عرض مشاركة مفردة
  #53  
قديم 09-07-2005, 01:34 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

حتى تكون تلك الدراسة شاملة
أردت أن أتطرق إلى مجال أوسع للأجرام الغربى عامة ثم نردف على الولايات المتحدة مرة أخرى

هناك مجموعة مقالات نزلت فى كتاب واحد تتكلم
عن أنحراف العالم حيث تكلم الكاتب عن الأنحراف العالمى الغربى بوجه عام
ثم خصص بعد ذلك أس هذا الفساد


نصرانية أم وثنيّة

اعتنقت أوربا النصرانية (عام 325م) بعد مجمع نيقية، بأمر من الإمبراطور قسطنطين.. ولكنّها لم تعتنق دين المسيح عيسى عليه السلام، بل دين اليهوديّ بولص (شاؤول)، الذي دخل في النصرانية بعد وفاة المسيح، فأدخل فيها الوثنية.. وكانت أوربا قبل ذلك تحت الحضارة الرومانية الجاهلية، فلم تنتفع من الدين الجديد بشيء، بل انتقلت من وثنية إلى وثنية!!.. لكن الوثنية الجديدة كانت كارثة كبرى على أوربا، حيث حطّمت حضارتها، وابتدأت بها عصورها الوسطي المظلمة، التي امتدت من عام 410م (تاريخ سقوط روما بأيدي البرابرة) إلى عام 1210م (تاريخ ظهور أول ترجمة لكتب أرسطو في أوربا).

ثمانية قرون من التيه، اصطلح المؤرخون الغربيون على تسميتها بالعصور المظلمة، حيث تزامن الانحطاط الكامل في كافة الفنون والعلوم، مع انتشار النصرانية في أوربا، وانتقال العاصمة من روما إلى القسطنطينية بعد الاجتياح البربري.

فهما حدثان ربط بينهما بعض المؤرخين، مثل (إدوراد جيبون) أكبر مؤرخي تلك الفترة، وحكم بأن سبب انهيار الإمبراطورية الغربية: تحولها من الوثنية إلى النصرانية!!

ومن هنا ارتبطت الوثنية بالحضارة والقوة، والدين بالهزيمة والانحطاط في الذهنية الأوربية، منذ فترة مبكرة، وهو ما كان له آثار بعيدة المدى في علاقة أوربا بالدين.

فالربط بين انهيار الحضارة الرومانية بتحول أوربا إلى النصرانية، والممارسة الكنسية الدكاتورية، حمل الأوربي على التشاؤم والنفور من الدين جملة، وكان له الحق في ذلك.