عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-09-2001, 12:04 PM
sakher sakher غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 142
Post ((وجعل رزقي تحت ظل رمحي)).

((وجعل رزقي تحت ظل رمحي)).

سبحان الله ،الرزق الذي يظن كثير من الناس هنا أو هناك ،أو أنه بيد كذا أو بيد فلان ،يحسم القضية عليه الصلاة والسلام بأنه رزقه تحت ظل رمحه ،وهذا ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هو عام ،والمعنى بأن المسلمين الحقيقيين لا يشتغلون بالدنيا عن الجهاد في سبيل الله ،بل يجاهدون ،ويحاربون ،ويستعدون لهذا الأمر، والله جل وتعالى يرزقهم من عدوهم.

ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الطائفة المنصورة قال: ((ويزيغ الله قلوب أقوام ويرزقهم منهم)).

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري.

إن مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ذلة وصغار ،ولهذا فإن المسلم عزيز والمخالف ذليل ،أياً كان هذا المخالف وأياً كانت المخالفة ،فبمقدار المخالفة تكون الذلة. وفي هذا إشارة إلى أن المطيع عزيز ،والفاسق والعاصي والمخالف ذليل.

إن أصحاب المعاصي والفسوق والفجور والمخالفات ،لهم من الذلة في الدنيا ،ولهم من الذلة عند الموت، ولهم من الذلة في القبر، ولهم من الذلة في الآخرة بقدر ما معهم وما فيهم من المخالفة والمعصية.

إن المخالفة تقسي القلب ،وتوهن البدن ،وتضعف الحفظ والاستيعاب ،وتذهب الحياء والغيرة ،وتضعف تعظيم ووقار الرب ،وربما والعياذ بالله تنكس القلب ،وتزيفه عن الحق.

إن مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم واستخدام الجوارح في ذلك ،تعد خيانة للجوارح التي خلقها الله لتستعمل في طاعته. كم أذلت المخالفة أعناقاً طالما ارتفعت ،وأسكتت ألسناً طالما نطقت وتكلمت ،وأصمت آذاناً طالما استمعت ،وفرقت أسراً ومزقت جموعاً طالما اجتمعت. احذر المخالفة أخي المسلم أياً كانت هذه المخالفة فإن لها حامياً غيوراً يراقب السر وأخفى ،ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

إن المخالفة أضر على المسلم من ضرر السم في جسده ،يقول ابن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الناس ،وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب ،ووهناً في البدن، ونقصاناً في الرزق، وبغضاً في قلوب الناس.

قال الله تعالى: ومن يهن الله فما له من مكرم. وقال سبحانه: ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ كان الإمام أحمد رحمه الله يقول: اللهم أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية.

وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: إنهم وإن هملجت بهم البغال ،وطقطقت بهم البراذين إلا أن ذل المعصية في رقابهم ،أبى الله إلا أن يذل من عصاه.

وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري – وفي هذا أيضاً إشارة إلى أن عز المسلم بالجهاد وذل غيره بالمخالفة.