عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-01-2007, 06:40 PM
القاضى الكبير القاضى الكبير غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 337
إفتراضي المحامى محمد منيب احد محامى الرئيس صدام - يكشف اسرارا تذاع لاول مرة

محامي الرئيس العراقي: صدام رفض التماس وقف تنفيذ «الإعدام»

عندما ينصرف فعل الكتابة إلي ذكر صدام حسين فلابد أن تطاردك صور إعدامه ، ومن ثم يختلط ما هو إنساني بما هو سياسي فتغيب بوصلة الكتابة ويدفعك القلم إلي إصدار أحكام مطلقة تبتعد كثيرا عن الموضوعية، ورغم هذا التشابك يظل الاقتراب ممن عرفوه أو جالسوه في أيامه الأخيرة «مغنما صحفيا» لأنه يرصد مشهدا ارتبط بشخصية غيرت مسار التاريخ في المنطقة فجاءت بمعادلة سياسية جديدة تحمل ملامح مغايرة.
ومن ثم استمعنا لشهادة «محمد منيب» عضو فريق الدفاع عن صدام حسين ليحكي لنا تفاصيل تعمدنا أن تكون إنسانية لتنقل بعضا من ملامح اللحظات الأخيرة لرئيس العراق الراحل .. فإلي هذه التفاصيل:

.. بداية نرغب في تجاوز مشهد الإعدام للرئيس العراقي لنقترب أكثر من صدام الإنسان الذي رأيته من لحظة سجنه حتي إعدامه فلنبدأ بعدد المرات التي التقيته فيها؟
- كان هناك نوعان من اللقاءات مع الرئيس العراقي صدام حسين ، لقاءات عبر شاشة التليفزيون وكان ذلك بشكل يومي قبل جلسات المرافعة ، ففي كل جلسة للمرافعة حتي وقت امتناعنا عن حضور الجلسات كنا نلتقي به عبر شاشات التليفزيون لمدة نصف ساعة علي الأقل ،
وكان ذلك يتم قبل بدء أي جلسة في المحاكمة ، حيث يكون الرئيس صدام في غرفة أخري ونحن في غرفة المحامين ويتم اللقاء به عبر هذه الشاشة، وخلال هذا اللقاء كنا نتبادل التحيات وبعدها نتحدث عما سنفعله ويقص لنا أيضا ما حدث معه «أي لقاء تشاوري» وكانت هذه اللقاءات مسجلة وتتم متابعتها بشكل دقيق.

.. ما المحاور التي كان يتم التركيز عليها من قبل صدام معكم أثناء هذه اللقاءات ؟ وهل كان ينصرف الحديث عن المسائل الجدية ؟

- انطباعات الناس عن صدام أنه ذكي لكن دعني أقل إنه أذكي كثيرا مما نتصور فلم يكن يبدأ لقاءاته معنا بجدول أعمال ، فقد كان يتركنا نحدد ما الذي نريده ، فلو بدأنا المسألة بكلمات لطيفة ونحاول أن نجعله صباحا لطيفا يبتعد تماما عن موضوع المحاكمة ،

لم يكن يوقف هذا بل كان يستطرد معنا فيما نود أن نتحدث فيه ، وما لم نفتح معه موضوعا بما فيه المحاكمة لم يكن يتطرق إليه إلا في حالة واحدة وهي امتلاكه معلومة جديدة محددة يريد إيصالها لنا ، من قبيل توصيل معلومات له من الأمريكان أو طلبهم شيئا ما، أو يري أنه يجب التركيز علي شيء ما في موضوع المحاكمة.

.. اضرب لنا أمثلة من المعلومات أو الموضوعات الجديدة التي كانت تصل إليه وأبلغكم إياها؟

- هناك أشياء كثيرة أنوي أن أذكرها في كتاب لي وأعتقد الآن أني لن أجد شيئا أكتبه في هذا الكتاب ، ولكن سأذكر لك أن من هذه الأمور التي كان يذكرها حديثه عن طريقة التعامل مع المحاكمة ، فكنا أحيانا نقرر تعليق الحضور في المحكمة وقد حدث هذا أكثر من مرة ، وفي بعض الأحيان كان يقرأ المحكمة بشكل مختلف ، فينصحنا مثلا بإرجاء قرار التعليق لجلسة اليوم الذي نحن بصدده لأنه كان يتوقع أن هذه الجلسة سيثار فيها محور ما بعينه ، ولم يكن المحامون متوقعين إثارة مثل هذا الأمر ،

وأنا لا أتذكر أنه أخطأ مرة في تقدير هذا الأمر ، وكانت هذه النصائح ليست حاضرة في هذا الأمر فحسب بل أيضا في القانون ، وهذا لا يعني أن أقول بأنه يفهم في القانون أكثر منا ولكنه عندما كان يتحدث في القانون فإن ذلك لم يكن يتم إلا حينما يكون متأكدا وواثقا مما يقول.

.. نريد الاستزادة من هذه الأمثلة؟

- هناك نقطة أخري متعلقة بفكرة التعامل مع هيئة المحكمة ، فرغم أنه كان يعلم ويدرك أنها معينة من قبل المحتل الأمريكي وأن اعضاءها مجرد أدوات في يد الاحتلال ، غير أنه كان يثق بشدة في الضمير العربي العراقي ، أي أنه كان يثق في أن هناك لحظة ما ستأتي علي كل قاض جالس علي منصة القضاء ، سيراجع فيها نفسه فيعود إلي الصواب،

وإذا استرجعت شريط المحاكمة ستجد أن القاضي الأول لمحكمة الدجيل «محمد رزكار أمين» كان قد بدأ متشددا للغاية في البداية ، ولكنه انسحب بعد ذلك وأعلن أن انسحابه جاء بعد الضغوط التي تعرض لها ، وهذا القاضي نفسه أدان حكم الإعدام كما أدان طريقة تنفيذ الإعدام ، ورغم أنه كردي الأصل غير أنه لم يحتمل من خلال ضميره كقاض ، كما أن القاضي الآخر «عبدالله العامري» في قضية «الأنفال» عندما اتجه إلي أن يكون محايدا لم تحتمل السلطة التنفيذية ذلك فقررت
تغييره بالقاضي الحالي «محمد العريبي» الذي لا يصلح أن يكون قاضيا بعكس العامري الذي كان قاضيا متميزا بحق ومثل هذه الأنواع مثل القاضي «العريبي» هو الذي يهين القضاء وليس هذا تعريضا به بل إني أحترم كل منصة قضاء حتي لو كانت في بلد صغير في أفريقيا ولكن عندما يحترمها ويقدرها من يجلس عليها.

.. وكيف كانت لقاءاتك المباشرة به؟

- كان اللقاء الواحد من هذه اللقاءات يمتد أحيانا إلي أربع ساعات وبالتالي كان فرصة لتداول كل ماشئنا من قضايا تبدأ من أوضاعه داخل السجن علي المستوي الصحي والنفسي والمعيشي، أي الأكل والشرب والملبس والأدوات وكل ما يحتاجه البشر في حياتهم اليومية ، وتنتهي بالتحليل السياسي لطبيعة الصراع الدائر حاليا في العراق بما فيه من تفاصيل من نوع المقاومة وإلي ماذا وصلت والخسائر الأمريكية ، والعامل الطائفي وهو، ونحن كنا نعلم أن هذه اللقاءات المباشرة كانت أيضا مسجلة.

.. طوال لقاءاتكم التي كانت تمتد إلي أربع ساعات تحدثت عن لجوئه إلي التحليل السياسي للمشهد العراقي فهل كان يتطرق للمشهد العربي بشكل عام؟

- في المشهد العراقي كان يبدأ أولا بالاستماع إلينا وإلي الأخبار الخاصة بذلك المشهد ، وكنا حريصين جميعا أن يعلم منا جميع التفاصيل التي ترد عن العراق في وكالات الأنباء والصحف والمعلومات التي تتواتر إلينا عما يحدث علي الأرض في العراق أو الوطن العربي ،

وبناء علي ما كان يسمع منا كان عادة ما ينهي الأمر بتحليل سياسي يومي في يوم اللقاء عن المشهد الذي يراه من خلال ما ننقله إليه. وكان يري أن المقاومة في العراق بغض النظر عن صدام أو البعث ، أي بغض النظر عن مدي القوة النسبية في هذه المقاومة لأنه كان يعلم أن هذه المقاومة تمثل أطيافا متعددة ، كما كان يدرك أن هذه المقاومة في تزايد واستمرارية ، وكان يثق بأن أطيافا كثيرة في الشارع العراقي بما فيها الطيف الشيعي ستكون عنصرا مؤثرا في المقاومة نفسها ،

وأن الشيعة العرب العراقيين مختلفون تماما عن هؤلاء الشيعة الذين جاءوا علي ظهر دبابات الاحتلال ، وكما تعلم ويعلم الجميع أنه قد حدث أيام صدام نوع من الذوبان الحقيقي بين الطوائف فقد كان هناك تزاوج يومي بين الطائفتين الشيعية والسنية في حالة جعلت من الصعب التفرقة بين الشيعي والسني وبالتالي فقد كان يدرك أن من مصلحة هؤلاء كشعب عدم اللجوء إلي الاصطفاف الطائفي ، لأنه ضد مصلحتهم وفي رأيي أن ذلك قد حدث الآن ، وأعلم وعن يقين أن بعض الشيعة العرب في العراق يناضل في صفوف المقاومة.

.. هل كان يعتقد أن هناك من يقاومون إيمانا بصدام كرمز؟

- نعم كان يعلم أن هذا يحدث.

.. وحتي من غير البعثيين؟

- طبعا فهو كان يحاول أن تكون رسالته دائما التي نحملها وننشرها تباعا متركزة حول أن صدام هو أحد مواطني الشعب العراقي ، فمن يحب صدام فعليه أن يقاتل من أجل قضية التحرير ذاتها وليس من أجل صدام نفسه ، فهو قد يذهب ويجيء مكانه آخرون ولذا كان الهدف هو أن يظل العراق ويبقي ، وكان واضحا في هذا الأمر.

.. هل قص لكم صدام تفاصيل مشهد إلقاء القبض عليه ؟

- المشهد الذي رأيناه في التليفزيون ليس حقيقيا فلم يتم إلقاء القبض عليه بهذه الطريقة فهو لا يتذكر أبدا هذا المشهد وكل ما يتذكره أنه كان يستريح عند الخائن الذي أبلغ عنه في إحدي الغرف المجاورة للدار.

.. ما اسم هذا الشخص؟

- أعلم اسمه ولكن لن أذكره حاليا بل سأذكره في الوقت المناسب وهو حاليا محتجز برضاه تحت حراسة أمريكية ولا يغادر مكانه أبدا وقد حصل علي المكافأة التي تبلغ ٢٥ مليون دولار ويحتفظ بها في مكان احتجازه.

.. هل هو سني وينتمي لعشيرة صدام؟

- نعم هو سني وينتمي لعشيرة صدام كما أنه بعثي ، ولذلك لابد أن نقول بأن الخيانة ليس لها علاقة بطائفة أو دين أو عشيرة ، فالخيانة خيانة في أي مكان ، ولذا لا نستكثر علي العراق أن يكون فيه خونة.

.. ما مطالبه الشخصية التي كان يذكرها أمامكم؟

- الغريب أنه كان لا يطلب شيئا طوال لقاءاتنا به.

.. ألا يختلف ذلك عما رأيناه من مشاهد مهينة وهو يخدم نفسه بغسيل ملابسه وما إلي ذلك؟

- لم تكن هذه مشاهد مهينة ، هذا خطأ في التفسير من جانبنا ، فماذا نتوقع من سجين وخصوصا إن كان نظيفا، ودليل حرصه علي النظافة هذه الصورة التي نشرتها وسائل الإعلام فقد كان يهتم بغسيل ملابسه بنفسه لأنه لا يوجد معه خدم أو خلافه ليقوموا بذلك فالطبيعي أن يقوم بذلك بنفسه وهذا لا يهينه ولا يشينه بل بالعكس يجعلنا نكبره جميعا فهو أكثر تواضعا من أي شخص بالرغم من كونه القائد المهيب الركن «صدام حسين».

.. هل طلب صدام في بداية سجنه مصحفا ليقرأ فيه أم أن إدارة السجن هي التي قامت بتسليمه إياه؟

- هو لم يتسلم المصحف ، فهناك قصة لهذا المصحف ، فمنذ أن تم اعتقاله كان يحتفظ بنسخة أخري من المصحف غير التي كنا نراها معه في الصور ، ففي الأيام الأولي من اعتقاله دخلوا عليه الزنزانة وأخرجوا كل محتوياتها بما فيها المصحف.

.. هل كان هذا المصحف معه وقت إلقاء القبض عليه؟

- كان أول شيء طلبه عند دخوله السجن هو المصحف ، ولكن النسخة الأخري التي نتحدث عنها مختلفة عن التي تسلمها من إدارة السجن ، وبدأت قصة هذه النسخة عندما كانوا يقتادونه إلي إحدي غرف التحقيق ووقتما كان يسير وسط حراسة في أحد الأماكن التي يعلمها جيدا في أحد قصوره وكان يعلم أن قصور الجمهورية العراقية قد نهبت وكان من بين محتويات هذه القصور المصاحف التي كان يطبعها دائما وجد مصحفا ملقي علي الأرض محترق الجوانب ومتسخاً جدا ومفتوحاً علي إحدي الصفحات

وقال لنا إن عينه ظلت مركزة علي هذا المصحف وتحايل علي الحرس عندما اقترب من مكان المصحف مدعيا انزلاق قدمه ليغافلهم بالتقاط المصحف المحترق ومن يومها وهذا المصحف لا يفارقه إلي أن سلمه لأحد الاشخاص والذي طلب أن يتسلمه منه بنفسه قبل لحظات من إعدامه.

.. من هذا الشخص؟

- صعب الإعلان عنه الآن حرصا علي أمنه.

.. هل هو أحد أبناء عشيرته؟

- بغض النظر عن اسمه فهو أحد المحامين المدافعين عنه وأنت تعلم أنه قد تم اغتيال ٥ محامين من فريق الدفاع عنه وبالتالي فالحفاظ علي من تبقي منهم «مهم».

.. هل هو الدليمي؟

يتبع
__________________