قبل ان ابدأ الحديث و افرغ ما في الوجدان من اشجان , اتمنى ان يتبرع أي شخص ليوضح لي معنى كلمة خنفشارية هذه !!!
فلم اجدها في معجمي الحبيب و لا ادري من اين اتت.
نرجع للمهم..
كثير من الناس يبنى لنفسه قصورا في الهواء و يظل يحلم و يحلم و يحلم في منامه و في يقظته .
البعض في (احلامه) يسعى ان يكون واقعيا ,و هذا ما يحصل مع من يتمنى الحصول على الشهادات العليا , حيث ان مثل ذلك بات سهل الحدوث بعد ان امتلآت المجتمعات بجامعات مختلفة في اشكالها و تخصصاتها و مميزاتها.
اما انا فقد كانت ( احلامي) دائما من النوع الخنفشاري البحت.
حيث كنت و منذ صغري( احلم) بان اصبح اما عالمة او رائدة فضاء و انزل على سطح المريخ.
و استمر (الحلم) معي لسنوات , و كنت اسعى ان ابذل جهدا في مادة العلوم و اقرا كتبا متنوعة عن الكيمياء و الفيزياء و الفلك و اعددت في غرفتي ركنا و جعلت منه مختبرا اجري فيه التجارب و اخلط هذا بذاك, - طبعا لم تكن لدي مواد كيميائية و لكني كنت اجمع كل ما يقع في يدي لاضيفه الى هذا المختبر , و كنت قد ملأت جدران غرفتي بصورا لكواكب و نجوم و مساراتها و اتجاهاتها.
و مع الوقت و تزايد الشعور بالاحباط ممن حولي تلاشى (الحلم).
و حينما كبرت , (حلمت) من جديد و تمنيت ان اسافر الى الخارج لاكمل دراستي الجامعية لعدم وجود تخصصات في جامعاتنا تتماشى و رغباتي (الواقعية) على الاقل , فمنعني الاهل و رفضوا فكرة السفر بشدة كوني فتاة في الوقت الذي سمحوا لشقيقي بالسفر ليكمل دراسته في التخصص الذي كان (يحلم) به منذ الصغر.
فقلت في نفسي : يا بنت , اذا كانوا لا يسمحون لك بالخروج من قفص الدجاج, فهل كانوا سيسمحون لك بان تسافري الى المريخ؟؟؟
المهم , قررت من حينها ان ابتعد عن (احلام اليقظة) و استسلم (للواقع) و اقبل مسارا لا يتناسب و ميولي اطلاقا , و ما زلت مستسلمة الى هذا اليوم بعد ان رميت (الاحلام الخنفشارية) عرض الحائط .
و لكن من خلال مساري هذا قررت تبني قضايا المرأة و الاحباطات التي تعاني منها في ظل المجتمعات المتطرفة التي تحد من انطلاقها (طبعا ليس الى المريخ) و انما الى كوكب الارض فقط.
لعلي بذلك احقق ما لم (احلم) به يوما!
__________________
دنيا مليــــــانة عجايب...
|