عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 26-04-2005, 12:23 PM
فارس الأندلس فارس الأندلس غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 703
إفتراضي

السعودية مقبرة العلماء، وسجن الدعاة


برهنا في السطور السابقة على ثبوت قوله، عليه وعلى آله الصلاة والسلام: «إن أكثر منافقي هذه الأمة لقراؤها»، وقوله: «ان أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان»، وقوله: «أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان» أو كما قال، بأبي هو وأمِّي، كما أوردنا تخوف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضوان الله وسلامه عليه، من أن ينهدم الإسلام بـ( زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين). ولنسأل أنفسنا: هل سبق أن مرت علينا هذه الأحاديث؟! هل سمعتم «مشايخكم» يذكرونها على المنابر؟!

لا ها الله! بل إن كاتب هذه السطور كتب، قبل نحو من عشرة أعوام، مقالاً في مجلة «الدعوة السعودية»، وهي مجلة إسلامية بزعمها، ذكر فيها الحديث: «إن أكثر منافقي هذه الأمة لقراؤها»، عرضاً، فشطبه رئيس التحرير، بحجة أنه قد يثير إشكلات لا لزوم لها. نعم: كلام الله ورسوله يثير إشكالات وإشكالات عند من آمن بلسانه، ولم يؤمن قلبه، ولكن الموعد هو: الله يوم القيامة.

نعم: نحن نسمعهم ليل نهار يقولون: (لحوم «العلماء» مسمومة)، فإن سألت من أين هذا، وما هو مستنده من الوحي المنزل، وكيف صنفتم قراؤكم علماء، لم يكن عندهم إلا الإحالة على أسلافهم في الضلالة، أو الاستشهاد بالأمثال الشعبية: (خل بينك وبين النار مطوع). بل سمعنا تبرير صالح بن محمد اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى!!) لاعتقال أسياده من آل سعود لرجل بريء لممارسة الضغوط على أخ له ليسلم نفسه، بالمثل الشعبي: (رجل الديش تجيب الديش). وهذا هو «البروفيسور» صالح السدلان (الذي لقبته مجلة اليمن الكبرى، بحق: السدلان الشيطان) يرتحل ذليلاً في ركاب سيده «عزوز» بن فهد، كأنه تماماً من الخدم أو «الخويا» والحشم لسموه الملكي الكريم، ثم يبلغ من الوقاحة أن يفتي، على رؤوس الأشهاد في قناة «إقرأ»، إمرأة مسلمة تعيش في أمريكا وتجد صعوبة جمة في «التنقُّب» بأنها لا يسعها الأخذ بقول الجمهور أن الوجه ليس بعورة، وهو بحمد الله الأقوى دليلاً، بل هو الصحيح يقيناً، محتجاً بـ«عمل أهل الجزيرة»، أو فتاوى «علماء الجزيرة»، أي بلفظ آخر: وساوس «قراء» الجزيرة، والأمراض النفسية لـ«حملة الأسفار» من الجزيرة.

قلت: يكفيك من علماء الجزيرة سكوتهم، كالشياطين الخرس، عن تولي الكفار وقتال المسلمين في العراق تحت رايتهم، وحصارهم لتجويعهم، وإذلالهم، وإبادتهم. وسكوتهم على استباحة الربا بالترخيص لبنوك الربا والعار، وسكوتهم على استباحة التجسس والنميمة بتأسيس أجهزة القمع والتجسس والنميمة (المباحث العامة). ويكفيك من نظرهم السديد، ورأيهم الرشيد: (تكفير من قال بكروية الأرض ودورانها!!!). ولعلك سمعت قول «شيخهم» الأكبر، وكبريتهم الأحمر، محمد الصالح العثيمين عن الحاكم الكافر: (... وإذا فرضنا على التقدير البعيد أن ولي الأمر كافر، فهل يعني هذا أن نوغر الصدور عليه حتى يحصل التمرد والفوضى والقتال، لا شك أنه خطأ، ... )، إلى آخر تلك الفتوى الباطلة، بل المجازفة الشنيعة. أهذه، بربك، سيرة علماء المسلمين الأتقياء الأثبات، أم هي صفات البابوات والكرادلة، والكهنة والأحبار، والسحرة والدجاجلة؟! نعم: ويكفيك من «كهنة» الجزيرة الشيكات الضخمة التي يأخذونها، سحتاً، من مال المسلمين كالشيك الذي وقعه فهد بن عبد العزيز، خائن الحرمين، خادم أمريكا، لخادمه: «فضيلة» الشيخ صالح السدلان.
وهذا صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الأوقاف السعودي عند كتابة هذه السطور، كان في سالف الأزمنة من طلبة العلم المعدودين. وقعت قديماً بيننا وبينه مناظرة طريفة حول الإشكالية العميقة في تكفير من هتف منادياً: (يا رسول الله أغثني) لأن ذلك، بزعمه، من «الشرك الأكبر». نحن نقول هذا باطل، كما أشبعناه بحثاً في كتابنا: (كتاب التوحيد: أصل الإسلام، وحقيقة التوحيد)، فليراجع. المهم هنا أن الشيخ صالح يعلم يقيناً أن دعاء الله عبادة خالصة، وأن العباد مأمورن بدعائه والتضرع اليه، جل وعلا، في كل صغيرة وكبيرة، وأنه ليس لأحد في الكون أن ينهى عبداً إذا دعى وصلى. هذا هو أمر الله وشرعه، وهو يحكم وحده {لا معقب لحكمه}، {ولا يشرك في حكمه أحداً}. فكيف سوَّغ الشيخ صالح لنفسه الإقرار لـ«ولي أمره» بحق النهي عن الدعاء أو القنوت للشيشان، كما هو بين من تعميمه في هذا الخصوص (نص هذا التعميم أدناه)؟! أليس هذا إقراراً بحق الحاكمية والتشريع لغير الله، واستسلاماً لسيادة غير الله، أي لربوبية غير الله، ومن ثم نقضاً صريحاً لمعنى لا إله إلا الله؟

من سوء حظ الشيخ صالح أن هذه المسألة ليست من غوامض المسائل، ولا من دقائقها، التي قد يعذر البعض بالخطأ فيها، بل هي واضحة بينة بمقتضى النصوص اليقينية القطعية من الكتاب والسنة، وإجماع الأمة. لذلك فإننا نجزم بأنه قد اتخذ «ولي أمره» رباً من دون الله، يحل الحرام، ويحرم الحلال، وينهى عن الدعاء، ويرخص للبنوك الربوية، ويحلل التجسس والنميمة، ويقر بواثيق الكفر والظلم الدولية، ويحالف الكفار ... إلخ. والشيخ صالح أصبح بذلك، لا سيما حسب قواعد مذهبه هو الذي كفَّر به عوام المسلمين من قبل، مشركاً كافراً مرتداً قد فارق الإسلام، ولحق بالمشركين. وهو بذلك قلب ظهر المجن لما آتاه الله من الآيات، وانسلخ منها، تماماً كغاوي الأعراف: {فمثله كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا، فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا، وأنفسهم كانوا يظلمون * من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون * ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل: أولئك هم الغافلون}.

ولا تحسبن ذلك قصر على «علماء» الجزيرة، ففي مصر تجد الدجال الكبير الطنطاوي، وفي الشام كفتارو، وفي غيرهما من هو نحوهما، أو شر منهما. ولا تحسبن ذلك قصر على «الكهنة»، بل الأدباء والمفكرون في خدمة الأسياد مسارعون، فقدوا العزة والكرامة، ونسوا مسؤولية الفكر والكلمة: من «الدكتور» تركي الحمد، البعثي القومي الثوري سابقاً، الذي ارتد «رجعياً» «قطرياً» وصنيعة لسلمان بن عبد العزيز، فرعون الرياض، لاحقاً، في جزيرة العرب، إلى «الدكتور» عبد الرفيع الجواهري، «رئيس» رابطة الكتاب والأدباء، في المغرب الأقصى، الذي يدافع عن طاغوته الهالك، قبيح المغرب، الذي ثبتت عمالته للموساد، وتوليه للصهاينة اليهود، بدعوى «سماحة الإسلام»، كما جاء في حواره الساخن مع الأستاذ المعارض المغربي أحمد رامي، ثبته الله وأثابه، الذي نقلته قناة الجزيرة الفضائية. كل هؤلاء باعوا عقولهم وكرامتهم لقاء ثمن بخس، دراهم معدودة، ووجاهات، ورئاسات، ودنيا زائلة.

إنه «بغاء» فكري، وهو شر بألف درجة من البغي التي تبيع جسدها. نعم: قلَّ أن تجد بغياً إلا وهي بائسة مسكينة، من منشأ سوء، وبؤس، وفقر، وجهل، أو من بيت متهدم ومجتمع فاسد. وأكثرهن مع هذا منكسرات ذليلات: يستشعرن الضعة، واحتقار المجتمع. هذا الضعف والانكسار يقربهن من أبواب الرحمة الإلاهية، فما هي إلا لحظة من لحظات السعادة، وطرقة على الباب، فتنفتح الأبواب، وإذا بالرحمة الإلاهية الواسعة، والمغفرة الشاملة، كتلك السعيدة التي حنت على كلب أهلكه العطش، فتدلت في البئر، وسقته بخفها، فشكر الله لها فغفر لها.

فهل منكم، يا معشر المشايخ والأدباء والمفكرين، الذين أنعم الله عليكم بالمنشأ الطيب، والمال الوافر، والدرجات العلمية، والوجاهة الاجتماعية، هل منكم من يحنو على أطفال العراق؟! وهل تفجأنا الأيام بيوم سعيد، يستيقظ فيه «الدكتور» تركي الحمد، مثلاً، من غفلته مستغلاً لبرنامج يبث حياً على الهواء، فيصدع بالذم لحصار العراق، وإبادة أهله وإذلالهم، وقد أعد حقيبته في منزله استعداداً لدخول السجن، غير وجل ولا هياب؟! ألا تشبعون من شهوات الرياسة والوجاهة والأموال؟! ألم تعلموا أنه لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب؟!

أما آن أوان الصدع والبلاغ والبيان لتقودوا الأمة في أحلك ظروفها إلى النصر والعز والتمكين، ولتخرجوها من ظلمات الكفر، وتلبيسات الطواغيت إلى نور الإسلام والتوحيد: {ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟! ولايكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل، فطال عليهم الأمد، فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}

أسأل الله تعالى أن يهيء للأمة علماء ربانيين عاملين واعين مخلصين مجاهدين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
فارس الأندلس
***************
اللهم يا منزل الكتاب,ويا مجري السحاب, ويا سريع الحساب, وياهازم الأحزاب إهزم النصارى واليهود والعلمانيين والمنافقين المحاربين للأسلام والمسلمين. اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذف الرعب في قلوبهم, اللهم فرق جمعهم, اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين أرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم, اللهم ارنا بهم عجائب قدرتك. ياقوي يا قادر اللهم أذل الدول الكافرة المحاربة للإسلام والمسلمين, اللهم ارسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة, والأمراض المتنوعة, اللهم اشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين, اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل, وجعل كيدهم في تضليل, اللهم أرسل عليهم طير الأبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل,اللهم خذهم بالصيحة, وارسل عليهم حاصبا, اللهم صب عليهم العذاب صبا,اللهم اخسف بهم الأرض وأنزل عليهم كسفا من السماء, اللهم اقلب البحر عليهم نارا, الجو شهبا وإعصارا, اللهم أسقط طائراتهم,اللهم دمر مدمراتهم, واجعل قوتهم عليهم دمارا. ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم. اللهم عليك برؤس الكفر, اللهم عليك ببوش,اللهم عليك ببلير, اللهم عليك بشارون اللهم عليك بهم كل الظالمين. اللهم طال ليل الظالمين, اللهم سلط عليهم يدا من الحق حاصدة. اللهم إن بالمسلمين من الجهد والضنك والضيق والظلم مالا نشكوه إلا إليك. لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش الكريم, لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
****************************