عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 05-12-2006, 06:01 AM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

إدانة العمليات الاستشهادية : رؤية فقهية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإدانة العمليات الاستشهادية أمر غير جائز لأن هذه العمليات الاستشهادية جائزة بإجماع علماء المسلمين، فهي من باب المعاملة بالمثل؛ وهي جائزة بصريح نص القرآن قال سبحانه (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) فيدُ اليهود ما زالت ملطخة بدماء الأطفال والأبرياء فحين يكفوا عن قتل أطفالنا ونسائنا وسلب أرضنا ساعتها يحق لنا جميعا أن نعترض على مثل هذه العمليات.

وإليك فتوى فضيلة المستشار فيصل مولوي –نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-20/8/2003:-

إذا كان الهدف هو إرضاء الكفار، فهو هدف لا يمكن أن يتحقق، والله تعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وكذلك لن يرضى عليه الصهاينة المعتدون بمجرد استنكار العمليات الاستشهادية، إنما يريدون من السلطة أن تنوب عنهم بقتل الاستشهاديين أو سجنهم أو منعهم بأي وسيلة من عملياتهم الاستشهادية.

نحن نعتقد أن إدانة العمليات الاستشهادية أمر غير جائز، وليس هناك ما يبرره إطلاقاً، لأن اليهود محتلون، وقد تجاوزوا اتفاق أوسلو الذي وقعوه مع عرفات والذي يتضمن إنهاء مرحلة الحكم الذاتي خلال خمس سنوات ولا يزالون محتلين، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقاتلهم سواءً في الأرص المحتلة عام 67 أو في الأرض المحتلة عام 48، لأنه حتى لو سلمنا جدلاً بأن الأرض المحتلة عام 48 أصبحت إسرائيلية وأن الأرض المحتلة عام 67 هي الأرض الفلسطينية فقط كما يفهم من اتفاق أوسلو، فإن إسرائيل تقاتل الفلسطينيين في الضفة وغزة، ومن حقهم في المقابل أن يقاتلوها في الأرض المحتلة عام 48 من قبيل المعاملة بالمثل وهو مبدأ مشروع في جميع المواثيق الدولية والشرائع الإلهية والقوانين الوضعية.

فكيف إذا أضفنا إلى ذلك أن الفلسطينيين يعتبرون كل أرض فلسطين لهم، وأن كثيراً من المقاتلين الاستشهاديين هم أصلاً من الأرض المحتلة عام 48 وقد أخرجوا منها ويعيشون لاجئين في مخيمات الضفة وغزة، لذلك فإن حقهم الطبيعي أن يقاتلوا العدو الإسرائيلي حيث كان.

أما الزعم بأن العمليات الاستشهادية تستهدف المدنيين والأطفال، فهو زعم غير مقبول، لأن الطائرة الصهيونية عندما تقصف لا تميز بين مقاتل ومدني، ولا بين رجل وطفل، ولا بين عجوز وامرأة، فهي تطال الجميع، فليكن الاستشهادي الذي يفجر نفسه في العدو مثل هذه الطائرة التي يقودها رجل مقاتل وبالتالي فهو يتحمل مسؤولية ما يفعل كما يتحمل الاستهشادي مسؤولية أفعاله.

فإما أن يمنع قتل الأطفال على الجهتين، وإما أن يسمح به على الجهتين. ولقد عرضت حركة حماس في إحدى المراحل على العدو الصهيوني أن يتوقف عن قتل النساء والأطفال والمدنيين في مقابل أن تتوقف هي أيضاً، لكن العدو الصهيوني لم يوافق. كما أن المقاومة في لبنان كانت تضرب المدنيين الصهاينة داخل الأرض المحتلة كما يضرب الصهاينة المدنيين في لبنان، وعقد اتفاق نيسان بين الطرفين تم بموجبه تحييد المدنيين والبنى التحتية عن المعركة من قبل الطرفين، ولا يزال الالتزام بهذا الاتفاق قائماً حتى الآن.

والى أن يتم عقد اتفاق مماثل له بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، فإن المعركة العسكرية التي سببها العدو الصهيوني والتي تبرر قتل الأبرياء في الصف الفلسطيني هي نفسها التي تبرر قتل المدنيين والأطفال في الجانب الصهيوني.

إننا نعتقد أن من واجب عرفات ورجال السلطة الفلسطينية بدل أن يستنكروا العمليات الاستشهادية أن يلفتوا نظر العالم إلى استمرار الاحتلال وإلى استمرار العمليات الحربية الإسرائيلية التي لا تفرق بين عسكري ومدني وأن يعلنوا على الأقل تفهمهم لأسباب ومبررات هذه العمليات إذا لم يجدوا قدرة على تبنيها والإشادة بها.
والله أعلم.
__________________