عرض مشاركة مفردة
  #44  
قديم 03-05-2004, 10:11 PM
مساهم مساهم غير متصل
فقط لنتأمل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 651
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إقتباس:
في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم الجزء 1، صفحة 297. بدء شيخ السلام كلامه ( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد ولهذا قيل للامام أحمد عن بعض الأمراء إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك فقال دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب أو كما قال مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة

لست أدري يا أخي صلاح كيف لم تفهم قول ابن تيمية رحمه الله ؟؟ هو يقول ( انه يحسن من بعض الناس مايستقبح من المؤمن المسدد )هنا يبين رحمه الله أن من هذه الأعمال تستقبح من المؤمن المسدد والعارف لربه .. أما العوام والجهلة فإنهم معذورون لحسن مقصدهم ... أليس كذلك أيها الفطن



إقتباس:
وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجديد الورق والخط وليس مقصود أحمد هذا وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضا مفسدة كره لأجلها فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا وإلا اعتاضوا الفساد الذي لا صلاح فيه مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور ككتب الأسماء أوالأشعار أو حكمة فارس والروم

هنا يبين موقف الإمام أحمد رحمه الله عندما قال عن الأمير الذي أنفق ألف درهم ( دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب ) حيث كان من الواضح أن الأمراء في ذلك الوقت كانوا يدفعون الأموال في ما لا يرضي الله .. فكان أفضل ما أنفقه ذلك الأمير رغم كراهة فعله لبدعته .. وهذا كما يراه الإمام أحمد ..


إقتباس:
فتفطن لحقيقة الدين وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية والمفاسد بحيث تعرف ما ينبغي من مراتب المعروف ومراتب المنكر
هنا يبين رحمه الله أن تلك الأعمال المستحدثة تحسب من مراتب المنكر .. كما سيوضح في تفصيله اللاحق .. حيث قسم المنكر إلى مراتب وهذا معروف عند أهل العلم ..


إقتباس:
حتى تقدم أهمها عند المزاحمة فإن هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل فإن التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر وجنس الدليل وغير الدليل يتيسر كثيرا فأما مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل بحيث تقدم عند التزاحم أعرف المعروفين فتدعو إليه وتنكر أنكر المنكرين وترجح أقوى الدليلين فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين

هنا يبين تقسيم المزاحِمة لحقيقة العمل .. وهي ثلاثة .. جنس المعروف .. وجنس المنكر وجنس الدليل .. ويبين أهمية ترجيح أقوى الأدلة للجنس الأخير وأن هذا العمل يخص العلماء .. وذلك لأن جنس الدليل قائم على الشُبه والأدلة الضعيفة .. وهذا ما يظهر من كلامه رحمه الله .. وإلا لما عزله عن جنس المعروف لو كان موافقاً لعموم الكتاب والسنة ..


إقتباس:
فالمراتب ثلاث أحداها العمل الصالح المشروع الذي لا كراهة فيه
والثانية العمل الصالح من بعض وجوهه أو أكثرها إما لحسن القصد أو لاشتماله مع ذلك على أنواع من المشروع الثالثة ما ليس فيه صلاح أصلا إما لكونه تركا للعمل مطلقا أو لكونه عملا فاسدا محضا

هنا يذكر رحمه الله تقسيمه لمراتب العمل .. فالمرتبة الأولى وهي العمل الصالح المشروع .. وهي أفضل المراتب ..وذلك لأنه لا كراهة فيها كما في المرتبة الثانية والتي هي عمل العوام والجهلة من الناس والتي تستقبح للمؤمن المسدد كما قال .. حيث يكون في بعض الأوجه من عملهم عمل صالح وبعضه أوجهه عمل مكروه لبدعته .. ومع ذلك فإن أصحاب هذه المرتبة الثانية تضل أفضل حالاً من أصحاب المرتبة الثالثة وهي مرتبة الجفاء والصدود والإعراض عن المولى عز وجل ..

إقتباس:
فأما الأول فهو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنها وظاهرها قولها وعملها في الأمور العلمية والعملية مطلقا فهذا هو الذي يجب تعلمه وتعليمه والأمر به وفعله على حسب مقتضى الشريعة من إيجاب واستحباب والغالب على هذا الضرب هو أعمال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان

هنا يبين رحمه الله فضل المرتبة الأولى وهي الموافقة لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في باطنها وظاهرها .. وحث على تعلمها وتعليمها لموافقته لما جاءت به الشريعة .. وبيان أهل هذه المرتبة من الصحابة المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ..كما لم يتميز بها أصحاب المرتبة الثانية ..


إقتباس:
وأما المرتبة الثانية فهي كثيرة جدا في طرق المتأخرين من المنتسبين إلى علم أو عبادة ومن العامة أيضا وهؤلاء خير ممن لا يعمل عملا صالحا مشروعا ولا غير مشروع أو من يكون عمله من جنس المحرم كالكفر والكذب والخيانة والجهل ويندرج في هذا أنواع كثيرة فمن تعبد ببعض هذه العبادات المشتملة على نوع من الكراهة كالوصال في الصيام وترك جنس الشهوات ونحو ذلك أو قصد إحياء ليال لا خصوص لها كأول ليلة من رجب ونحو ذلك قد يكون حاله خيرا من حال البطال الذي ليس فيه حرص على عبادة الله وطاعته بل كثير من هؤلاء الذين ينكرون هذه الأشياء زاهدون في جنس عبادة الله من العلم النافع والعمل الصالح أو في أحدهما لا يحبونها ولا يرغبون فيها لكن لا يمكنهم ذلك في المشروع فيصرفون قوتهم إلى هذه الأشياء فهم بأحوالهم منكرون للمشروع وغير المشروع وبأقوالهم لا يمكنهم إلا إنكار غير المشروع

هنا يذكر رحمه الله المرتبة الثانية وهي مرتبة المتأخرين من المنتسبين إلى علم ( لم يسمّه ) والجهلة والعامية من الناس .. ويبين اشتمالها على أمور مكروهة لبدعتها كإحياء بعض الليالي التي لا خصوص لها أو المواصلة في الصيام أوترك جنس الشهوات .. وقد بين سابقاً أنها تستقبح من المؤمن المسدد والمتبصر في دينه .. ويبين أن حال تلك الرتبة على كراهتها خير من البطال والذي لا عبادة له أو من يكون عمله من جنس المحرم كالكفر والكذب والخيانة .. وهي الرتبة الثالثة ..


وأخيراً .. يتضح لنا من قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الإحتفال بمثل هذه المناسبات أمر مستقبح للمؤمنين المسددين والعارفين لربهم ..وعلى كلٍ فإن أصحابها من العاميين والجهلة من الناس ( ورغم كراهتها لهم ) تكون أحسن حالاً لهم من أصحاب الكفر والفجور والإعراض عن الله ...

فيا أخانا العزيز صلاح الدين .. أين هو إجماع علمائك الفطاحل ؟؟ أهو إجماع على الكراهة ؟؟؟ وعلى كل حال فإن هذا هو رأي شيخ الإسلام .. وإلا فإن هناك من المتقدمين من أهل العلم من يرى تشديد حرمته ...
أخبرني يا صلاح الدين .. أين رأي الأئمة الكبار كالإمام مالك وأحمد والشافعي وأبو حنيفة ؟؟ أم أنهم علماء السلطان النجديون ؟؟ أين رأي ابن حجر والموفق ابن قدامة وابن سيرين وابن حزم وزين العابدين ؟؟ أم أن هؤلاء لا يُحسبون على الإجماع ؟؟؟ وهذا ابن تيمية وقد تبين أنه ليس في صفك ..
هل كنت تعتقد يا أخي بجمعك لأقوال مخضومة لقليل من أهل العلم قد تكون أثبت لنا أنه الإجماع ؟؟ وهل انتهي أهل العلم عند الثلاثة أو الأربعة الذين ذكرتهم وأصريت أنك قد حصلت على الإجماع !!
وأما نحن فنخالف إجماع الأمة!!
أهذه حسبة دقيقة يا صلاح الدين ؟!؟