عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 20-01-2007, 01:21 PM
جروان جروان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 83
إفتراضي

( 2 )

دموع التماسيح لن تستطيع التغطية على الجرائم التاريخية التي ارتكبت .

واللطم والعويل هو الملهاة الكبرى في زمن السقوط والاضمحلال لكل قوى الفاشية والموت والدمار ... فبالأمس كان وكان وكان .. ... .. ثم يوم ( 10 / 12 / 1427 هـ ـ 29 / 12 / 2006 م ) جاء دور قائد البعث المهزوم .. .. .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .

ولا عــزاء .. .. .. فالظلم مرتعه وخيم ومن إستل سيف البغي قتل به

هلك صدام حسين .. .. .. وذاق كأس الموت التي سقاها لآلاف الأبرياء ظلما وعدوانا ، وصار الطاغية الآن في الدار الآخرة حيث العدالة الإلهية ، وحيث الحساب الدقيق من رب عزيز حكيم يعلم كل ما جنته يد هذا الإنسان من جرائم ومظالم ، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .

أسال ( صدام ) أنهاراً من الدماء والدموع في العراق وجواره وسبّب المعاناة للملايين ، وجلب القوى الشريرة بجيوشها إلى بلاد المسلمين .

رحل المجرم " صدام " .. .. فجعلته التوجهات القومية العربية والحزبية الإسلامية ، شهيداً وبطلاً قومياً !!! .

بكت الجماعات الإسلامية الحزبية والأحزاب والجماعات القومية واليسارية العربية ، بحرقة الديكتاتور " صدام " .

الجماعات الإسلامية الحزبية البدعية ، وقادة ومفكري شباب " الصحوة المزعومة " يعيشون في غيبوبة ، ويا للأسف فإنهم ينفذون مخططات الأعداء بحذافيرها بغير وعي ولا إدراك !! .

فجعلوا من المجرم " صدام " .. .. .. الشهيد !!! .

هؤلاء الحزبيون على يقين من أن صدام ديكتاتور ارتكب جرائم لا تعد ولا تحصى بحق شعبه وجيرانه ، إلا أنهم مع ذلك يتعاطفون مع صدام ، ويرون فيه شخصية البطل الأسطورة ، لأن شخصية ( القائد الحزبي ) تطبعت عبر سنوات في عقول المنتمين ( للإخوان المفسدين ) على الإعجاب بالشيخ والمربي المتسلط الذي يستطيع أن يخضع له الآخرين .

ولذا نجد ( أتباع الجماعات الحزبية والصحوة المزعومة ) يطربون لقصص البطولات الكاذبة عن قياداتهم ، ولهذا السبب تجد من يبدي إعجابه بـ " صدام " أثناء الإعدام وينسى تاريخه الإجرامي الطويل .

مع علمهم أن صدام كان الابن البار لمؤسسة المنظمة الحزبية السرية ذات التنظيم المافيوي الحديدي المحكم ، وهو منذ أن برز في مطلع شبابه على الساحة السياسية كانت كل عدته القبضة والخنجر والمسدس والقتل والتصفية والعنف .

وهنا نقف وقفة .. .. ..

لماذا جعلوا منه بطلاً وشهيداً ؟! .. .. وجعلوه يرحل دون أن يدان على كل جرائمه البشعة ؟! .

لماذا جعلوا من فجر 10 / 12 / 1427 هـ " أول أيام عيد الأضحى المبارك " الموافق 30 / 12 / 2006 م من دفن " صدام " من إعادة بعثه بقوة ، وعلى هيئة الضحية ، والجلاد ينساه التاريخ ؟! .

خرجوا علينا عبر مقالاتهم ومداخلاتهم وعبر الفضائيات يتباكون عليه كما الغربان ، هؤلاء عليهم أن يعودوا إلى ضمائرهم ويتذكروا جرائم ذلك الأرعن بالبشرية ، وعليهم أن يعودوا إلى صوابهم وضمائرهم .

تمنيت لو أن أصحاب المقالات والمداخلات من مرتزقة الطاغية قد أصيبوا بجرائمه أو فقدوا أحداً من أقربائهم تحت تعذيب عصابة مجرم العصر .

تمنيت ذلك حتى نسمع حينها ماذا يقولون عنه ؟!! .


أليس هذا التعاطف هو إحدى علامات المرض " القومي العربي والحزبي الإسلامي " .. ..

أحد أعراضه التعاطف مع الظلمة مع أنهم عادة ما يظلمون الأبرياء .. .. .. ومع الطواغيت مع أنهم يطغون على أبناء جلدتهم أولاً قبل أن يؤذوا الآخرين ! .