[جمال حمدان]

الاخ العزيز السلاف
من المضحك المبكي ما قاله مفتي سوريا في إحدى ندواته الفضائية على الهواء مباشرة ردا على سؤال لاحد المشاركين عن معني آية (ومن يحكم بغير ما انزل الله ) أن هذا المفتي - ذو اللفة التي تربوا عن عشرين ذراعا من القماش طولا , ولحية تتجاوز العشرين سنيمترا استرسالا - أنه جعل من السائل جاهلا وأضحوكة حيث قال له :

يا بنيَّ إن هذه الآية نزلت بحق اليهود عندما جاءت فئة منهم يسألون شفيعنا وحبيبنا عليه وآله الصلاة والسلام في مسألة ما يقوله الدين في حق إمراة يهودية زنت , وأردف قائلا بان الرسول عليه الصلاة والسلام قال لهم إن حكم هذه المراة موجود عندكم في التوراة ولكن اليهود وضعوا ايديهم على حكم الحد الموجود في التوراة واخفوه . لذلك نزلت هذه الآية ..وقال الشيخ للسائل : فإن كنت تقصد من سؤالك بان هذه الآية تنطبق على حكامنا اليوم فأنت مخطئ بلا شك يا بنيّ .. لان حكامنا جميعهم يقيمون الصلاة ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وإن كانوا (حادوا ) قليلا عن تطبيق الشريعة الإسلامية واتبعوا القوانين الفرنسية والإنجليزية كدستور وشرع لأنظمتهم فذلك لا يعني بانه هم ( الكافرون أو الظالمون أو الفاسقون ) الذين وصفهم الله في معرض تلك الآية .

وليت شعري كيف سيأول اي حاكم عربي ومسلم الآية التي تقول ( ومن قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا ..) فهل ستشفع صلاتهم ونسكهم وريائهم عند الله وهم يقتلون ملايين الأطفال في في العراق ويخذلون المسلمين في فلسطين والشيشان والبوسنة وكشمير والفلبين والبلقان ؟

بل لقد كانت سفاراتهم التي تعمل في باكستان أوكارا تتجسس على المجاهدين ذوي الاصول العربية الذين جاهدوا وساهموا بعون من الله بإخراج الروس من افغانستان بل وتفكيك هذه الإمبراطورية الفاشية ..

وليت شعري كيف أطلقوا عليهم إسم ( العرب الأفغان ) وجعلوا هذا المسمى مرادفا للإرهاب والتعصب ..

أخي الحبيب بإختصار أقول ويشهد الله على صدقي ....

عندما رأت امريكا أن مصلحتها تصب مع مصلحة المجاهدين في وقف التمدد السوفيتي((((( أمرت))))) أمريكا ( تابعيها من حكام ) في كثير من الدول العربية والإسلامية بمساعدة هؤلاء المجاهدين ماديا وبشريا وإعلاميا وسخرت هذه الدول كل إمكانياتها من إعلام وأئمة مساجد على الحث على (نصرة المجاهدين ) .

ولــــــكن عندما بلغ المراد لامريكا قلبوا لهؤلاء ظهر المجن (((( وأمرت)))) أمريكا مرة أخرى ( أجراءها) من حكام لتلك الدول وبقية والحكومات العربية والإسلامية أن تنبذ وتعتقل وتقتل مجاهدي الأمس في افغانستان وأصبحو (مطاريدا ) تتربص بهم مخابرات كل المواني والمطارات العربية لاعتقالهم حين يرجعون لبلدانهم التي اتوا منها .

فإلى متى سنظل كقوم تبع نصدق مقولة فرعون لشعبه ( لا اريكم إلا ما أرى ) ؟ وإلى متى سنظل ندفن رؤوسنا كالنعام بينما الأخطار من حولنا يشيب لها الأولاد وتذهل الأم عن رضيعها بل وتزول منه الجبال ؟

اللهم لك الامر من قبل ومن بعد .
ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل على كل فرعون ولو تكلم بلساننا أو تدثر بزينا العربي .


اخوكم : جمال حمدان

[ 22-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ]