عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 26-04-2005, 12:21 PM
فارس الأندلس فارس الأندلس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 703
إفتراضي

السعودية مقبرة العلماء، وسجن الدعاة

الحق أن أكثركم ليسوا بعلماء، وإنما أنتم «قراء»، وحملة أسفار، كالحمار، بتوصيف الله الواحد القهَّار، لما صح عن أبي القاسم، محمد بن عبد الله، خاتم النبيين، رسول الله إلى جميع العالمين، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، أنه قال: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين»، وثبت تأكيده، عليه وعلى آله من الله صلوات وتسليمات وتبريكات، أنهم أخطر على أمته من الدجال، وأنهم، أي الأئمة المضلين، من أشد الناس عذاباً يوم القيامة. وليس في ذلك جديد، بل هو عين ما نطق به الكتاب العزيز من ذم «الملأ»، أي الكبراء والسادة، من الأمم السابقة ووصفهم بمعاداة الأنبياء، ومحاربة دعوتهم، وتعذيب أتباعهم، وإخراج المؤمنين من ديارهم، وأنهم يقدمون أتباعهم يوم القيامة فيوردونهم النار: {وبئس الورد المورود}، ولقد كان ذلك وايم الله كافياً شافياً، إلا أن الله، تقدست أسماؤه، ألهم نبيه مزيد بيان حتى لا ينبري فقهاء الطواغيت للدفاع عن أسيادهم بتحريف الكلم عن مواضعه، كعادتهم، وصرف ذلك إلى الكفار والمشركين، أي إلى غير هذه الأمة المحمدية، كما فعلوا ويفعلون بالآيات المكفرة لمن حكم بغير ما أنزل الله، فأصبحت في حق بني إسرائيل، ولا تنسحب على غيرهم، إلى غير ذلك من التحريف، بل الدجل والهراء، والتكذيب لقوله، تباركت أسماؤه: {ليس بأمانيكم، ولا أماني أهل الكتاب: من يعمل سوءً يجز به، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيراً}، (النساء: 123)، وقوله مكذبا لمزاعم بني إسرائيل: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدوة، قل: أتخذتم عند الله عهدا، فلن يخلف الله عهده؟! أم تقولون على الله ما لا تعلمون * بلى: من كسب سيئة، وأحاطت به خطيئته، فأولذك أصحاب النار هم فيها خالدون}، (البقرة: 80-81)

ولا شك أن فقهاء السلاطين، وكذلك رجال إعلامهم، والمفكرين المنظرين لحكمهم، والأدباء والشعراء المتغنين بمدحهم، أخزاهم الله، هم الركيزة الأولى للسلطة، وهم الذين «يفلسفون» لشرعيتها، ويقنعون الكافة والخاصة بوجوب التسليم بسلطانها، والطاعة لأمرها ونهيها، فهم إذن على التحقيق جزء من جهاز السلطة بحكم الأمر الواقع، وإن لم يكونوا كذلك بنص القانون، وهم من ثم تبع للأئمة المضلين في استحقاق الذم والعقوبة من الله تبارك وتعالى. وهؤلاء «المنظرون» للطواغيت، لا سيما المنتسبين للعلم الشرعي منهم، يدخلون على عامة الناس من باب أنهم «علماء»، وأن «العلماء هم ورثة الأنبياء» كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.

هذه المغالطة القبيحة، ألا وهي تسمية من لديه معلومات كثيرة، محفوظلت غزيرة، أي من يحفظ الكتب والمراجع، عالماً؛ هذه المغالطة كشفها ربنا، تباركت أسماؤه، منذ القدم عندما حكم، ولا أحسن من حكمه، حصراً: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، ولا يكونون ورثة للأنبياء إلا إذا كانوا من: {الذين يبلغون رسالات الله، ويخشونه، ولا يخشون أحداً إلا الله، وكفى بالله حسيباً}. فمن لا يخشى الله ليس بعالم، ولا يستحق شرف العالم مهما حفظ واستظهر، وأفتى وتصدر. نعم من كان كذلك، غير قائم بمسؤلية العلم، صادعا بالحق، مبلغا عن الله وارثا للنبوة بحق في البيان والبلاغ، فهو في أحسن أحواله «حامل أسفار» كـ«الحمار» بحكم الله الواحد القهار. والحمار يصلح للركوب وحمل الأثقال، وربما للزينة: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها، وزينة}، أما القيادة والتصدي للفتيا فلا وألف لا. وقد تزداد حال هذا سوءً فينتقل من التقصير والتقاعس إلى الخيانة: فيفتي بالباطل، ويجادل عن الطواغيت، فينسلخ مما أوتي من الهدى والآيات، ويستحوذ عليه الشيطان فيكون من الغاوين، ويصبح كـ«الكلب»، كلب الأعراف: {إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}. وقد يتدهور المقصر إلى كتمان ما أنزل الله من البينات والهدى فيرتد ويكفر، ويستحق لعنة الله، وملائكته، والناس أجمعين، ولعنة جميع اللاعنين، وربما تجرأ فكتب الكتاب بيده في الأمم السابقة، أو وضع الحديث على نبي الله الخاتم في هذه الأمة، ثم قال: {هو من عند الله، ليشتري به ثمناً قليلاً}، وكلهم متلبسون بأكل أموال الناس بالباطل، وبالصد عن سبيل الله، كفسقة الأحبار والرهبان الذين كانوا: {يأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله}. وقد عصم الله نبيه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من تسميتهم علماء، لكنه سماهم تارة: «قراء»، ووصفه أحدهم تارة بأنه: «منافق عليم اللسان»، كما جاء في الأحاديث الثابتة الصحاح، فقد ثبت عنه، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، قوله: «ان أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان»، كما أخرج أحمد:

* في مسنده: حدثنا يزيد أنبأنا ديلم بن غزوان العبدي ثنا ميمون الكردي عن أبي عثمان النهدي قال: (إنى لجالس تحت منبر عمر، رضي الله تعالى عنه، وهو يخطب الناس فقال في خطبته: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان»)، هذا حديث صحيح. وقال ابن عدي: حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم ثنا ديلم ثنا ميمون الكردي به.

* وفي مسند الحارث من حديث طويل: حدثنا روح بن عبادة ثنا حسين بن ذكوان المعلم عن عبد الله بن بريدة أن عمر بن الخطاب قال: (عهد إلينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان»)، وهذا صحيح كذلك.

* وقد بوب لهذا الموضوع الإمام ابن حبان في صحيحه فقال: (ذكر ما كان يتخوف، صلى الله عليه وسلم، على أمته «جدال المنافق»)، ثم أخرج فقال: أخبرنا أبو يعلى حدثنا خليفة بن خياط حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان»، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو في المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن داود المكي وزكريا بن يحيى الساجي وإبراهيم بن نائلة الأصبهاني قالوا ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا حسين المعلم به.

* وقد ثبت، بإسناد صحيح، عن عمر، رضي الله عنه، حواره مع زياد بن حدير قال: قال لي عمر: (هل تعرف ما يهدم الإسلام؟!)، قال: قلت: لا، قال: (يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين). وهذا قد استفاده عمر، لا محالة، من مدرسة النبوة.

* وفي المعجم الكبير: حدثنا علي بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الحكيم بن منصور ثنا عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليكم».، غير أن عبد الحكيم بن منصور ضعيف مجمع على ضعفه. ولكن جاء في «العلل الواردة في الأحاديث النبوية» سئل الدارقطني عن حديث عبد الله بن سلمة عن معاذ عن النبي، صلى الله عليه وسلم: «أن أخوف ما أخاف عليكم ثلاث: جدال منافق بالقرآن، وزلة عالم، ودينا تقطع أعناقكم»، فقال: (يرويه عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن معاذ ورواه الأعمش عن عمرو بن مرة مرفوعا تفرد به عنه معمر بن زائدة، وكان قائد الأعمش، عنه، ووقفه شعبة وغيره عن عمرو بن مرة عن بن سلمة عن معاذ والموقوف الصحيح)، فلعل الحديث يثبت من كلام معاذ، بشهادة الإسنادين، ولكن في رفعه نظر.

كما ثبت عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام، أنه قال: «إن أكثر منافقي أمتي قراؤه»، أي قراء القرآن، وفي رواية: «قراؤها»، أي القراء من الأمة، والمعنى واحد، كما أخرج أحمد:

* حدثنا زيد بن الحباب من كتابه: حدثنا عبد الرحمن بن شريح: سمعت شرحبيل بن يزيد المعافري: أنه سمع محمد بن هدية الصدفي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أكثر منافقي أمتي قراؤه»، وقال أحمد كذلك: حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن بن شريح المعافري به، وأخرجه البخاري في (خلق أفعال العباد). هذا إسناد حسن جيد، تقوم به الحجة بمفرده، وهذا الحديث، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، حديث صحيح قطعاً بشهادة الإسناد المستقل التالي في مسند أحمد: حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أكثر منافقي أمتي قراؤها». قلت: سماع حسن الأشيب من ابن لهيعة قديم، وقد صرح ابن لهيعة ها هنا بالتحديث، فلعل هذا بمفرده تقوم به الحجة، فكيف إذا ضم إلى سابقه؟!

* وقال أحمد: حدثنا أبو سلمة الخزاعي حدثنا الوليد بن المغيرة حدثنا مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «إن أكثر منافقي هذه الأمة لقراؤها»، وفال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة حدثني أبو المصعب به، وقال أحمد: حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن لهيعة حدثنا مشرح به. قلت: هذا كذلك حديث حسن قوي كذلك لأن أبا المصعب مشرح بن هاعان، وهو لا بأس به في الجملة، قد وافق الثقات ها هنا، وسماع أبي عبد الرحمن، وهو عبد الله بن يزيد المقرئ من ابن لهيعة، قطعاً سماع قديم صحيح ثابت، وقد صرح ابن لهيعة ها هنا كذلك بالتحديث.

* وأخرج ابن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني ثنا إدريس بن يحيى عن الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أكثر منافقي أمتي قراؤه»، ولكن الفضل بن المختار متفق على ضعفه، وفي صحاح الأسانيد السالفة كفاية، وفوق الكفاية.
****************
يتبع
__________________
فارس الأندلس
***************
اللهم يا منزل الكتاب,ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, وياهازم الأحزاب إهزم النصارى واليهود والعلمانيين والمنافقين المحاربين للأسلام والمسلمين. اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين أرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم ارنا بهم عجائب قدرتك. ياقوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم ارسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة, والأمراض المتنوعة, اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين, اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل, وجعل كيدهم في تضليل, اللهم أرسل عليهم طير الأبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل,اللهم خذهم بالصيحة, وارسل عليهم حاصبا, اللهم صب عليهم العذاب صبا,اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفا من السماء, اللهم اقلب البحر عليهم نارا, الجو شهبا وإعصارا, اللهم أسقط طائراتهم,اللهم دمر مدمراتهم, واجعل قوتهم عليهم دمارا. ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. اللهم عليك برؤس الكفر, اللهم عليك ببوش,اللهم عليك ببلير, اللهم عليك بشارون اللهم عليك بهم كل الظالمين. اللهم طال ليل الظالمين, اللهم سلط عليهم يدا من الحق حاصدة. اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك. لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش الكريم, لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************