عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 03-02-2007, 05:43 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

الخـلافة: أمة واحدة، قوامها مليار ونصف مليار مسلم تعبد الله

بقلم: جيمز براندون/ مراسل مؤسسة مرصد العلوم المسيحي

مؤسسة مرصد العلوم المسيحي

قسم العالم-الشرق الأوسط

الأربعاء 10 أيار/مايو 2006

user posted image

صراع الأفكار: ناشط من حزب التحرير يقوم بتوزيع المنشورات في باكستان عام 2005. في حين أن إسلام أباد حظرت الحزب عام 2003. تصوير: آمر قرشي/أ.ف.ب



عمان-الأردن / ثلاثة رجال في متوسط العمر يجلسون في مطعم هندي في عاصمة الأردن، ولا يكاد يبدوا عليهم أنهم ثوار إسلاميون، فهم يرتدون وبأناقة بدلات ذات طابع غربي، ويرتشفون الكولا من العلب، بينما يشتركون في إعادة تخطيط العالم الإسلامي.

يقول أبو عبد الله –العضو ذو درجة عليا في حزب التحرير-: "(الرئيس) بوش يقول؛ أننا نريد استعباد الناس وكبح حرية الكلام عندهم. إلا أننا نسعى لتحرير الناس كافة من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد".

يقول حزب التحرير بأنه يترتب على المسلمين القضاء على الحدود القومية داخل العالم الإسلامي، والعودة إلى دولة إسلامية واحدة تعرف بـ"الخلافة"، والتي ستمتد من إندونيسيا وحتى المغرب وتضم أكثر من مليار ونصف المليار إنسان.

إنها فكرة بسيطة ومُغيرة، ويعتقد المحللين أن هذه الحماعة سوف تنافس الحركات الإسلامية الموجودة، وتتمكن من القضاء على حكام شعوب الشرق الأوسط، وتقلل من شأن هؤلاء الذين يسعون إلى مصالحة الديمقراطية مع الإسلام، والذين يسعون لبناء جسور بين الشرق والغرب.

تقول زينو باران، الشخصية ذات الرتبة العالية في مؤسسة هدسون (HUDSON) والخبيرة الرائدة في شؤون حزب التحرير: "قبل عدة سنوات، كان الناس يسخرون منهم" وتضييف قائلة: "أما الآن عندما يقول (أسامة بن لادن) و(أبو مصعب الزرقاوي) وغيرهم من الجماعات الإسلامية أنهم يريدون إعادة الخلافة، يأخذ الناس كلامهم مأخذ الجد".

حتى أن بعض الجماعات الإسلامية المعتدلة كالإخوان المسلمين في مصر يساهمون بالحديث عن الفكرة المثلى، إعادة إقامة الخلافة، تاركين مساحات أيديولوجية أقل للمسلمين الذين يودون التوجه نحو النماذج الديمقراطية الغربية.

يقول ستيفن أُلف (Stephen Ulph) وهو شخص ذو رتبة رفيعة في مؤسسة جيمز تاون (Jamestown Foundation): "إن الخلافة نقطة حشد بين الراديكاليين والمسلمين الأكثر اعتدالاً" ويضيف قائلاً: "فكرة حكومة ترتكز على الخلافة ذات العراقة التاريخية والشرعية الإسلامية، التي لا تمتلكها –بطبيعة تكوينها- الحكومات ذات النظام الغربي".

ولكن على عكس تنظيم القاعدة، فإن حزب التحرير يعتقد أن بإمكانه إعادة إقامة الخلافة بالطرق السلمية. حيث يهدف الناشطين في الحزب إلى إقناع القادة السياسيين والعسكريين المسلمين أن إعادة الخلافة من واجبهم الإسلامي. وفي حال استجابة هؤلاء القادة وتنفيذهم إنقلاب عسكري ناجح فسيدعون حزب التحرير لاستلام السلطة، وعندها يقوم الحزب بتكرار العملية في بلدان أخرى قبل توحيدها لتشكيل خلافة جديدة.

يقول عبد الله شقر الذي يتكلم الإنجليزية بطلاقة، وهو كبقية الرجال الثلاثة كان قد أمضى بعض الوقت في السجون الأردنية لعضويته في الحزب: "لقد نشرنا فكرنا بمخاطبة الناس مباشرة" وأضاف قائلاً: "لا يعنينا إذا ما كانت الحكومة تعلم بوجودنا... ولكننا نحاول أن لا نلفت نظرها".

لقد تأسس الحزب في القدس عام 1953 على يد قاضي فلسطيني يدعى الشيخ تقي الدين النبهاني، كانت تعاليمه أن العالم الإسلامي أصبح فقيراً وضعيفاً بعد أن قضي على الخلافة على يد القائد التركي كمال أتاتورك عام 1924.

لقد أُنشأت الخلافة بعد وفاة مؤسس الإسلام، محمد، في عام 623 ميلادياً، وخلال القرون التي تلت ذلك قامت الخلافة بتوسيع الأقاليم الإسلامية بالحروب والمعاهدات، لتشمل معظم الشرق الأوسط ووسط آسيا وشمال أفريقيا.

وبما أن الأتراك العثمانيين، تنازلوا عن الأرض للغرب إلا أنهم استمروا في ارتداء عباءة الخلافة، وفي عام 1920 اتخذ المسلمون عبر الإمبراطورية البريطانية وخصوصاً في الهند إعادة الخلافة كنقطة حشد ضد الاستعمار.

يقول السيد أُلف: "عندما يلتفت الناس لإعادة الخلافة مجدداً، يرون أن نجاحها سيكون انعكاساً لأحوال العالم الإسلامي اليوم".

يَعِدُ حزب التحرير أن الخلافة ستقضي على الفساد وتؤدي إلى الازدهار. إلا أن الحزب لا يذكر كيف ذلك. يقول أتباع الحزب بأن الخلافة ستوحد المسلمين ويغزون الغرب في نهاية المطاف.

ويقول شقر، العضو الأردني في الحزب: "لدى العالم الإسلامي مصادر كالنفط، ولكنها تفتقر للقيادة التي تحكمه وفق القانون الإسلامي وتعلن الجهاد الذي يهابه العالم بأسره" ويضيف قائلاً: "إن نجاح الخلافة سيشجع أناس أكثر للدخول في الإسلام، وبالتالي سيصبح العالم بأسره مسلماً".

القائد الجديد لحزب التحرير، هو أردني يدعى عطاء أبو الرشتة، ويعيش في مكان سري في الشرق الأوسط، ويجري معظم اتصالاته عبر شبكة الإنترنت. يعتبر الحزب غير قانوني في جميع الدول العربية وفي ألمانيا. وكانت بريطانيا قد طرحت مناقشة قانون حظر الحزب بعد تفجيرات لندن العام المنصرم. وكتبت السيدة باران في عدد نوفمبر/تشرين الثاني للعلاقات الأجنبية، بأن الهجوم قد نفذه أعضاء من حزب التحرير المنشق. إلا أن الحكومة البريطانية لم تتهم رسمياً حزب التحرير أو حزب التحرير المنشق بالتورط. وقد استنكر حزب التحرير (فرع بريطانيا) كلاً من هجومي 07/07 و11/09. [ملاحظة المحرر: نظراً لخطأ تحريري لم تذكر النسخة الأصلية باران واستنكار حزب التحرير].

إلا أن نقاد حزب التحرير قلَّما ينظرون إلى الحزب كتهديد مباشر.

يقول نديم شهّادي، محلل شرق أوسطي في شَتَام هاوس (Chatham House): "البعض يرى أن أهداف حزب التحرير غير منطقية بتاتاً" ويضيف قائلاً: "حتى تفهُمهم للخلافة كدولة قوية وذات سيطرة يثير التساؤل. لقد نجحت الخلافة عبر التاريخ لأنها كانت شديدة التباعد وسلطتها لا مركزية بدرجة كبيرة".

يقول كثير من المحللين أن الخطر الحقيقي يكمن في تحول أتباع الحزب إلى راديكاليين، والذين سيتحولون فيما بعد إلى ذوي نزعة حربية.

يقول شيف مالك (Shiv Malik) وهو صحفي: "لا يتحول الأشخاص الذين ينضمون إلى الحزب بالضرورة إلى جهاديين عنيفين" ويضيف قائلاً: "إلا أن باستطاعة حزب التحرير تزويدهم بعامود فقري عن العقيدة".

لا يعد حزب التحرير حركة جماهيرية حتى الآن، إلا أن المحللين يحذرون أن للحزب حضور متنامي بين المهنيين المثقفين في أوروبا والشرق الأوسط.

تقول السيدة باران: "في أوروبا، يخبر –الحزب- المسلمين بأن عليهم إيجاد مجتمعات متوازية، وأن عليهم عدم إتباع القوانين الغربية"، وتضيف باران قائلة: "إذا حصل هذا فسيكون من المستحيل لأشخاص مثلي أن يجادلوا في إمكانية كون الإسلام ديمقراطياً".

وتقدر باران بأن لدى الحزب عشرات الآلاف من الأتباع في وسط آسيا، حيث تقول: "إنهم أكثر قوة في الأماكن التي يجهل الناس فيها عن الإسلام ولا يستطيعون قراءة القرآن بالعربية" وتضييف قائلة: "إنهم ليسوا محبوبين بالشرق الأوساط بسبب عدم تدخلهم بالقضية الفلسطينية".

يتخذ حزب التحرير استراتيجية مرحلية وطويلة الأمد، لتوسيع المناطق التي ستحكم بالإسلام.

ويقول أبو محمد الناشط في حزب التحرير: "الإسلام يفرض على المسلمين امتلاك القوة ليستطيعوا إخافة –ولا أقول إرهاب- أعداء الإسلام"، ويضيف قائلاً: "في البداية ستقوم الخلافة بتقوية نفسها من الداخل، ولن تبدأ بالجهاد مباشرة".

ويضيف أبو محمد –اسم مستعار لشخص غير معروف-: "إلا أننا بعد ذلك سوف نحمل الإسلام كدعوة فكرية إلى العالم كله، وسنجعل الناس المجاورين للخلافة يؤمنون بالإسلام، وإن رفضوا فسنطلب منهم الخضوع لأحكام الإسلام".

وبعد ذلك؟ يتوقف أبو محمد رويداً ويحرك علبة الكولا قبل أن يجيب، ومن ثم يقول "أما إذا أصروا على الرفض بعد كل المباحثات والمناقشات فإن الملجأ الأخير سيكون إعلان الجهاد، لنشر تعاليم الإسلام وأحكامه". ثم يضيف مبتسماً: "سيكون هذا في سبيل مصلحة الناس كافة لإخراجهم من الظلمات إلى النور".

http://www.csmonitor.com/2006/0510/p01s04-wome.html