عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-03-2006, 11:04 PM
فلوجة العز فلوجة العز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
إرسال رسالة عبر MSN إلى فلوجة العز
إفتراضي

يتبع...........

لم يكترث جعفر بكل ما قاله الآخرون , لم يلتفت إلى الإشاعات المحلية و المستوردة التي سوقها الأعداء الأذكياء , و الأصدقاء الحمقى ..

للحظة , تمنى جعفر لو كان في إحدى تلك الطائرات , لينال شهادة في سبيل الله عز وجل , تضمن له السعادة الخالدة , و لأمة الإسلام الحياة الكريمة ,

تسارعت الأحداث... أمريكا تهاجم افغانستان , تؤزها شياطين الردة الجامحة من المسلمين
(سابقا) , ويزول نظام طالبان- اعاده الله - , و تبدأ حملة أمريكا الجديدة على العراق , لقد كانت الأحداث أسرع من أن يلحق بها جعفر ,
لقد تغيرت كميائية تفكير جعفر تغيرا مهما , لكنها بقية عاجزة عن تحقيق الإنفجار المرتقب...
أعلن صدام حسين , الرئيس العراقي وقتها , عن استقبال وفود من المتطوعين العرب الراغبين بالدفاع عن العراق ,
ارتبك جعفر كثيرا و بدا عاجزا عن تقرير ما يجب فعله , فهو يحب الجهاد في سبيل الله , لكن ليس تحت راية صدام البعثية , مهما تمسحت بالإسلام , فهو يريد جهادا صافيا في سبيل الله , لينال أجره غير منقوص ..



هل أذهب ؟ هل أبقى ؟





هل أذهب و أنتظر سقوط نظام صدام لأجاهد الغزو الصليبي لأرض العراق الرشيد تحت راية المجاهدين ؟




لقد كانت هذه أسئلة تجول في منطقة " الباطن الشعوري " لدى جعفر , دون أن تحدث تغيرا على سلوك جعفر أوتأثيرا على مسار حياته الجامعية ,



لقد تقدم
" حب الجهاد" لدى جعفر خطوة , و خرج من سجن "اللاشعور" , ليصبح في منطقة أقرب إلى الواقع ... منطقة "الشعور الباطني ", دون أن تكون تلك العاطفة قادرة على تجاوزه ..



لقد بدأ الجهاد يشغل باله , ولم يعد ينتظر مؤثرات خارجية أو يحتاج لطاقة تنشيط حتى يشغل حيزا من تفكير جعفر ...

إلى من يذهب ؟ من يسأل ؟ فليس السؤال عن الجهاد أيامنا يشابه السؤال عن أحكام الطهارة و الحيض و النفاس , ليس السؤال عن حكم نصرة المسلمين المستضعفين كالسؤال عن أحكام الزواج و الطلاق و الغناء ...

فقرر جعفر إستشارة الشيخ الفاضل " أبي محمود" إمام المسجد المجاور , الذي يكثر من الدعاء للمجاهدين في خطبه , دون أن يحدد من هم و في أي أرض هم , دعاء عام , يريح الداعي و المؤمن ...و طواغيت البلاد و مخبريهم .


لم يكن جعفر من المواظبين على صلاة الجماعة , و كانت معرفته بالإمام لا تتجاوز لقاءهم وقت صلاة الجمعة , و بعض المرات التي يصاحب فيها جعفر والده إلى المسجد ,




ذهب جعفر إلى صلاة العصر و انتظر الإمام بعد الصلاة , رحب به
الشيخ أبو محمود و هش في وجهه وبش , مما شجع جعفر لطرح السؤال الذي لا يتناسب مع مظهره الخارجي "الموافق للموضة"...

قال جعفر : شيخنا هناك سؤال و أريد له جوابا ...
الشيخ أبو محمود : تفضل يا جعفر , ما المشكلة ؟ ماذا تريد أن تسأل ؟
جعفر: هناك مسألة محيرة و أريد مساعدتك..
الشيخ : هل هو زواج أم خطوبة ؟ أم أن الله ابتلاك بالحب ؟

(وهنا أطلق الشيخ أبو محمود ضحكة عالية تجاوب معها جعفر بابتسامة صفراء قلقة )
قال جعفر : يا شيخ أريد أن أسأل عن حكم الذهاب للعراق للجهاد فيها ..
تغير وجه الشيخ أبي محمود و صبغ بصبغة جدية و قال :
عفوا يا ولدي , ومن وضع هذه الفكرة في عقلك ؟
جعفر : وهل فكرة الدفاع عن أمة الإسلام تحتاج لمن يضعها في عقلي ؟
الشيخ : لا طبعا يا ولدي , ولكن صدام حسين بعثي , و رايته راية جاهلية , و لا يجوز القتال تحتها ,
جعفر : يا شيخ , سيدخل الامريكان إلى بغداد , و عندها نقاتل ,
الشيخ أبو محمود : يا ولدي , ومن يضمن لك وجود راية مسلمة تقاتل تحتها بعد سقوط صدام ؟ الذهاب إلى العراق الآن يعد مخاطرة و مقامرة , و لقد حث الشيخ سلمان العودة و سفر الحوالي -وهم من علماء الجزيرة الصادعين بالحق - الشباب إلى عدم الذهاب إلى
العراق الآن , لعدم توفر الراية ..
جعفر : إن لم نذهب , من سيرفع الراية الموحدة يا شيخ ؟
الشيخ أبو محمود : يا ولدي في أهل العراق الخير و البركة , ركز على تعليمك الآن , وعسى الله أن يقدر لنا الخير ..
جعفر : جزاك الله خيرا ..

لم يقتنع جعفر بما قاله الشيخ , ولكنه قبله , ربما لأن "حب الجهاد" في نفسه لم يكن كافيا لدفعه نحو الامام ,أو لأنه لا يدري تماما ما كان سيفعله لو قال له الشيخ : إذهب ...
سقط نظام البعث في غضون 3 أسابيع , و تزايد عدد المجاهدين الذين يقاتلون العدو الصليبي ,
لكن جعفر نسي هذا الأمر , و عادت حياته إلى " عاديتها " , و تراجع " حب الجهاد " خطوة إلى الوراء , ولكنه بقي متمسكا بمنطقة الباطن الشعوري..

يتبع...

__________________
الرد مع إقتباس