عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-02-2006, 11:24 AM
ناجى العلى1 ناجى العلى1 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 232
إفتراضي

وكما قال د.مراد هوفمــان :
"إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل حتى مع عبدة الشيطان ، ولكنه لا يُظهر أي تسامــح مع المسلمين ، فكل شيء مسموح به إلا أن تكون مسلمــاً!" الطريق إلى مكة ص 149

وكما قالت المفكرة الشهيدة الإسبانية (صبورة أوريبة ) : " قد أعلن الدساسون من الغربيين المتلاعبون بالضمائر عداوتهم للإسلام ، لأنه ينزع أقنعتهم ، ويقاوم شعوذتهم الخادعة"عن مجلة الفيصل العدد 191 عام 2000م .

وكما السيناتور الأمريكي (بول فندلي) : "هناك الكثير من رجال الدين المسيحي في أمريكا يقومون بتشويه صورة الإسلام … وإن الإسلام ليس خطراً على المسيحية أو الحضارة الغربية ، وإن كُتّاباً غير مسلمين هم الذين شوهوا صورته في الغرب" أمريكا والإسلام عبد القادر طاش 82ـ 84
نعم إن الإسلام ليس خطرا على أحد ، إنه رحمة للعالمين ، سواء من دخل فيه ، ومن خضع لأحكامه العادلة .

* وبينـــوا لأهل الإسلام : إن هذا التعصب الصليبي بجديد : إنه نزعة قديمة في نفوسهم ، قديمة قدم هذا الشيطان الأمريكي ، فقد كانوا يقولون وهم يسفكون دماء الفلبينيين ، قبل عام 1900م ، ففي عام 1989م ، قال الجمهوري وليم ماكلني ـ الرئيس 25 لأمريكا وشهد عهده الحرب الأسبانية الأمريكية وضم الفلبين إلى أمريكا واغتيل في نهايتها ـ قال بعد ليلة صلاة : " لم يبق لنا شيء لعمله إلا أن نأخذهم جميعا ، ونعلّـم الفلبينيين ، ونرقيهم ، ونمدهم ، ونحولهم إلى النصرانية ، وبعون الرب نفعل أفضل شيء نستطيعه لهم كرجال ، فمن أجلهم أيضا مات المسيح )
Charles s.olcott, life of William mckinly,2vol,(boston:Houghton Mifflin,1916,2:i09-11

ويقول مؤلف كتاب أرض الميعاد والدولة الصليبية بعدما نقــــل هذا النص : " يقول القراء المحدثون عن ذلك إنه تفاهة منافقة ، ولكن ذلك بسبب أنهم لا يفهمون المسألة ، وفي الحقيقة ، كان الشعور الديني أداة تجميع الشعب الأمريكي ، وربما أيضا ماكنلي الورع ، خلف رسالة بعثة استعمارية ، فخلال الحرب ، أحدثت الصحف البروتستانتية صخبا من نوع : " إذا كانت إرادة الرب الأعظم ، أنه بالحرب ينزاح الأثر الأخير لوحشية الرجل تجاه الرجل ، في نصف الكرة الغربي ، فلندعها تأتي " ص 156

* واليوم يقول البروتستانتي بوش ، إن يأخذ المسلمين جميعا ، ويعلمهم ، ويرقيهم ، ويمدهم ويحولهم إلى النصرانية ، لأن إرادة الرب العظيم ، دعته إلى ذلك .

* إنها نفس الحكاية ، يكررونها دائما ، يظهرون في وسائل الإعلام أنهم جاءوا للديمقراطية ، وتحرير الشعوب ، ومنح الحرية ، ويبطنون حقيقة مكرهم الخبيث .

* بينوا لأمة الإسلام هذا كله ، بيانا واضحا ، لالبس فيه ، وافضحوا مقاصد أعداء الإسلام ، وعلموا الأمة ما يكاد لهــــــا ، لاتكتموا منه شيئا .

واصبروا على مناجزة هذه الجاهلية ، فلكل عصر من عصور الإسلام رجال ، يدافعون عنه ، فكونوا رجال الإسلام في هذا العصر ، وتذكروا أن هذه الحملــة الصليبية الأمريكية تستنسخ ما فعله الاحتلال الاوربي في بلاد الإسلام في القرن الماضي ، حذو القذة بالقذة ، فتذكروا جهاد أولئك الرجال ، وسجلـوا عند ربكم مثل مواقفهـــــم .

نبني كما كانت اوائلنا ** تبني ونصنع مثل ما صنــــــــعوا

واعلموا أنما هي سوق أقامه الله تعالى ، الثمن عمر العبد وعمل قلبه وجوارحه ، والبضاعة جنة الخلد التي وعد الله من كان تقيا ، والقبض يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فلينظر كل امرئ كيف ينفض من هذه السوق ، أينفض بموقف قــد عظّم فيه دين الله بقول أبان فيه الحق بلسانه ، أو بضرب جاهد فيه الكفر بسنانه ، أم ينقض بسخط من الله ، قد افترى على دين الله ، أو أعان أعداء الله ، أو خذل أولياء الله تعالى ، فاشترى بعمره وعمله وماله أخس بضاعة .

واعلموا أن الله تعالى ناصر دينه ، وإنما على العبد أن ينحاز إلى صف الحق وأهـــله ، ولهذا حذر الله تعالى من مشاقة الله ورسوله ، وهي أن يقف العبد في شق أي جانب غير جانب الله ورسوله ، فذلك و الله الخسران المبين ، قال الحق سبحانه " (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) .

فيا عباد الله اثبتوا " وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "

قال ابن القيم : ( وقال الله تعالى لما ذكر المرتد والمكره بقوله : "من كفر بالله من بعد إيمانه " ، قال بعد ذلك " ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم "

فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين : إما أن يقول أحدهم آمنا ، وإما أن لا يقول آمنا ، بل يستمر على عمل السيئات .

فمن قال آمنا امتحنه الرب عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ، ليبين الصادق من الكاذب ، ومن لم يقل آمنا فلا يحسب أنه يسبق الرب لتجربته فإن أحدا لن يعجز الله تعالى.

هذه سنته تعالى يرسل الرسل إلى الخلق فيكذبهم الناس ويؤذنهم قال تعالى : "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن " ، وقال تعالى " كذلك ما أني الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون " ، وقال تعالى : " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك " .

ومن آمن بالرسل وأطاعهم عادوه ، وآذوه ، فابتلى بما يؤلمه ، وإن لم يؤمن بهم عوقب ، فحصل ما يؤلمه ، أعظم وأدوم .

فلا بد من حصول الألم لكل نفس ، سواء آمنت ، أم كفرت ، لكن المؤمن يحصل له الألم في بد من الدنيا ابتداء ، ثم تكون له العاقبة والآخرة .
والكافر تحصل له النعمة ابتداء ثم يصير في الألم ، سال رجل الشافعي فقال يا أبا عبد الله أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلي فقال الشافعي لا يمكن حتى يبتلي فإن الله ابتلي نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلما صبروا مكنهم .

فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة ، وهذا اصل عظيم فينبغي للعاقل أن يعرفه ، وهذا يحصل لكل أحد ، فإن الإنسان مدني بالطبع ، لا بد له من أن يعيش مع الناس ، والناس لهم إرادات ، وتصورات ، يطلبون منه أن يوافقهم عليها ، وإن لم يوافقوهم آذوه وعذبوه.

وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب تارة منهم وتاره من غيره ، ومن اختبر أحواله وأحوال الناس وجد من هذا شيئا كثيرا ( الفوائد 208

والله اعلم .

ألا ياعباد الله فاثبتوا ، وتذكروا ملتقاكـــم الأعظــم عند حوض نبيكم ، فادناكم منه منزلــــة ، أعظمكـــــــم نصرا لدينه ، ثم في جنة ربكم فأعلاكم فيها منزلـــــــــة أشدكـم تمسكا بالتقـــــــــوى ، فتلكم هي العروة الوثقـــى ، وسبيل النصــر ، فلأهلها والله العاقبة والبشـــــــرى .