[ابن حوران]

37ـ الأمير سيف الله غدا أمير عرب الشام*1 عربي من قبيلة ربيعة الطائية

الأمير سيف الله غدا بن هبة الله بن مهنا أمير عرب الشام بن عيسى بن مهنا من آل فضل من ربيعة الطائية .
قدم الهند على السلطان (محمد شاه تغلق) فأكرم مثواه ومنحه على دفعتين إحدى وعشرين فرسا مسرجة بسروج وألجمة مذهبة .. وزوجه أخته (فيروز خاتون) وبعد زفافه بشهر، حاول دخول القصر فأنكره كبير الحراس فضربه الأمير سيف، فأدماه وكان كبير الحراس أميرا وهو ابن قاضي (غزنة أي كابل اليوم) وهو من أحفاد السلطان (محمود بن سبكتكين الغزنوي) الذي يحظى بمعزة السلطان (محمد شاه تغلق) ويعتبره الأب الروحي، والمضروب كان بمثابة شقيق للسلطان فتعرض السلطان للحرج .. من ينصف زوج أخته أم شقيقه! فأحاله للقضاء، فحاول القاضي تعليم الأمير سيف بادعاءه بأنه ليس هو من ضرب كبير الحراس، ولكن الأمير رفض الكذب، فأمر القاضي بسجنه، وقد روى تلك القصة (الرحالة العربي المشهور ابن بطوطة) .. وقال لقد تدخل نقباء مدينة (دلهي) للتشفع بإخراجه من السجن، ولم يفلحوا، فتقدم ابن بطوطة الى القصر للتشفع به، فرد الحراس طلبه ورفض السلطان لطلبه، فقال والله لن أبرح مكاني ولأبيتن عند باب القصر حتى لو بلغ مبيتي مائة ليلة، حتى أحصل على طلبي .. فبلغ السلطان قوله .. فأخرج الأمير وولاه على إمارة جيش الهند ورفع قدره*1

38ـ الشيخ سماء الدين البجنوري*2
عربي من ذرية أبي بكر الصديق
الشيخ الصالح الفقيه سماء الدين بن فخر الدين بن ركن الدين الصديقي أحد المشايخ الجشتية ..
ولد بقرية (بجنور) ونشأ بها، وتعلم في معهد العلوم والمشيخة وأخذ عن الشيخ زين العابدين ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ثم سافر الى الحجاز، فحج وزار ولبس الخرقة من الشيخ قطب الدين المكي، ولبس من الشيخ جلال الدين حسين ابن احمد الحسيني البخاري الأجي.
وكان صاحب وجد وحالة، يتأثر في سماع ما يتلقاه، غشي عليه في السماع فلم يفق حتى مات بمدينة (لكنهو) عام 776هـ وقبره فيها ..

39ـ الشيخ شمس الدين التركماني*3
عربي من ذرية محمد ابن الحنفية من آل البيت

الشيخ الكبير شمس الدين بن أحمد عبد المؤمن التركماني الباني بتي من ذرية خواجه احمد العلوي اليسوي ويرتقي نسبه الى محمد ابن الحنفية أحد أولاد علي بن أبي طالب رضوان الله عليه

أخذ العلم عن أهله في تركستان، ثم ساح في البلاد وأدرك المشايخ الكبار في ما وراء النهر ثم دخل الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين علي الصابر الكليري، وصحبه مدة طويلة وأوصاه الشيخ أن يرحل الى (باني بت) ويسكن بها ولما توفي الشيخ، ذهب الى حيث أوصاه واستقر في (باني بت) وعكف بها على الإرشاد والهداية، أخذ عنه الشيخ جلال الدين محمود العثماني.

توفي سنة 710هـ كما في كتاب (سير الأقطاب).

40ـ القاضي عبد المقتدر الكندي*4
عربي من قبيلة كندة

الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد المقتدر بن محمود بن سليمان الشريحي الكندي القاضي منهاج الدين ابن القاضي ركن الدين التهانسيري ثم الدهلوي .. قدم جده سليمان الى الهند في أيام (قطب الدين الخلجي) وكان من ذرية شريح الكندي .. فولي القضاء في الممالك الشمالية من (دلهي) فاشتغل به وسكن ببلدة (تهانسير) ولما مات تولى مكانه ولده القاضي (ركن الدين) وحصل له جاه عظيم وملك ضياعا وعقارات ببلدة (تهانسير)..

أما عبد المقتدر فقد ولد ببلدة (تهانسير) ونشأ في (دلهي) على الصلاح وأتقن علوم اللغة العربية ولازم الشيخ (شمس الدين الأودي) وله مؤلفات في الفقه واللغة .. وأشعار حسنة منها في مدح رسول الله صلوات الله عليه :

محمد خير خلق الله قاطبة .... هو الذي جل عن مثل وعن مثل
له المزايا بلا نقص ولا شبه ........ له العطايا بلا مَن ولا بدل
الى أن يقول:
وأهل بيتك فينا رحمة نزلت ..... أهل الطهارة عن رجس وعن وحل
يا سيد المرسلين المكرمين أدم.... شفاعة لعُبيد ضارع وجل

توفي سنة 791هـ عن عمر 88 عام كما ورد في أخبار الأخيار


هوامش
1ـ رحلة ابن بطوطة ج2 / ص 537
2ـ تذكرة علماء الهند/تأليف: رحمان علي مرحوم ص 57
3ـ تحفة الكرام/ تأليف: علي شير قانع ص 51
4ـ أخبار الأخيار في أسرار الأبرار/ تأليف الشيخ عبد الحق الدهلوي/ طبع في دلهي سنة 1332هـ / ص 77