عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 26-01-2005, 10:06 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

اختيار الاصدقاء في القرآن الكريم

اسمعوا أيها الاخوة إلى هذه الايات التي يقول فيها تعالى: { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلا مَوْتَتَنَا الاولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ (61) } سورة الصافات (50-61).

يخبر تعالى هنا عن موضوع خطير .. وهو أثر الصديق السوء وكيف أنه قد يرديك إلى ناء جهنم والعياذ بالله.. هذا إذا لم تتدارك لنفسك وتنتبه، حيث أنه بعـد الحساب وعندما يذهب أهل الايمان والصلاح للجنة يتنعمون وأهل الزيغ والفساد إلى النار يصطرخون ويعذبون فيها ، في هذه اللحظات يعرض الله تعالى بعض مواقف أهل الجنة وذلك عندما يقبلون على بعضهم البعض ويتسامرون فيما بينهم ويتساءلون ويتذاكرون أحوالهم في الحياة الدنيا وكيف أن الله عز وجل نجاهم من النار بفضل اتباعهم لاوامره واجتنابهم لنواهيه، وفجأة يقطع هذه اللحظات قصة بعضهم عن قريب وصديق السوء فيلتـفت إليه البقية مستمعين ومنصتين.. فيقص لهم قصته حية من خلال دعوته لاصحابه في الجنة أن يطلعوا على صديق وقرين السوء ورأسه يغلي من نار وعذاب جهنم ، ثم يحمد الله عز وجل على تلك الايام في الحياة الدنيا التي لم يستمع لكلام هذا القرين وهذا الصديق ولم ينخدع بما لديه من شهوات وملذات وقتية ولحظية .. وجاهد نفـسه على اتباع طريق الرحمن ومجالسة من يسلكون هذا الطريق الذي يلتقي هو بهم ويتسامر معهم الان
وقد يقول قائل ..؟؟ سياق الايات يدور بين مؤمن وكافر ونحن كلنا مسلمين بفضل الله تعالى .. ونقول نعم ولكن ينبغي التنبيه إلى أن الصديق الذي يجرك إلى ترك الصلاة كمثال فإنه يخشى عليك بتركك للصلاة أن تكون قد دخلت دائرة الكفر على أقوال كثير من العلماء ولذلك كان الامر جداً خطير ..؟؟

وقال تعالى: {الاخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ (67) } سورة الزخرف(67).
وهنا أيها الاحبة مشهد أليم آخر يعرضه الله عز وجل علنا نستدرك طبيعة صداقتنا وعلى ماذا تقوم..؟؟ هل تقوم هذه الدرجة العالية من الصداقة والتي تصل إلى درجة الخلة على منهج الله سبحانه وتعالى .. ؟؟
أم أنها تقوم على اتباع الاهواء والشهوات والمحرمات، وهناك مفترق طرق ينبغي على الفرد منا أن يسأل نفسه ويجيب وهو .. ؟؟
لان الله عز وجل يخبر أن كل صداقة وكل صحبة بل قل كل خلة في غير منهج الله عز وجل وطريقه وهداه ستكون يوم القيامـة يوم الحسرة والندامة عداوة وشـقاوة .. لانه كل شخص من هؤلاء الاصدقاء سيلقي اللوم على الاخر في ضلاله وغوايته، فالاول يقول للثاني أنت الذي زينت لي طريق المحرمات بل كنت تسهل لي السفر إليها إذا استدعى الامر وتذلل لي جميع الصعوبات وهو يتقطع ألماً وحسرة .. ويرد الثاني الكلام للاول.. بل أنت بتشجيعك ورغباتك الشيطانية كنت تسهل علي ارتكاب المعصية .. أنت السبب ويرد الاخر لا بل أنت السبب.. وفجأة .. ينقطع التلاوم والتخاصم بين من ..؟؟
بين من كانوا في الدنيا في أعلى درجة من الصداقة وهي الخلة ولكن عند من ..؟؟
عند من ابتعد عن الالتزام بمنهج الله. وذلك ساعة نشر الصحف ووزن الاعمال ..

ويزيد الله عز وجل توضيحاً آخر .. لخطر الوقوع في متاهات سوء اختيار الاصدقاء في قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا} (28) سورة الفرقان.

أيها الشباب إنها والله لصورة أليمة تدل على أبلغ صور الندم والاسف والتأوهات..عندما يصور الله عز وجل نتيجة الاختيار الخاطئ في اختيار الصديق، ويتجلى ذلك في صورة عض الظالم ليديه .. وكلنا يعرف أن الانسان في الغالب إذا ندم على شيء فإنه يعض أطراف أصابعه.. فما بالكم إذا رأيناه يعض على يده ألا يدل ذلك أيها الشباب على أن المسألة خطيرة بالنسبة له وأنه نادم أشد الندم بل يتمنى لو أن الزمن يعود ليصحح ما فعله من خطأ ولكن هيهات هيهات أن يرجع الزمن…

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }