[محمد سلمان]

هل هم مجرمون ؟
لو سألنا هل ما حدث صواب أم خطأ فلن يكون هناك اختلاف كبير في الإجابات فمن خلال ما قرأناه وسمعناه نستطيع أن نقول أن هناك إجماع على تخطئة ما حدث فما حدث خطأ محض ولا يمكن قبوله أو إقراره بأي حال من الأحوال . ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد فالأمر أكثر تعقيدا من ذلك ويتبين ذلك من خلال طرح هذا السؤال : هل هؤلاء مجرمون ؟
نحن نعرف أن المجرم يحدث الخراب والدمار في الآخرين من أجل تحقيق مصلحته الخاصة فهو يسرق أو يقتل أو يزني أو يغتصب أو يتاجر في المخدرات أو يفعل أي شيء ليحصل من وراء ذلك على ملذات الحياة ولكن ما قام به هؤلاء يختلف تماما عن ذلك فقد قدموا حياتهم عن سبق وإصرار وتخطيط متقن من أجل تنفيذ فعلتهم فهل من عادة المجرمين أن يضحوا بحياتهم هكذا ؟ لا شك أن هؤلاء قد رأوا أن أمريكا قد أجرمت جرما بليغا خلال تاريخها وهي لا تزال مصرة على إجرامها ولا يمكن مواجهتها إلا بهذه الطريقة .. وأنا هنا لا أدافع عن من ارتكب تلك الحوادث ولكن أحاول أن أقرأ ما كان في نفوسهم وتفكيرهم ولو حاولنا حصر الجرائم التي ارتكبتها أمريكا لظهرت لدينا قائمة طويلة تدل على أن أمريكا دولة إرهابية وضد الإنسانية فما حدث في فيتنام يشهد بذلك وما حدث أيضا في اليابان حيث أبادت مدينتين كاملتين بقنبلتين ذريتين وبالطبع لا يمكن مقارنة إبادة مدينتين كاملتين بإبادة عمارتين وساعدت أمريكا أيضا صدام حسين على أن يدخل في حرب مع إيران راح ضحيتها مئات الألوف ويـبـيـد بالكيماوي ألوفا من شعبه في خلال ساعات قليلة كما أن أمريكا قامت بإسقاط طائرة ركاب إيرانية بصاروخ حربي كما أنها ضربت السودان وضربت ليبيا وضربت أفغانستان وفوق كل هذا كله فهي التي صنعت إسرائيل وهي التي تساندها وتشاركها في كل أعمالها المتوحشة فكم من المجازر قد ارتكبتها فهل نسينا مجزرة صبرا وشاتيلا وهل نسينا اجتياح لبنان وهل نسينا قصف قانا وهل ما يحدث الآن في فلسطين غائب عنا ؟ بل أمريكا لا تسمح حتى بالإدانة التي هي من الأمور الشكلية فكم من فيتو أمريكي وقف أمام العالم أجمع ليمنع مجرد الإدانة مع أن إسرائيل في نظر القانون الدولي تعتبر دولة محتلة حيث أن الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام 1967م تعتبر رسميا أراض محتلة والاحتلال أعظم الجرائم وإرهاب ما بعده إرهاب ومع ذلك كله فإن أمريكا تصر على مساندة إسرائيل علنا بكل قوة وتضمن لها التفوق النوعي في الأسلحة . لذلك فإن أمريكا حينما تدعي بأنها ستحارب الإرهاب فإنها كاذبة فهي سوف تحارب من لا يرضى بإرهاب إسرائيل وأمريكا.
أعود وأؤكد على أن ما حدث خطأ ولا يمكن قبوله ولكن هل من قام بهذا العمل يحمل روحا إجرامية هل الدوافع التي دفعتهم لهذا العمل دوافع إجرامية أم دوافع إنسانية ؟ أرجو إبداء الرأي .