عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 09-07-2005, 01:38 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

نار تحت الرماد


لقد كان الاحتكاك نقطة التصحيح والانطلاق من الأغلال.. لكن هذا التحرر لم يحدث بين يوم وليلة، بل امتد قرونا، كان التحرر فيها يسير ببطء، لكن بإصرار، يظهر ذلك في محاولات العلماء كسر طوق الكنيسة حول المسائل العلمية، وتحملهم لأجل ذلك التعذيب والقتل والتحريق.. وكذا الحركات الإصلاحية، مثل حركة مارتن لوثر وكالفن.

لقد بلغ إعجاب أوربا بالحضارة الإسلامية أن الإمبراطوار (فرديدرك الثاني)، وهو من أكبر أباطرة القرون الوسطى كان يتحدث العربية،

وكان بلاطه عربي العلم واللسان، وحينما قابل الملك الكامل الأيوبي للصلح لم يحتج إلى مترجم، ولهذا اتهمته الكنيسة بالإسلام،
وسمته الزنديق الأعظم!!

وظهرت في أوربا حركة تحطيم الصور والتماثيل في أوائل القرن الثامن الميلادي.. وممن أصدر مرسوما بذلك الإمبراطور (ليو الثالث)، إلى أن عادت إلى الوثنية والتصوير مرة أخرى بأمر الإمبراطورة (إيريني) بعد مجمع نيقية الثاني 787م.

وكان نقد الغرب لمنطق أرسطو واتخاذهم المنهج التجريبي بدلا من الفكريّ المجرد، تقليدا للمسلمين الذين رفضوا هذا العلم الإغريقي قبلَهم بقرون.

وغيّر ذلك من مظاهر التأثّر، التي غيّرت شكل أوروبا بالتدريج، إلى أن جاءت الثورة اللوثريّة، تمرّدا على السيطرة الكاملة التي مارستها الكنيسة الكاثوليكية على المجتمعات الأوربية برمتها، حيث نجحت في جعل الفرد ـ لا الكنسية وسلطاتها الإكليركية ـ المرجع في تفسير الكتاب المقدس، ومن ثم في إقرار نمط الحياة، وقد كان لهذه العودة إلى التركيز على الفرد أثر هام في نشوء الليبرالية في أوروبا.