من إقليم البنجاب.
5-إنهاء الهيمنة البنجابية على إقليم بلوشستان.
كما ظهرت في الإقليم منشورات تهدد بقتل كل فرد يتعاون مع القوات الأمريكية في مطاردة تنظيم القاعدة وطالبان. وكثرت عمليات القتل والاختطاف وتهريب المخدرات وأعمال العنف الطائفي.
وتخشى الحكومة أن تلجأ عناصر طالبان إلى ضرب البنية التحتية للمجتمع المدني في بلوشستان مما يعني قيام حرب أهلية، ومن ثم إعطاء الحركة الانفصالية البلوشية الفرصة للقيام بنشاطات هدامة ضد باكستان، تنفيذا لمخططات خارجية.
وحسب تصريح أطلقه الرئيس الباكستاني مؤخرا، فإن هناك أيادي أجنبية تلعب على تشجيع التوترات في الإقليم.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif