[السنونو المهاجر]

إلى أبي أسماء ومن معه…

ونحن في هذه العجالة لا أريد أن يتتهمني بالنظرة السوداوية وقلة الولاء. ولا أريد أن يقال عني جئت لأكحلها ففقأت وجدعت ما بوجهها.

ها هو الشيخ يسد عليّ كل المنافذ ويتركني كهر وجل في غرفة تحاصره الكلاب بداخل غرفة موصدة المنافذ، أرتعد لرهبة الموقف فأبلل ترابها الطاهر بسائل تنز به جثث بعضنا وقت الخوف أو بعد النحر.
الأخ الشيخ لن أطيل، فقط أود أن تعلم أن الأسئلة عديدة، بل ويكاد يصعب حصرها… بينما يكاد الجواب أن يتقلص ليكتنز في حروف عبارة واحدة أو يتوضع خلفها… طالما أحجمت نسائنا وبناتنا عن إنجاب الرجال ويكثرن من التوائم بأفواه فاغرة… يلدن أفواه مليئة بأدوات التعجب وإشارات الإستغراب لم يبق بيننا رجال.
نم أيها الشيخ وإن استيقظت بعد حين، أجلب أسفارك وتعال نتحاسب بصدق أمام رمال الصحراء الذهبية ولتشهد الزيتونة العتيقة على تبذيرنا لحبيبات الرمل التي اكتظ بها كيس الرمل مثقلا كاهلي ويعلوه عقال عربي أسحم.
أيها الشيخ… أتحداك وزمرة أطفالك الآخذة بالتفسخ في مستنقع انحطاطنا أن تعثروا على جواب صريح وصادق عن ماهية وجودنا… أما أنا فلا أملك الشجاعة حتى على طرح مثل هذا السؤال…
وعليه استفسر ملحاً عليكم من أجل الإجابة المقتضبة:" من نحن..؟". إلى متى نأد الرجال ونروج لأنوثة رجولتنا….!!! إلى متى التسويف يا أبا أسماء...!