عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 19-08-2004, 03:19 PM
مساهم مساهم غير متصل
فقط لنتأمل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 651
إفتراضي

الأخ الكريم فارس ترجل .

أولاً وقبل كل شئ أحب أن أشكرك على قبولك لاعتذاري بأريحية وطيبة نفس .. تأكد أني أقدر لك ذلك ..

ثانياً أحب أن أحيطك علماً إلى أني أعمد أحياناً إلى تجاهل بعض النقاط التي أراها فرعية عن صلب الموضوع ولا يزيد مناقشتها إلا مزيداً من المراء المذموم وبعيداً عن الحوار الذي ننشده .. كموضوع الفلسفة وتقاضي المرتبات والمناصب وغيرها من المواضيع الشاردة في حديثنا السابق ..

ولعلي سأركز في طرح رأيي الآن على نقطة مهمة وهي عن أهل العلم ( غير البارزين ) إن صح مني إطلاق هذا التعبير ..

لقد رأيت أن إجابتك لسؤالي حول هذه النقطة كانت تنقسم إلى قسمين ..

أولاً : قولك أن بعضهم يعملون بالتقية .. إذن لنفترض صحة هذه الإجابة منك ... إنه إذا اعتقدت بصحة ما يقوم به العالم شرعاً وذلك لأنه بذلك يدرأ عن نفسه وعياله ... أليس يا أخي الكريم درؤه عن الأمة بأجمعها هو الأولى بصحة هذه التقية ؟... فإنه إذا كان يجوز للفرد الواحد فإنه ومن باب أولى يجوز بل يجب أن يدرأ عن الأمة بأكملها ..

دعني أوضح لك أكثر .. إن هناك شرائع إلهية لا يشك في ثبوتها مثل الجهاد وصلاة العيدين وصلاة الميت ... هذه الشرائع لا يمكن أن تكون فرض عين على كل أحد ... بل إذا قام بها بعض الأمة سقط عن الباقين .. وهذا بخلاف الشرائع المفروضة عينياً مثل الصلاة والزكاة فإنها تجب على الجميع ...

إنه لا يوجد يا أخي الكريم في الشريعة ما يجيز للأفراد ويوجب على الجماعات على الإطلاق ( طبعاً إذا افترضنا التساوي في التكاليف . فالأعمى لا يجاهد والفقير لا يزكي والمجنون لا يصلي )

إذن فإذا كان الشيخ يقول بجواز أن يتقي عن نفسه الأذى وكنت ترى بأن له دليلاً شرعياً يجيز له ذلك فتأكد أنه من باب الحكم الشرعي أيضاً أن يكون درؤه عن الأمة من باب أولى ..

وإلا فعلى أي أساس كان يجوز للفرد أن يترك أمراً شرعياً بدليل شرعي ولا يجوز في نفس الوقت للجماعات ؟ وذلك طبعاً على اعتبار تساوي التكاليف الشرعية ..

ثانياً : أنهم غير صادقين وغير ناصحين ويشترون الحياة الدنيا في الآخرة .. أنت حكمت عليهم وبنيت على حكمك أعمدة وأبنية بدون أساس واضح تستند عليه ... سوى أنهم بمجرد أن خالفوا رأي أسامة ابن لادن حكمت بفسقهم ... وعلى فكرة .. أنت بذلك عممت على الآلاف من العلماء وطلبة العلم وأنت لا تعلم .. ويعني باختصار ... قولك هذا لا يمكن قبوله كحقيقة واقعية ولا داعي لأن أشرح لماذا ..

تستشهد دائماً بهذا الحديث الشريف وأنت لا تعلم عن مقتضاه ومعناه .. وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) حسناً ...

هل قال صلى الله عليه وسلم (التحريض على الخروج على السلطان الجائر ) .. إن الواضح من مقتضى هذا الحديث هو أن يقول كلمة الحق عند السلطان إذا رأى أنه خالف شرع الله بأمر ما ... كما كان الإمام أحمد يفعل عند المأمون فهو لم يتفق معه عند مسألة خلق القرآن .. فلا يعني ذلك أن يأمر بالخروج على الإمام والتعدي على صلاحياته ..

فمثلاً لو أن شيخاً كان يعتقد بوجوب إخراج الأجانب الكفار الذين يعملون في الدولة .. وإذا افترضنا أن رأيه هو الصواب .. فإن كلمة الحق عند السلطان الجائر هنا هو أن يذهب إلى الإمام بنفسه وينصحه أن يخرج المشركين من جزيرة العرب وإن تأذى بذهابه إليه .. لا أن يحرض جماعات على الخروج على الإمام وتطبق فعله على هذا الحديث الشريف ...


أما قولك ( لا تقل لي انهم قلة ، لأن ذلك حجة عليك و ليس لك ، فلا اظنك تعتقد ان الراسخين في العلم الربانيين الذين قرنوا القول بالفعل يجب ان يكونوا كثرة في زماننا هذا او حتى في اي زمان سابق.)

هذا القول أراه غير صحيح .. هل تدري لماذا ..؟ .. يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( لا تجتمع أمتي على ضلال ) واستناداً على هذا الحديث .... إن كنت لا تدري ... فإن إجماع أهل العلم يعتبر حجة عند العالِم !! .. هل تدرك ما الحجة ؟ أي أن العالم يصح له أن يحتج بالإجماع كما يصح له أن يحتج بالكتاب والسنة ... فإن لم تصدقني فاسأل أهل الذكر ولا تكذبني هكذا ...

أخيراً .. أعلم أني أطلت هنا .. ولكن المقام أبى إلا أن يخرج بهذا المقال ... أرجوك أن لا تستعجل في قراءة ما كتبت ... وسوف أكتب إن شاء الله عن الموضوعين المهمين وهما ردة الحكام .. وإخراج المشركين من جزيرة العرب ..