[اليمامة]

ياعصام
سأقتبس جزءا من قاموسك المتحضر لتتعرف على نفسك جيدا :

الصوفية اعظم منكم و من تفاهاتكم ، هم بزاف عليكم ، و اكبركم لا يصل لقيمة الغبار الملتصق بحذاء صوفيينا بارك الله فيهم

ناقصة عقل و دين

مع ذلك فأنا أعذرك ايتها اليمامة و اسامح سلاطة لسانك و تفاهة قولك في حق ائمتنا و علمائنا الصوفية الافاضل

أعرف أنك نشأت في بيئة تقول لك الحقيقة المطلقة الكونية النهائية. لذلك انت كما غيرك في بلاد الرمال ، تهربون من الآخرين الذين يرتدون ربطات عنق غربية أو جلبابا مغربيا أو يتكلمون لغة أخرى أو أبناء عرق مختلف لأنهم متآمرون عليكم ويريدون أن يلوثوهم ويحرفوهم عن طريقهم المستقيم المنجي الوحيد

ومذهبه حطب متحركة ستلتهمهم نيران جهنم يوم القيامة.

لحية مثل مكنسة المراحيض القديمة و يتمشى على الشواطئ

انكم معذورون . فأنتم مصنوعون بهذا الشكل . شخص لا يتفكر. ومع انه يضع عدسات على عينيه او يقوم بعملية لينك لاستعادة بصره الا انه لا يرى ..

في الإعلام عندكم بكل انواعه المرئي والمسموع و المقروء ..
لا احد يتحدث عن عصور النهضة الاسلامية بشكل متعمق وتفصيلي و انما فقط بالطابع التبجيلي الافتخاري القشري والذي يستخدم كشاهد قوي لدعم أفكار خاطئة ومعارضة لها

خلصنا من قاموسك ..ولاأستغرب هذا

اما قولك أن قراءتنا فقط كانت متخصصة في منشورات الوهابية كما تسميها

فمن أين عرفت ذلك ؟
هل دخلت بيوتنا ورأيت مكتباتنا ؟
ام أحضرك سيدك ابو خطوة بجني على بساط الريح لترى مانقرأ .. فأستليت قلمك الباشق لتكتب عن قراءتنا !
نعم قرأنا عن كل من قلت عنهم .. ودراستنا التعليمية شاملة سواء على المستوى العام او على المستوى الجامعي ..

ولكن السؤال المهم :
كيف نقرأ نحن .. وكيف تقرأ أنت ؟!
عندما نقرأ لعالم مسلم مثلا نقرأ بنظرة شمولية ونحلل التاريخ السياسي الذي نشأ فيه هذا العالم .. ونحلل الحياة الإجتماعية لنعرف أسباب اتجاه هذا العالم وأفكارة .. فلايجب أن تقرأ فكر غيرك بمعزل عن أمور كثيرة وأهمها الحياة السياسية والإجتماعية .. هنا تستطيع أن تزن فكرك بميزان التجرد والصراحة ..

ولكن أين أنت من هذا التفكير!
لذلك أصبحت مجرد متلقيا وتردد كالببغاء !

لو كانت نفسك طموحة لأصبحت هذه العبارات التي ترددها بعضا من إدراكك ومعارفك .. ولوصلت الى قمة النبوغ لتتعرى امامك الأشياء وتستطيع أن تزيح عنها بمنظارك " الخاص " كل دثار يتستر على عثراتها .. واستطعت أن تكشفها دون ابهار لها وتجلوها دون انبهار بها .
لم تصل الى المستوى لتعرف أن فكرك يستوطن القمة عندما تكون مكتشف .. لاتكون متلقيا وعندما يلمس وعيك وحسك المعارف بما فيها من رفض وتقبل وبقدرة على الفرز اليقظ الذي يستطيع أن يدع ويأخذ .. ولكن من أين لك هذا المنظار الذي يعمل فيه العقل بكل طاقاته وقدراته .. ولو شئت لبحثت عن الباب لترصد ماوراءه وقد يكون هذا الباب كبيرا او صغيرا بحجم طموحاتك في البحث عن المعرفة .
لذلك انا لاألومك وانت تقول (( الصوفية اعظم منكم و من تفاهاتكم ، هم بزاف عليكم ، و اكبركم لا يصل لقيمة الغبار الملتصق بحذاء صوفيينا ))
فيبدو أن غبار حذاء الصوفية نفخوه في وجهك والصق في عقليتك ب " super glue" فأصبحت تردد " سيدي .. ياسيدي " ويبدو أنك لاتعرف لما تقول لهم ياسيدي .
أما قولك لرفضنا كل شكل جنسية أو لغة .. فيبدو أنك تناسيت أننا تعلمنا اللغات " تعليما وبكيفنا " لاتلقينا وفرضا من مستعمر أجنبي " وهنالك فرق بين علم مفروض وعلم تتلقاه انت بكامل حريتك .
هل تظن أننا نكر على الشيخ الغزالي علمه ؟؟
علماءكم الصوفية هم من قال لكم ذلك .. ولكن نحن نعلم أن الشخ ابو حامد الغزالي عالم ديني " صوفي " وله فضل على الدين كما له أخطاء .. وهو ليس معصوما عن الخطأ .. ولكن هل قرأت كتبا للشيخ الغزالي أم قرأت كتبا من علماءكم عن كتب الشيخ الغزالي ؟؟
هنا الفرق في التلقي

وهل استطعت أن تدرس الحياة السياسية والإجتماعية للشيخ الغزالي لتعرف أسباب اسلوبه الفلسفي ؟
هل تستطيع أن تقييم منهجه وفكره بنفسك أنت كطالب علم ؟

هل تعرف ان الشيخ الغزالي كان في عصر برزت فيه المناظرات بين العلماء وبشكل كبير .. وكان بعض الحكام يدفع للعلماء الأموال لإقامة هذا المناظرات .. تلك هي البيئة التي نشأ فيها الشيخ الغزالي فكان يناقش علماء مما غلب على علمه ودراسته اسلوب الفلسفة وكانت له أخطاء جسيمة .. ولا يوجد من هو معصوم عن الخطأ الا النبي صلى الله عليه وسلم.
ألم تقرأ ماقيل عن كتابه علوم الأحياء والنقد الذي نقده فيه علماء المسلمين ؟؟ وبطلان الكثير من الأمور التي كانت في كتابه الفلسفي
لماذا لم تسأل نفسك وتبحث لماذا اعتزل الشيخ الغزالي الناس بعد أن بدأ يشكك في المحسسوسات .. وهل سألت لماذا أحرق المغاربة كتابه عندما وصل ؟

ولكن هل نحن نرفض كل علم الشيخ الغزالي رحمه الله !

بالطبع لا ويأتيك الجواب الوهابي لنبين لك عقليتنا المستنبطة :

ولهذا كله يذكر علماء الإسلام قديماً وحديثاً محاسن قوم، وقعوا في بدع مع بيان خطئهم، ومن أحسن الأمثلة على هذا جواب لأبناء الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله على سؤال عن الغزالي وكتابه 'الإحياء' جاء فيه:' الجواب: أبو حامد رحمه الله كما قال فيه بعض أئمة الإسلام: تجد أبا حامد مع ماله من العلم، والفقه، والتصوف، والكلام، والأصول، وغير ذلك، مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية . ثم ذكر في الجواب ما أخطأ فيه أبو حامد رحمه الله ثم جاء فيه: ولهذا كان أبو عمرو بن الصلاح يقول فيما رأيت بخطه: أبو حامد كثر القول فيه ومنه، فأما هذه الكتب، يعني المخالفة للحق، فلا يلتفت إليها، وأما الرجل فيسكت عنه، وبفوض أمره إلى الله، ومقصوده أنه لا يذكر بسوء؛ لأن عفو الله عن الناسي والمخطيء، وتوبة المذنب، تأتي على كل ذنب، ولأن مغفرة الله بالحساب منه ومن غيره، وتكفيره الذنوب بالمصائب، تأتي على محقق الذنوب، فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة، لا سيما مع كثرة الإحسان، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، والقصد الحسن ... ثم جاء في الجواب: وأما كتابه الإحياء فمنه ما هو مردود عليه، ومنه ما هو مقبول، ومنه ما هو متنازع فيه، وفيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة .
ثم ذكر في الجواب أنه تأثر بالفلسفة، ووقع في أغاليط الصوفيـة، وأورد الأحاديث الموضوعة، وغير ذلك... وختم الجواب بهذه العبارة الحكيمة: وفيما ذكرنا يتبين لك حال هذا الرجل، وحال كتابه في إحياء علوم الدين، وهذا غاية ما نعتقده فيه، لا نرفعه فوق منزلته فعل الغالين، ولا نضعه من درجته، كما وضعه بعض المقصرين، فإن من الناس من يغلو فيه وفي كلامه الغلو العظيم، ومنهم من يذمه، ويهدر محاسنه، ويرى تحريق كتابه، وسمعنا أن منهم من يقول: ليس هذا إحياء علوم الدين بل إماتة علوم الدين. والصراط المستقيم حسنة بين سيئتين وهدى بين ضلالتين''الدرر السنية 11 / 189 '.
وهذا الذي ذكره أبناء الإمام المجدد رحمه الله، من المنهج الحق المعتدل في الحكم على المخالفين، إنما استقوه من مدرسة والدهم الإمام المجدد، الذي هو أيضاً استقاه من مدرسة شيخ الإسلام المجدد ابن تيميه رحمه الله .