عرض مشاركة مفردة
  #54  
قديم 09-07-2005, 01:36 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

وقد كان من الممكن أن يكون الإسلام هو الدين البديل الصحيح، الذي يصحح للذهنية الأوربية كثيرا من الأفكار السلبية التي علقت بها تجاه الدين،
لولا أن البابوات أججوا العنصرية والكراهية تجاه الإسلام بوصفه بأبشع النعوت،
وحملوا الشعوب على الخروج لقتال المسلمين فيما عرف بالحملات الصليبية، وهي وإن كانت لها الأثر الكبير في ترسيخ النفور من الإسلام،
إلا أنها كذلك كانت نقطة تحول كبير في التاريخ الأوربي.


لقد كانت الحروب الصليبية بالنسبة لأوربا كشف غطاء عن ناحية مستورة لم تدرك يوما وجودها، من القيم والكرامة والحضارة، ففتحت عينيها بعد طول غمْضٍ على واقع جميل، لم تحلم به يوما، وهي تعيش تحت سلطة البابوات والإقطاعيين والملوك:

- لقد رأت أوربا عظم مدن الإسلام، فأصغر مدينة كانت تبلغ عشرة أضعاف العاصمة روما.

- وأوربا التي لم تعرف قرونا كتابا إلا الإنجيل، ولا قارئا إلا القسيس، تذهل للمكتبات الهائلة في مدن الإسلام، وهي تحوي كل الفنون، من الفلك إلى الأدب.

- وفي الوقت الذي كان فيه الأوربي لايستطيع القيام بصلاته إلا من خلال القسيس، يرى المسلم يعبد ربه بلا واسطة، في بيوت كثيرة.

- والشعب الأوربي الذي يعيش جُلّه العبودية، يجد المسلمين أحرارا، يفعلون ما شاءوا، دون سلطة كهنوتيّة أو عبوديّة إقطاعيّة.

- وبينما كانت الكنيسة تحرق وتعذب العلماء، كان لعلماء المسلمين المنزلة والقدر الكبير.

- وقد رأوا كيف يتعامل المسلمون بالعهود والمواثيق في السلم والحرب، عكس ما كانوا هم عليه.

- وفي الوقت الذي كان الأوربي يعتقد أن القيصر من نسل الآلهة، وأن الله أعطاه حقا مطلقا في الحكم، يرى المسلمين وسلاطينهم تارةً من العرب، وتارةً من الترك، وهم بشر كسائر البشر.

- وبينما كان الغربيون منغلقين، لايعرفون إلا أوربا، كان المسلمون يجوبون الأرض شرقا وغربا، حتى إنهم اكتشفوا أجزاء من شمال أوربا قبل أن تعرفها أوربا.. هذا عدا العالم الشرقي برا وبحرا.

- أوربا التي كانت تتداوى بمركّبات من الروث والبول وأشلاء الحشرات الميتة، تفاجأ بالعالم الإسلامي زاخرا بالمستشفيات والمعامل القائمة على المنهج التجريبي، والموسوعات الطبية