عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 26-01-2005, 09:55 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أهمية الصداقة:

مما لا شك فيه أن الاختيار الامثل للاصدقاء هو استثمار طويل الاجل لا ينقضي مع نهاية عمر الانسان بل يمتد مع الانسان إلى الحياة الاخرة.
وكما هو معلوم أن الانسان مدني بطبعه كما قال ابن خلدون فهو يألف ويؤلف.
ولابد للانسان من صحبـة تعينه لتحمل أعباء الحياة فلا يمكن أن يعيش بمعزل عن الاخرين.
فهو يأنس ببني جنسه وتزيل وحشته من خلال لقائه بنظرائه.
وقد قيل أن تسمية الانسان إنساناً من الاستناس.
وينظر للمرء الذي لا يختلك بالناس ويفضل العزلة والانطواء بنظرة فيها نوع من الغرابة والاختلال في الشخصية إذ الاصل في الانسان بناء العلاقات الايجابية مع الاخرين وتكوين الصداقات التي تكون له ذخراً فيما بعد، وقد جاء في الحديث المشهور ( أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على آذاهم).
هذا من الناحية النفسية والاجتماعية ، أما من الناحية العملية فإن أعباء الحياة ومشكلاتها لا يمكن أن يتحملها الانسان لوحده ولابد له من معين ينير بصيرته في تخطيطه ويسدد جهوده ويواسيه فرأي الواحد ليس كرأي الاثنين وجهد الفرد ليس كجهد الجماعة وما لا يستطيع الفرد عمله في شهر تستطيع المجموعة عمله في أيام وهكذا.
فلابد للانسان من صديق ومعين يسهم معه ويساعده على تحمل أعباء الحياة. وأخيراً فإن الصداقة ليست رابطة تنتهي بانتهاء عمر الانسان بل تمتد معه إلى أخرته فكل ما بناه الانسان من علاقات وصداقات تؤثر عليه مستقبلا سلباً أو إيجاباً. فمن أحب الاصدقاء الاخيار وصاحبهم فيحشر يوم القيامة مع من أحب كما جاء في الحديث المشهور.
ومن صادق الاشرار وأنس بخلتهم فهم يوم القيامة أعداء كما جاء في الاية السابقة: {الاخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) } سورة الزخرف(67). فكل أخوة وصداقة قامت على غير هدى من الله فهي علامة خسران يوم القيامة.
لذا كان لزاماً على كل منا أن ينتقي الاصدقاء الذين هم زينة في الرخاء وعدة في البلاء الاصدقاء الذين يكونون عون لك في الدنيا وفلاحاً لك في الاخرة فهي علاقة ضاربة جذورها واستثمار تزيد من رصيد الانسان إذا استثمرت الاستثمار الامثل.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }