عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-10-2006, 09:43 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

أجرت صحيفة الرأي العام الكويتية حواراً مع د.ناصر العمر المشرف العام على موقع "المسلم" الأسبوع الماضي .. ( 15/9/1427هـ) .. وخوفا من طول المقال ... اخترت بعضا منه ... مع وجود رابط المقابلة بالاسفل ...


كيف تنظر إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم في ظل الظروف الراهنة وتكالب الأمم عليها؟



الواقع ذو شقين، فإذا رأينا الواقع المباشر قد تكون الأحوال الظاهرة والهجمة الشرسة على هذه الأمة ومقدساتها توحي لكثير من الناس بالألم والحزن، ولا شك أن هذا يفت في عضد كثير من المسلمين، فهذا الوجه الذي يبدو لأول وهلة.



ولكنني تعلمت من هدي النبي _صلـى الله عليه وسلم_ أن أنظر إلى ما وراء الأحداث، فوجدت أن النبي عليه الصلاة والسلام، من خلال دراستي للسيرة والسنة، أنه في أشد الأحوال التي تمر بالأمة ظلمة يكون أكثر الناس تفاؤلا، وحسن ظن بالله.



فأنا أنظر بتفاؤل بأن الأمة قادمة، ولذلك ألقيت محاضرة بعنوان «الآلام محاضن الآمال»، فهذا العنوان يعبر عن قناعتي، أي أن الواقع الآن مؤلم، ولا يمكن إنكار ذلك، ولكن من خلال هذا الواقع المؤلم بدأت تنبت نباتات الأمل الكبير لهذه الأمة.



والسر في ذلك يكمن في عدة جوانب منها،

الأول: أن هذه سنة النبي _صلـى الله عليه وسلم_ حيث كان يعجبه الفأل الحسن وهذا منهجه وهو ما يرسمه القرآن ويؤكده.



وثانيا: أنه لولا أن لهذه الأمة هذه المكانة ما كانت هذه الهجمة، ومع اجتماع قوى الكفر والشر على أمة الإسلام ما استطاعوا أن يقضوا عليها، فهناك آمال قوية، فعندما ننظر إلى قضية فلسطين مثلا من كان يتصور هذا الثبات وهذه البطولات بعد أن فشلت غالبية المنظمات غير الإسلامية في فلسطين، فتخرج المنظمات الإسلامية عبر أطفال الحجارة وتقف هذا الموقف مع أعتى وأشرس عدو وهم اليهود، ومع ذلك لا تزال الانتصارات تتوالى، وأعظمها اختيار الجهاد طريقاً لتحرير فلسطين.



مقاطعا: دعنا نتوقف هنا فضيلة الشيخ، فلسطين تعاني اليوم هجمات "إسرائيلية" شرسة خلت حتى من مجرد الاستنكار من دول العالم الإسلامي، بالإضافة إلى الاضرابات والاعتصامات الداخلية التي شارفت على الأسبوع مطالبة بدفع الرواتب واستقالة حكومة «حماس»، فما رأيك في ما يجري في فلسطين؟



الهجمة التي حدثت بعد انتخاب حكومة «حماس» أكبر من طاقة الحكومة، فـ «حماس» محدودة الإمكانات، وليست هناك أرض صلبة تقف عليها، لا حدود خارجية ولا بحر ولا طيران، فكلمة الدولة غير متوافرة في معناها الدقيق لحكومة «حماس» كما صرح بذلك الأستاذ خالد مشعل، أضف إلى ذلك الأعداء من داخل فلسطين، فلها خصوم، من بقايا المنظمات تملك رصيداً لا يمكن تجاهله، فاستطاعت أن تستغل المعوقات التي وضعت أمام حكومة «حماس» فالناس يرتبطون بمصادر معيشتهم وأكلهم وشربهم، حيث تحملوا شهراً واثنين وثلاثة مما يصعب تحمّله.



فلهذا ما يحدث اليوم هو مؤامرة عالمية بحصار فلسطين وقطع المساعدات والتهديد لمن يساعد حكومة «حماس» من الدول العربية والإسلامية تصاحبها مؤامرة من داخل فلسطين عن طريق بعض المنظمات والجيوب الفلسطينية ضد حكومة «حماس»، وكما قلت في مقابلة « الرأي العام» قبل سنتين الآن أقول حتى لو سقطت فسيعود الناس مرة أخرى لينتخبوا كل من يحمل هم هذا الدين، سواء كانت حركة «حماس» أو غيرها، فمن يحمل هذا الدين هو الذي سينتخبه الناس وان حدثت له هزيمة في فترة من الفترات، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم حدث لهم في معاركهم نوع من الهزائم المؤقتة والمحدودة ثم يحدث الانتصار العظيم.



القضية في رأيي ليست مرتبطة بحركة «حماس» أو غيرها، ولكنها مرتبطة بهذا الدين، فالعالم اليوم مجمع، ولا أقول العالم المسلم فقط، بل حتى العالم الكافر لديه قناعة، أن القوة لهذا الدين ولهذا جاءت هذه الهجمة. حكومة «حماس» قد تبدل وتشكل حكومة أخرى، ولكن تبقى قناعة الناس في هذا الدين ثابتة ولن تتغير، بل سيزدادون قناعة أنه لا يمكن أن يقف أمام اليهود إلا المجاهدون الصادقون المخلصون.



المراقبون على الساحة يرون أن الشعب الفلسطيني يموت جوعا وحكومة «حماس» لو تنازلت أو استقالت لربما أعيد بث الأموال والدعم إلى الشعب الفلسطيني؟



عندما انتخبت حكومة «حماس» دعوت الأستاذ خالد مشعل عندما زار الرياض مترئساً وفد «حماس» لزيارة المملكة، واجتمعت معه في منزلي مع قرابة 50 من المشايخ والدعاة، وكان حديثنا معه (اثبتوا على مبادئكم ولو سقطت الحكومة)،

وقلنا لهم: (ما قيمة حكومة بدون مبادئ)، فقال كلمة رائعة موجودة على موقع المسلم ويمكن الرجوع إليها، قال خالد مشعل: (إن غيرنا فغيروا)، أي سنثبت على مبادئنا، ولكنه قال كلمة أعجبتني: الثبات على المبادئ ليس هو الانعزال بالمبدأ وإنما هو التحرك بالمبدأ.



فلو استقالت الحكومة مثلا أو أسقطت وهي ثابتة على مبادئها أولى من أن تتنازل فتصبح كغيرها من المنظمات السابقة والله المستعان.



أما في ما يتعلق في سياسة «حماس» الخاصة فلا أرى الحديث عن ذلك، فانه يرى الحاضر مالا يرى الغائب، ولا أدعي أنني أعرف كل أطراف القضية والأطراف اللاعبة فيها، والحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولكن أنصح حماس أن تثبت على مبادئها، فان تنازلت عن مبادئها فأعتقد أنها ستنتهي عمليا وإن بقيت حكومة شكلية.



لبنان خرج للتو من حرب استمرت أكثر من شهر دمرت خلالها البنية التحتية له، من قبل إسرائيل، بدأت بخطف حزب الله لأسيرين منها، كيف تنظر لما جرى في لبنان؟



اتضح الأمر الآن، وكنت قد صرحت في قناة المجد في لقاء كامل، وفي قناة الجزيرة مرتين، وموقع المسلم يشهد بذلك فقلت: إذا أقبلت الفتنة يتخبط الناس فيها، ولكن إذا أدبرت الكل يعرفها، والآن عرف الناس هذه الحقيقة.



كنت أقول أن القضية عبارة عن أطراف لاعبة في المنطقة، قد يكون حزب الله أحد الأطراف، أو أحدى الأدوات المستخدمة في القضية، سواء علم أو لم يعلم، وقلت أن دخوله في هذه الحرب لمصالح أطراف أخرى، تتقاسم فيها المصالح اليهودية والمصالح الأميركية والمصالح الإيرانية، سواء كان الحزب استخدم استخداما أو كان شريكا في هذا الأمر، ولم أكن مقتنعا أن الحزب كان يحارب حربا حقيقية (أي من أجل فلسطين)، والأدلة على ذلك ظاهرة، فحزب الله أعلن أنه أطلق آلاف الصواريخ، وقتل خلالها 50 أو مئة من اليهود كما يقول، ولو كانت ألعابا نارية كان يمكن أن يقتل فيها أكثر من هذا العدد (...).



اليهود ضربوا الجميع ودمروا لبنان وهذه فرصتهم، ضمن استراتيجية لتغيير الخط الفاصل، ثم ما هي الآن حصيلة الحرب؟ دعك من كلامي، ولكن انظر إلى تصريح نصر الله عبر القنوات الفضائية أنه لو كان يعلم بنسبة واحد في المئة أن ما حدث سيحدث في لبنان ما دخل هذه الحرب، فكيف يكون ذلك قائداً؟ وهو لا يتصور أن يحدث ذلك بنسبة واحد أو اثنين أو عشرة في المئة؟ لو قال كنت أتوقع حدوث 50 في المئة لكان له وجه معتبر!! الأمر الذي يدل على أما أنه جاهل في ما يستخدم له أو أنه شريك في اللعبة.



ولذلك كان صوتي من أول الأمر أننا لا يجوز أن نقف مع هذا الحزب، وهو يؤدي دوراً محدداً أما بجهالة أو مرسوما له لأغراض أخرى، ولعل الأحداث التي تلت من مواقف بعض الدول العربية كما تعلم وموقف إيران يؤكد هذه الحقيقة، وفي الوقت نفسه تصريحات نصر الله تؤكد هذه الحقيقة التي لم يعد للمدافعين عنه حجة في ما أرى في هذا الموقف، وكنت أقول وقتها: أمرتهم وأمري بمنعرج اللواء *** فلم يستبنوا النصح إلا في ضحى الغد



وقبل ذلك قلت وأنا أتحدث مع الذين رفعوا أصواتهم عاليا للوقوف مع حزب الله: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللَّهِ) (غافر: من الآية 44) حيث غلبت العاطفة والحماس والعداء لليهود والفرح بالنكاية فيهم ما جعل عقول بعض الناس تغيب عن الحقيقة في هذا الأمر.



ونحن نتحمل المسؤولية، فتخاذل الدول العربية في قتال اليهود، وأكبر من ذلك تآمر بعض الدول العربية في الحفاظ على اليهود، ومنع المسلمين من مجاهدتهم والمشاركة في الجهاد ضدهم، فقوة العاطفة الجياشة ضد اليهود - وهي عاطفة في مكانها بلا شك - جعلتهم يبحثون عن أي منقذ كالغريق، ونحن السبب في ذلك بسبب تخاذلنا في نصرة إخواننا في فلسطين وخصوصا أكثر الأنظمة العربية على مرّ السنين.





ولكن حزب الله مازال ينادي بأنه منتصر، و"إسرائيل" تنادي بأنها منتصرة، فمن برأيك المنتصر ومن المهزوم؟



ما معنى الانتصار؟ هل يقصد به النكاية باليهود؟ أنا أعتقد أن اليهود انتصروا في تدمير لبنان، وحزب الله انتصر في تمرير المخططات التي كان يسعى إليها بتتويجه زعيماً يدافع عن مقدسات المسلمين، وإلا ماذا حقق؟ أعطني الأرقام على أرض الواقع؟ بل الأرقام تؤكد أنه هزم هزيمة نكراء، وقد اعترف بشيء من ذلك.








__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات