عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 01-01-2001, 10:13 PM
Top_X Top_X غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 25
Arrow عـرفات وحكامُ العـرب والمسـلمين يسـخِّرون الانتفاضـةَ والدمـاءَ الزكية

عـرفات وحكامُ العـرب والمسـلمين يسـخِّرون الانتفاضـةَ والدمـاءَ الزكية
التي سُـفكت فيها لتصفـية القضـية الفلسـطينية
انتهت في يوم السبت 23/12/2000 جولة المفاوضات التي عقدت يوم الثلاثاء 19/12/2000 في قاعدة بولينغ الجوية قرب واشنطن، بين وفد رسميّ من اليهود يمثل الكيان اليهودي في فلسطين ووفد فلسطيني من أعوانهم يمثل ما أسموه بالسلطة الفلسطينية، وبمشاركة أميركية تمثلت بحضور وزيرة الخارجية ألبرايت والمنسق دنيس روس وبالاجتماع مع الرئيس الأميركي بيل كلينتون مرتين في البيت الأبيض.
وعند عودة الوفود إلى فلسطين صرح ياسر عبد ربه -أحد أعضاء الوفد الفلسطيني- يوم الأحد 24/12/2000 للصحفيين قائلاً: "تلقينا مقترحات أمريكية قدمها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وهذه المقترحات تتناول كل القضايا المطروحة على جدول أعمال الوضع النهائي، ويبدو أنها تسعى لردم الهوة بين الموقفين، ما يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي".
وهكذا فإن حصيلة ما جرى في واشنطن هو الإعلان عن مشروع الحل الأميركي الذي كانت الأطراف بانتظاره يوماً بعد يوم قبيل اندلاع الانتفاضة، والذي من أجل تمريره تَم إشعال الانتفاضة وسفك الدماء الإسلامية الزكية يومياً لثلاثة أشهر متواصلة، على أرض فلسطين، بفعل اليهود «أشد الناس عداوة للذين آمنوا» وبتواطؤ من عرفات وأميركا.
أما شكليات التفاوض التي جرت في واشنطن بين الوفود والإدارة الأميركية فهي أقرب إلى أسلوب إخراج الحل منها إلى أسلوب التفاوض للتوصل إلى حل. لأن حل ما أطلقوا عليه "بالمسائل الجوهرية": أمن الدولة اليهودية، القدس، اللاجئين، المستوطنات، الأراضي، الحدود، الدولة الفلسطينية كلها كانت محل مفاوضات مستفيضة في كامب ديفيد وما بعده، وقد استكمل وجرى وضع تفاصيله ورتوشه الأخيرة في المفاوضات السرية التي عقدت في أوروبا والعواصم العربية وداخل فلسطين المحتلة، وذلك على خلاف ما تعمد عرفات وزمرته من الإشاعة بأن المفاوضات قد توقفت مع اليهود بعد اندلاع الانتفاضة. فإنها لم تتوقف، واتخذوا منذ أن تورطوا بالسير على درب الخيانة والتآمر، اتخذوا أسلوب السرية والكذب، أي العمل في الظلام وإخفاء الحقائق والتلبيس على من سيصطلون بنار خيانتهم. ومع أن أخبار المباحثات السرية ملأت الآفاق وعلم بها القاصي والداني: في القاهرة وتل أبيب وباريس ولندن، إلا أنهم تعمدوا نفيها نفياً قاطعاً وظهروا وكأنهم الوحيدون الذين لا يعلمون بها دون سائر الناس. وبعدما نضجت هذه المباحثات وتوصل باراك إلى أسلوب آخر في حشد اليهود وراءه أوعزت أميركا للأطراف باستئناف المفاوضات، وافتعلت الاستعجال بحجة أن الرئيس كلينتون سيغادر البيت الأبيض للرئيس الجديد في 20/01/2001، فقام روس بالاجتماع مع عرفات في المغرب بتاريخ 12/12/00 وسلمه المشروع نفسه الذي أتى به الوفد، كما اتصل كلينتون بباراك واتفقا على استعجال المباشرة بالترتيبات اللازمة لعقد الصفقة الكبرى التي تنهي القضية الفلسطينية وإلى أجل غير مسمى!!
وأسلوب الإخراج في هذا الوقت بالذات له أهمية كبرى من أجل النجاح في الالتفاف على الانتفاضة ونحرها لتمرير الخيانة الكبرى، خيانة القرن. فما جرى في واشنطن قبل بضعة أيام من مفاوضات علنية شكلية هو طعنة نجلاء للانتفاضة من الحلف، تدل على أن المجرمين قد حققوا غرضهم السياسي من إشعالها، وبدأوا بمرحلة جديدة من مراحل تصفية قضية المسلمين في فلسطين، وتركيز الكيان اليهودي عليها. فالأعمال السياسية الجارية ونتائجها قد تجاوزت الانتفاضة فأصبحت تاريخاً، مهما طالت المدة المتبقية على توقفها، ولهذا اشتدت أعمال القتل وزادت التضحيات. فهي قد انتهت سياسياً ولو استمرت في الواقع، وكثيراً ما تسبق القرارات السياسية الأعمال المادية في عالم السياسة والحروب.
وليست هذه هي الانتفاضة الوحيدة التي يتآمرون عليها، فقد تآمروا من قبل على انتفاضة 09/12/1987 التي سخّروها للدخول إلى مؤتمر مدريد عام 1991، ومنه إلى أوسلو عام 1993، ومنه إلى مسلسل التآمر إلى يومنا هذا. واليوم يسخّرون انتفاضة 28/09/2000 لتنفيذ الحلول التي خرجت من كامب ديفيد الخاصة بتصفية قضية فلسطين! فبدلاً من أن يتخذ الانتفاضةَ حكامُ المسلمين في جميع أنحاء العالم -عرباً وغير عرب- نقطةَ البدء في اجتثاث الكيان اليهودي من جذوره، فإنهم يتخذونها أداة لتركيز الكيان اليهودي ويدعمون عرفات وزمرته لتحقيق هذا الغرض !
وهكذا، وبعد مضي خمسة أشهر على مؤتمر كامب ديفيد المشؤوم، وبعد ثلاثة أشهر من السفك اليومي للدماء الإسلامية الزكية على أرض فلسطين، وبعد وضع أهل فلسطين في ظروف لا تطاق من اليأس والقهر والحرمان لجعلهم يقبلون بما تنازل عنه عرفات من حقوقهم في المؤتمر، وبعد أن قام وزمرته بالترويج لتنازلاته الخيانية وساعده في ذلك حكام المسلمين، وعلى الأخص العرب، بأبواقهم وأجهزة تضليلهم، وعلى رأسهم السمسار الكبير لأميركا واليهود حسني مبارك، بعد هذا كله تمكن، كما رُسم له، من حشد الرأي العام الرسمي الفلسطيني والعربي والإسلامي وراءه. وظهر ذلك من القرارات الخطِرة التي اتخذتها مؤتمرات القمة العربية والإسلامية ولجنة القدس في الأشهر القليلة الماضية. وهو بذلك يكون قد أدى دوره من أجل تمرير ما اتُّفِق عليه في كامب ديفيد وفيما بعده خير أداء. أما باراك فإنه لم يتمكن من حشد الرأي العام اليهودي وراءه بتشكيل حكومة ائتلاف وطني مع حزب الليكود. ورغم محاولاته المتكررة، ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، فإنه عجز عن احتواء شارون الذي أصرَّ على التمتع بحق النقض لأي قرار يتخذه باراك في حكومة الائتلاف بما فيه ما أقره في كامب ديفيد. وبسبب هذا التعنت من شارون فقد قرر باراك أن يلجأ إلى مخاطبة الشعب اليهودي مباشرة لأخذ ثقته وحشده وراءه، فقد قدم استقالته طالباً انتخابات جديدة لتحقيق هذا الغرض. ولذلك ورد في استقالته ما نصه: "نظراً لحالة الطوارئ في البلاد وللحاجة إلى تقليل العنف والتحرك قدماً في فرص مباحثات السلام، قررت أن أطلب مرة ثانية ثقة شعب إسرائيل". وصرح للتلفزيون أثناء مراسم تقديم الاستقالة أنه استقال "لإعطاء البلاد استفتاءً حقيقياً على مسيرة السلام". وهذا ما أشار إليه بن عامي أيضاً في قوله: «إن أي اتفاق مع الفلسطينيين سيطرح لموافقة الشعب سواء عن طريق انتخابات أو استفتاء أو ربما الاثنين معاً». فاستقالة باراك أسلوب لأخذ موافقة الشعب اليهودي مباشرة على مقترحاته دون الحاجة إلى حكومة ائتلاف وطني، سيما أنه على يقين بالنجاح في الانتخابات لمعرفته الأكيدة بحرص اليهود على تحقيق مشاريع السلام التي تحقق مصالحهم. أما المناورات السياسية بين العمل والليكود والأحزاب والتجمعات الأخرى فكلها مساعٍ يقتضيها النظام السياسي عندهم مع حرص الجميع على صيد الفريسة: فلسطين وأهلها، كل على طريقته الخاصة. ولا تؤثر هذه المناورات في تعطيل مصالح الشعب اليهودي التي تتمثل في العيش الآمن في قلب العالم الإسلامي، وبرعاية حكام العرب، وبتسخير الشعب الفلسطيني لحمايتهم وحراستهم عن طريق الدولة الفلسطينية المزعومة. ولذلك نرى بأن موقف الليكود الذي يوصف بالتشدد يخدم باراك نحو الحل ويقويه، ولا يصل إلى حد تعطيله، بل يدفع بالمفاوضات إلى الأمام بسرعة أكبر؛ وهذا ما أشار إليه باراك في قوله: "إن الوضع السياسي في إسرائيل لن يغير الواجب الأسمى لحكومة إسرائيل".
أما أميركا فقد أعدت مشروعها للحل الذي أعلنته لأول مرة، أعدته على مهل وبدأت بإعداده جدياً بعد انتهاء مؤتمر كامب ديفيد في يوليو (تموز) الماضي أي بعد أن وقفت، في العمق، على المواقف الحدِّية للأطراف، كما قامت بعدها بالتشاور مع كل من يعنيهم الأمر في العالم: في أوروبا والعالم الإسلامي والمنطقة العربية. وفي الوقت نفسه وضعت اليهود في فلسطين في حالة من الخوف والرعب وفقدان الأمن والاستقرار، كما وضعت المسلمين فيها في حالة من القهر والحرمان ما جعلهم أقرب إلى قبول مشروعها من رفضه. وها هي اليوم وقد رأت أن الظرف أصبح ملائماً وأن احتمالات النجاح أكبر من احتمالات الفشل أعلنت عن مشروعها وطلبت من الأطراف إبداء الرأي فيه على حد زعمها ؟! ولا يوجد عقبات منظورة في الوقت الحاضر تحول دون تنفيذه محلياً أو دولياً، اللهم إلا إذا رفضه المسلمون داخل فلسطين وخارجها متجاوزين إرادة حكامهم الخونة. لقد شارك هؤلاء الحكام في هذا الحل خاصة ما يتعلق منه بالتفريط في القدس والمقدسات كما ورد في بيانات القمم. أما دولياً فإن أوروبا ومنها بريطانيا كان دورها مكملاً للدور الأميركي فيما أسموه عملية السلام ولم تضع عقبات أمام تنفيذ هذا المشروع والمشاريع التي سبقته في المنطقة بهذا الخصوص، وهذا هو السر وراء هذا التقدم الكبير الذي أحرزته أميركا في تصفية القضية الفلسطينية.
أما مشروع الحل فإنه لم يعلن بشكل رسميّ إلا أن الجزء الأكبر من معالمه قد أصبح ظاهراً، وهو إعلان إنهاء حالة الحرب مع اليهود والصلح معهم، وولادة الدولة المسخ التي ستكون مهمتها الأولى حماية الكيان اليهودي، وتصفية المخلصين، وملاحقة كل من تسوّل له نفسه زعزعة هذا الكيان، والتوقيع بالتنازل عن ما يزيد عن 80% من أرض فلسطين لليهود، وعدم مطالبتهم في المستقبل بأية حقوق مهما كان نوعها، وعدم سيادة المسلمين على منطقة الحرم القدسي والاكتفاء بإشراف هيئة الأوقاف على إدارة الأعمال اليومية، والاعتراف بعلاقة لليهود بهذه المنطقة، والتنازل لليهود عن القدس الغربية وإعطاؤهم أجزاءً من القدس الشرقية، وتوطين اللاجئين خارج فلسطين مع عودة عدد رمزيّ منهم، ووجود دوليّ على المعابر مع مصر والأردن، ومرابطة قوات دولية في حوض الأردن، ووجود آلية لتنفيذ المشروع عن طريق مجلس الأمن وأن يصدر بقرار منه.
أيها المسلمون:
إننا ندعوكم إلى رفض هذا المشروع الخياني الشديد الخطورة، وإلى تحدّي إرادة الحكام الخونة الذين خذلوا المسلمين وشجعوا أميركا، رأسَ الكفر، على إعلانه رغبة في تنفيذه، وندعوكم إلى الحيلولة دون قيام عرفات وزمرته بقبول المشروع وتركيز الكيان اليهودي وحماية مصالح اليهود وأميركا والغرب الكافر في أرض الإسراء والمعراج. قال تعالى: ((يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)). وقال: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)).
29 من شهر رمضان المبارك 1421هـ حـزب التحـريـر
25/12/2000م

ـــــــــــــــــ
والله المستعان

أخوكم في الله
أبو إبراهيم

* المسلمون أمة واحدة من دون النـاس *
* يجب عليهم أن يكونوا دولة واحـدة *
* تحـت رايـة خليفـة واحـــد *