[فارس الأندلس]

المختصر/

الوطن س / تواصلت انعكاسات القرار الذي اتخذته الحكومة القطرية ضد أفراد قبيلة "آل غفران المري" وسحب الجنسية القطرية وتهجير 6 آلاف منهم بعد أن أدى القرار إلى تخلي الحكومة القطرية عن اثنين من المعتقلين من أبناء القبيلة نفسها في معتقل جوانتانامو لدى السلطات الأمريكية.
وعلمت "الوطن" من مصادر عائلية مقربة من المعتقلين أن الحكومة القطرية أوقفت كافة أنشطتها لمتابعة قضية المعتقلين وهما علي بن صالح المري 39 عاماً و جار الله بن صالح المري 34 عاماً.
وأشارت المصادر إلى أن المعتقل علي المري متزوج وله من الأبناء خمسة أطفال (ولدان وثلاث بنات) و يعمل رئيساً لقسم التدقيق الشرعي بمصرف قطر الإسلامي و يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال قد ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية برفقة أولاده بتاريخ 9/9/2001 م بعد ابتعاثه من الحكومة القطرية للحصول على الماجستير من جامعة برادلي في ولاية إيلينوي حيث حصل علىى شهادة البكالوريوس في عام 1991 من نفس الجامعة.
وظل علي المري في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب من الثلاثة أشهر قبل أن يتم اعتقاله بالرغم من عدم وجود أي أدلة قدمتها الحكومة الأمريكية تثبت إدانته إلا أن الرئيس الأمريكي قال بعد أن تم تحويله من وزارة العدل إلى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن السيد علي المري خطر على أمن أمريكا متهما إياه بأنه "مقاتل عدو" وهي نفس التهمة التي وجهت إلى كل من الموسوي وياسر حمدي الذي أفرج عنه أخيراً في حين لا يزال علي المري حتى الآن قيد الاعتقال بالرغم من إسقاط جميع التهم عنه من القاضي في حين أن والديه الطاعنين في السن لا يعلمان أنه معتقل لدى السلطات الأمريكية منذ أربع سنوات وكل ما يعرفانه أنه مبتعث للدراسة.
أما المعتقل جار الله بن صالح المري فقد أشارت المصادر لـ"الوطن" إلى أنه معاق بسبب إصابته بشلل الأطفال وأن اعتقاله جاء بعد أن ذهب لباكستان للالتحاق بإحدى المدارس الدينية لحفظ القرآن وبتشجيع من عائلته حيث كان على اتصال مع أسرته قبل أن يخبرهم في أول أيام رمضان بأنه ينوي الذهاب إلى مكة لأداء العمرة قبل ثلاث سنوات حيث انقطعت أخباره حتى قامت وزارة الخارجية القطرية بالاتصال على عائلته وإخبارها بأن جار الله معتقل لدى القوات الأمريكية وأنه بصحة جيدة وأن أحد رجال السفارة القطرية رآه وهو بخير حيث تفيد المعلومات أن القوات الأمريكية قامت باعتقاله بعد أن قامت جماعة من الأفغان بخطفه وبيعه إليها مقابل 5 آلاف دولار وأرسل حينها إلى جوانتانامو ومن هناك كان يتصل بأهله عبر الرسائل التي كان يبعث بها إلى أهله والتي أخبرهم فيها بأنه تم أسره من قبل القوات الأمريكية وهو في حالة طيبة إلا أن الرسائل انقطعت منذ العام الماضي حيث لم تأت منه أي رسالة ولا يعرف أهله مصيره.
ويأتي ذلك في ظل المخاوف المتزايدة على مصير المعتقلين بعد أن تم سحب الجنسية القطرية من أبناء القبيلة نفسها وتساءلت أسرة المعتقلين في اتصال هاتفي أجرته"الوطن" يوم أمس عن رد الحكومة القطرية في حال تم الإفراج عنهما في ظل قرار إسقاط الجنسية عنهما أسوة بأفراد قبيلتهما من "آل غفران من قبيلة آل مرة" علماً بأن السفارة القطرية في واشنطن كانت قبل سحب الجنسية تدافع عن قضيتهما مما قد يتسبب في عدم إطلاق سراحهما و عودتهما للأبد بسبب عدم وجود مرجعية دولية لهما حيث ذكرت الأسرة أنهما أصبحا حالياً بلا موطن أو وطن يدافع عنهما.
وكانت مصادر مقربة من المعتقلين قد أكدت أن السفارة القطرية ومنذ إعلان إسقاط الجنسية عن المذكورين قد توقفت عن أي نشاط من أجل الدفاع عن قضيتهما أو توكيل محام للسعي بإطلاق سراحهما مما حدا بأحد المحامين الأمريكيين بالتبرع للدفاع عنهما أمام السلطات الأمريكية.