عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-10-2003, 02:44 PM
الصقـر الصقـر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 113
إفتراضي كيف يمتطي صلاح الدين حصانه ..؟؟

رغم كل المكائد و المؤامرات من القريب و البعيد, و رغم كل الملهيات و المنسيات التي أغرقنا به الغرب, رغم كل ذلك استيقظ "حس" الفاتح صلاح الدين يرحمه الله في الكثير من العرب و المسلمين.

قد يسألني أحدهم: ما هو "حس" صلاح الدين ؟
أقول هو بكل بساطة زيادة الاحساس و الوعي بقضايا الأمة و مشاكلها, فاذا كنت ممن يغلي الدم في عروقه عندما يرى اخوانه المسلمين يقتلون أو تهان كرامتهم في أي مكان, و اذا كنت ممن يتسائل عن حال اخوانه في الدين و العقيدة عند كل لقمة يأكلها أو رشفة ماء يشربها, و اذا كنت ممن يسعى لاسعاف و اغاثة اخوانه بكل ما يستطيع, اذا كنت كذلك فأنت بلا شك لديك شيء من هذا الحس.

امتلاكك لحس "صلاح الدين" لا يكفي لأن تكون "صلاح الدين", فصلاح الدين لم يكن يمتلك هذا الحس فحسب بل كان يدعمه بالايمان و التقوى و العمل الصالح, فكان يرحمه الله ممن شهد له بالورع و التقوى و مخافة الله في صغير الأمور و كبيرها. صلاح الدين لم يكن ممن يزورون الملاهي الليلية و لم يكن ممن يسهر على القنوات الماجنة و لم يكن ممن يلاحق النساء في الأسواق و الشواطي و لم يكن ممن يترددون على المواقع الاباحية و لم يكن ممن يمضي وقته بسماع الأغاني التحررية و الهابطة و لم يكن, و لم يكن ...الخ. صلاح الدين ببساطة مزج بين الحس اليقظ و التقوى و الورع و الزهد فيما في هذه الدنيا.

"الحس اليقظ" و "التقوى" أيضاً لا تكفيان حتى تكون "صلاح الدين", فصلاح الدين لم يكتفي بهما و جلس في بيته بل دعمهما أيضاً بالعمل و ايقاظ همم الرجال و نشر الوعي بين المجتمع بقضايا الأمة و المخاطر التي تواجهها. بعد أن أرتقى صلاح الدين بهذه الأمور الثلاثة ("الحس اليقظ" و "التقوى" و "العمل") امتطى حصانه و سار بجيش يقوده "صلاح الدين" و كل جندي فيه هو "صلاح الدين" بحد ذاته الى بيت المقدس.

اذاً هذه هي الوصفة السحرية لمن يريد أن يكون "صلاح الدين" و أن يجعل من مجتمعه كمجتمع "صلاح الدين":
ايقاظ الحس بقضايا الأمة و الأخطار المحيطة بها + زيادة الايمان بالله و تقواه في السر و العلن + العمل على الارتقاء بالمجتمع وعياً و ايماناً بدءً من العائلة الى الحي الى المدينة الى الاقليم. اذا التزمت بهذه الوصفة السحرية فلن تصبح أنت وحدك "صلاح الدين" بل سيصبح كل فرد من مجتمعك هو "صلاح الدين" بحد ذاته.

اذا أصبح كل فرد في مجتمعنا يحمل "حس" و "تقوى" و "عمل" صلاح الدين فان دورنا بذلك انتهى و يبقى على بوش و شارون و من خلفهم من الصليبيين و الصهاينة أن يعدوا أيامهم الباقية على وجه هذه المعمورة.
__________________