عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 13-10-2003, 10:50 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
Thumbs up الدكتور البوطي يحذر ...من.. الأسافين البريطانية لتفتيت الوحده الإسلاميه

يقول الشيخ البوطي .............


(الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.

أما بعد، فيا عباد الله:

ما من عاقل متبصر في هذا العصر إلا ويعلم أن الإسلام هو المستهدف من خلال الأحداث المختلفة التي تسمعون عنها، سواء منها ما قرب أو بعد، وأن الإسلام هو المستهدف من خلال الشعارات التي ترتفع، ومن خلال الشعارات التي تمرر من تحتها عمليات العدوان. ومن المعلوم لكل عاقل أيضاً أن السلاح الاستراتيجي - كما يقولون - الأول الذي يستعمل بادئ ذي بدء للقضاء على الإسلام إنما هو سلاح التفرقة، إنما هو سلاح تأليب المسلمين بعضهم على بعض، وقديماً في أواخر الخلافة العثمانية، تعلم الدنيا كلها أن بريطانيا لعبت الدور الأول في تجربة تفتيت المسلمين، وتحويلهم إلى فئات متصارعة بين يدي الهدف الأكبر، ألا وهو القضاء على خلافة الإسلام.

وأنا مضطر أن أضعكم في هذا الموقف أمام بعض الأسماء والوثائق:

من قرأ كتاب أعمدة الحكمة السبعة للورانس، يعلم جليَّ ما أقول، ويقف على كثير من الوثائق. بريطانيا هي التي خططت قبل غيرها للعمل على تفتيت المسلمين، وسخرت لذلك ثلاثة أسافين.

الإسفين الأول القاديانية: وهو إسفين غرسته بريطانيا في الهند وما حولها.

الإسفين الثاني البابية والبهائية: وقد غرسته بريطانيا في مصر وفي جهات من جنوب شرقي آسيا.

الإسفين الثالث الوهابية: وإنما غرسته بريطانيا في الجزيرة العربية عودوا إلى المصدر الذي ذكرته لكم، لتقفوا على الاعتراف الصريح والصارخ بهذا الأمر.


ووصلت بريطانيا إلى كثير مما ابتغت : قضي على الخلافة الجامعة والطوق الشامخ، ووضع السرطان الدائم في جسم العالم العربي والإسلامي متمثلاً في إسرائيل، ومزق العالم العربي والإسلامي بين هذه الأسافين الثلاثة التي حدثتكم عنها،لكن الإسلام لم يُقْضَ عليه.

واليوم بعد أن انهار المعسكر الشرقي، وتصورت الدولة الغربية الأولى في العالم أنها غدت القطب الأوحد الذي يستطيع أن يتحكم بالعالم؛ كما يشاء، خُيِّل إليها أن الوقت أصبح مناسباً لتوجيه الضربة القاضية إلى الإسلام، والوثائق كثيرة الناطقةُ بهذا الأمر الذي أقوله لكم.

ولكن ما السبيل الأول إلى ذلك؟ ما الخطوة الأولى؟ الخطوة الأولى تلك التي رسمتها بريطانيا، الخطوة الأولى أن تتلمذ هذه الدولة الكبرى التي تعد نفسها اليوم القطب الأوحد في العالم على بريطانيا، وأن تتلقى منها الدرس الأمثل لتفريق المسلمين ولتحويلهم إلى فئات لا مختلفة فقط؛ بل متصارعة أيضاً.

في ظل هذا الواقع يجري العمل صباح مساء، وبكل الوسائل، لا أقول للقضاء على الوحدة الإسلامية، وإنما أقول للقضاء على البقية الباقية من الوحدة الإسلامية. اليوم ينفخ نيران العمل على القضاء على الإسلام في الوهابية وفي الوسائل الأخرى التي حدثتكم عنها.

وقد ذكرت أكثر من مرة أن هنالك وثيقة صدرت من المجلس القومي الأمريكي عام 1991م ينص على ضرورة القضاء على الإسلام، ويضع الوسائل الكفيلة بذلك، أولها: تأليب المسلمين بعضهم على بعض، الوسيلة الثانية: استثارة أسباب التناقص ولو كانت وهمية في العقائد والمبادئ الإسلامية. والوسيلة الثالثة: تحويل العمالة العربية الإسلامية في الخليج إلى عمالة آسيوية.

هذا شيء مقروء وشيء معروف، إذن أريد أن أقول لنفسي ولكل مسلم حذار من السلاح الأول الفتاك الذي يستعمل اليوم كما استعمل بالأمس للقضاء على وحدة هذه الأمة الإسلامية، واستثارة الفكر الوهابي ـ ولابدَّ أن أذكر الأشياء بأسمائها ـ واحد من أخطر هذه الأسلحة اليوم.

ولابدَّ أن أقول لكم: ليس المبتغى من وراء ذلك الانتصار لمذهب إسلامي ضد مذهب إسلامي، ليس المبتغى من وراء ذلك الانتصار للوهابية على غيرها، فلو تم ذلك لخسرت الدول الأوربية، أو لخسرت أمريكا الهدف الذي تبتغيه، هم أيضاً مسلمون. وليس الهدف أن تنتصر الفئات الأخرى على الوهابية، كذا. لا، الهدف أن يقضي الإسلام نفسه على نفسه، الهدف أن يحرق الإسلام ذاته، الهدف أن يتألب المسلمون بعضهم على بعض فيمحى الإسلام بواسطة المسلمين أنفسهم، هذا هو الهدف.

وهذا الأمر يجعلني أنبهكم إلى أن الطابور المسخر لتحقيق هذه التفرقة في العالم الإسلامي مكون مما يلي:

قلة قليلة جداً من المرتزقة والرؤوس العميلة المفكرة التي تتقاضى أموالاً لا تأكلها النيران هي التي تخطط، وهي التي ترسم.

ومن كثرة كاثرة من الرؤوس ذوي العقول الفجة، من الرؤوس ذوي العقول الجاهلة، سمعت بالدين ولم تدرك منه شيئاً، اهتاجت عواطفها الإسلامية، ولم تفسَّر أمام عاطفتها حقائق الدين بواسطة العلم أبداً، فجعلوا من أنفسهم جنوداً لتلك القلة العميلة التي تعلم ماذا تصنع، ومن الذي تخدم.

هذا هو الطابور، ومن هذين العنصرين يتألف
.

ولعلكم إن أصغيتم السمع جيداً تلاحظون أو تسمعون كيف أن هذه الموجة عادت مرة أخرى إلى الظهور، عادت مرة أخرى إلى الاحتكاك، أنظر فأجد منشورات إن عن طريق الإنترنيت، أو الوسائل الأخرى، تنشر، ما مضمونها؟ هياج وهجوم من مسلمين على مسلمين، هياج من مسلمين ينتحلون الوهابية التي غرستها بريطانيا في الجزيرة العربية، يتهجمون على الآخرين، وينعتونهم بالكفر، ويخرجونهم من الملة، إلى آخر ذلك، أملاً في أن يستثير هذا الهياج الآخرين أيضاً، فيهتاجوا ويقوموا، ومن ثمَّ يقوم الصراع، ثم يتحول الصراع إلى أكثر من ذلك بين المسلمين أنفسهم.ومن ثم يتهيأ المناخ للخطوة الثانية، وللقضاء على البقية الباقية، من قوى الإسلام والمسلمين