عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-07-2001, 08:56 AM
سسامر سسامر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 11
Post

الحلقة الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فلا يخفى على أحد مقدار الأهمية المعطاة لليهود في عصرنا الحاضر لأسباب عدة. فمن أهم هذه الأسباب:

1- احتلال اليهود لفلسطين.
2- حصول اليهود على التأييد العالمي شبه المطلق لقضيتهم التي نؤمن بكونها غير عادلة ولا تستند على أصل شرعي أو قانوني أو تاريخي.
3- إحجام غالبية الناس عن مجابهة اليهود حتى وإن كان الحق في جانب هؤلاء الناس، وذلك خوفا على أنفسهم أو مناصبهم أو مكانتهم العلمية.
4- التقدم العلمي والتقني والعسكري لدى الدولة العبرية مقارنة بالدول العربية والإسلامية.
5- عملية السلام وما يبنى على ذلك من التطبيع.

من الملاحظ دائما أن وسائل الإعلام العالمية تهتم بأخبار اليهود بشكل واضح ومبالغ فيه أحيانا. كما أن العديد من رؤساء الدول الكبرى والساسة البارزين فيها يقحمون الموضوع اليهودي مهما صغر حجمه وحقر شأنه في أي نقاش يدور بينهم وبين مسؤولين من دول أخرى متهمة بعدم الرضوخ لليهود في كل صغيرة وكبيرة. فنجد أن الرئيس الأمريكي يفتتح كنيسا يهوديا في العاصمة الصينية إبان زيارته لها في عام 1998 رغما عن عدم وجود يهود صينيين. ونجد أن مجرد اتهام اليهود للسكرتير السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم -والذي كان وقت الاتهام المذكور رئيسا لجمهورية النمسا- بمشاركته للنازية في اضطهاد اليهود، قد نتج عنه حرمانه من الحصول على تأشيرات دخول للعديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، رغما عن أن اليهود لم يستطيعوا تقديم أي دليل إثبات لهذه التهمة. كذلك نجد أن موضوع هجرة اليهود المقيمين في دول عدة، مثل اليمن وسوريا وروسيا وكوبا وغيرها، موضوع رئيس على جدول أعمال أية مفاوضات تكون الولايات المتحدة شريكة فيها.

ومن المؤلم أيضا أن نلاحظ أن قيمة الإنسان اليهودي غالية في نظر اليهود والعالم أجمع، في حين أن قيمة المسلم والعربي رخيصة في نظر دول العالم أجمع، بما فيها دولهم. فنجد أن ملك الأردن السابق، الملك حسين، قد عزى بنفسه أهالي المجندات اليهوديات اللواتي قتلن بيد الجندي الأردني في الناقورة، في حين أنه لم تطرف عين لضحايا مذبحة قانا. رحم الله المتنبي الذي قال:

لا افتخار إلا لمن لا يضام مدرك أو محارب لا ينام
ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحمام
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

السؤال المطروح إذن: ما الذي جعل اليهود (المكروهين من شعوب الأرض قاطبة، الموصومين بالبخل والشره والقذارة والحقد من قبل الشرق والغرب، المطرودين من كل مكان حلوا به عدا دولة الِإسلام) يحوزون قصب السبق في السيطرة على العالم ويخضع لهم القاصي والداني ويخشاهم الإنسان العادي قبل السياسي؟ جواب هذا السؤال ليس هينا، ولكن لعل المادة الملخصة فيما يلي تعطي مقدمة لمن أراد الإستزادة.
__________________
لا بد من صنعا وإن طال الزمن