عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 17-07-2004, 06:13 AM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

( 3 )



( لغز الجنة التي لا تُدخَل إلا على أشلاء العراقيين )


يكتب الشيخ أبو أنس الشامي ( وبفخر ) ، عن وصية أحد رفاقه الأرهابيين ، قبل موته ، وهو ( أبي فارس العبيدي ) ، والتي يعتبرها من مآثر القتيل ، وهي وصية غريبة ، لابد للمرء أن يقف مذهولا ازاءها ، حيث : (( أوصى ألا يمشي أحد أخوانه وكان شرطيا في جنازته .. والا فهو بريء ممن أذن له بذلك !! )) .

ربما ندرك من خلال هذه ( الوصية ) الغريبة ، حجم الحقد الذي يضمره هؤلاء للشرطة العراقية ، واستهدافهم كبقية أبناء الشعب العراقي ، بأعداد من السيارات المفخخة أو الهجمات الغادرة ، لقتل أكبر عدد منهم ، لأنهم يقفون حجر عثرة أمام تحقيق أهدافهم الشريرة . !!

ولا يفوت ( الشيخ أبو أنس الشامي ) أن يذكر مأثرة أخرى من مآثر هذا ( العبيدي ) ، الذي (( كان يتلهّف لعملية استشهادية ويلح في ذلك ، والشيخ أبو مصعب الزرقاوي يؤخره ويتأنى به ويدّخره للملمات !! )) ، حسب قوله !.

فربما كان يتوق لتفجير نفسه الوضيعة في مركز للشرطة أو سوق تجاري أو حتى مدرسة للأطفال !!.

الشيخ أبو مصعب الزرقاوي ، في الصورة .. مرة أخرى ؟؟

لغز ، أقف في غاية العجز أمام رموزه ، كي أحلها !.
وكي أفهم ولو مركبا واحدا ، من مركبات هذا اللغز المتناهية في التعقيد..

ما الذي يثير كل هذه الشهوة والغريزة ، التي لا تملك حدا تتوقف عنده حتى تتفجـّر وتفجـّر .. وحتى ترى الدم العراقي يتناثر ، والشلو العراقي يتطاير ؟!!
مسلم ، موحد ، مؤمن يفترض أن يكون هذا الذي يفجر نفسه ..
والذي حشوا دماغه بفكرة ، أن خير سبيل لنيل الجنة ، أن تفجر معك هؤلاء الذين أمامك من العراقيين .. !!
الضحايـا في أغلب الأحيان ، في كثير من الملامح مثله ..
شرقيون مثله ..
سمر مثله ..
عرب مثله ..
ينطقون بالشهادتين مثله ، هاتين الشهادتين ، اللتين ينبغي أن تمثلا حصانة لدم الناطق بهما ..
ولو إن الله جعل الحصانة لكل نفس إنسانية، إذ جعل ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ، ثم جعل ( من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ).

لغز لا تحل رموزه !!
لغز شاب أسمر مسلم يقتحم جموعا من العراقيين ليفجر نفسه بهم، فينتقل ، كما يظن ، في لحظة التفجير ، لنفسه وللأبرياء معه ، من عالم الدنيا إلى جنة الله .. !!
وينقلهم ( أي ضحاياه من العراقيين الأبرياء ) ، في ذات اللحظة ، كما يظن ، من عالم الدنيا إلى جحيم الله !! ..
ليواصل لذة الحقد هناك !
إذ بعدما عاش لحظة إشباع شهوة رؤية الدم العراقي ، سيتمتع في شهوة أبدية في التفرج على محرقة العراقيين في جحيم الله الأبدية ، كما يظن هذا المعتوه بعته الحقد الأسود !!!.

لا أفهم ، حقا ، كيف يقتل هؤلاء قتلا بالجملة ، باسم الله ، الذي خص نفسه فيما خصها من الأسماء الحسنى باسم ( السلام ) ، واسم ( المؤمن ) ، وهم ينتزعون في العراق السلام من ربوع البلاد ، والأمن من نفوس العباد ؟؟.

لا أفهم اللغز .. كيف استطاعوا ، أن يحشوا الدماغ المتعفن لهذا المسكين بهذه الخرافة المرعبة .. ؟؟
إنها خرافة الرعب والعنف والإرهاب ..
إنها ثقافة العمليات الاستشهادية كما يسمونها .. !!
ثقافة الحقد الأعمى ..
ثقافة نشر الخوف ..
ثقافة ؟؟ .. بل جهالة وخرافة الجنة ، التي لا يدخلونها إلا عبر أشلاء ودماء العراقيين .

ولكن هيهات ثم والله وبالله وتالله لألف هيهات ..
من أن ينتزعوا من نفوسنا الأمل الكبير .
أشلاؤنا تتطاير ، ودماؤنا تتناثر ، بمفخخاتهم الحاقدة ..
ونحن نواصل الطريق ..
نواصل بناء العراق ..
نواصل زرع حقول العراق بالسلام والأمان ..
نبني المستقبل ..
وإن مستقبل العراق ، ولو كره الحاقدون ، لآت بأذن اللـّه.






يتبــع ...
__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )


(( لولا أني عرفت حقيقة الإسلام العظيم .. الإسلام الرحيم .. الإسلام الحكيم .. الإسلام الإنساني .. لكفرت بإسلام لا يعرف إلا القتل .. ولكرهت هذا الإسلام أيما كره ، ولحقدت على أهله أيما حقد ، ولحاربته حربا لا هوادة فيها . ))