عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 18-02-2006, 11:02 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

من هؤلاء الحاقدين، من هؤلاء الجهلة والسفهاء حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، يطيب في قبره لأنه يشعر أن بنيان دعوته وأن بنيان رسالته قد اشتد في الأرض وانطلق في السماء عزيزاً كريماً رغم كل الكيد والحقد، إلا أنه سيكون بإذن الله هو عنوان العالم اليوم الإسلام اليوم يتقدم بخطى ثابتة لا يبالي بسفاهة السفهاء ولا بحقد الحاقدين ولا بسلاح الدول العظمى، فالإسلام قوته مستمدة من الله، والأمة لن تخذل دينها أبداً، إنها أمة العز والكرامة، أمة الجهاد، أمة النصر بعون الله تعالى.

أيها الإخوة والأخوات، طبعاً فاتني أن أشكر الشاعر على شعره الجميل جزاه الله خيراً هذا شعر أسعدنا وأعزّ نفوسنا فبارك الله فيه وبالحاضرين جميعاً، أقول وأشكر طبعاً الذين تبرعوا بهذا الخير، وسوف يأتي وسأعلق عليه بعد قليل.

أيها الأخوة والأخوات ما الذي جرى حتى وقف العالم مشدوداً مذهولاً مرتبكاً مهدداً متوعداً؟، ما الذي جرى؟ ما هي الجريمة التي ارتكبها الشعب الفلسطيني؟ ما الذي جرى أيها الأخوة والأخوات؟، هذا الغضب وردود الفعل هذا الاضطراب ما الذي جرى حتى كل يوم يخرج لنا مسؤول غربي ويقول على حماس أن توقف المقاومة أو توقف العنف تتخلى عن سلاح العنف وأحدهم بالأمس لا أريد أن أذكر أسماء أنتم تتابعون في الأخبار، يخرج لنا واحد يقول على حماس أن تتخلى عن العنف وتتحول إلى حزب سياسي، ما شاء الله وصفة ممتازة، وواحد يخرج لنا ويقول حتى الانتخابات لا تكفي لإعطاء حماس الشرعية، حسناً قلنا لكم شرعية البندقية قلتم هذا إرهاب، شرعية الديمقراطية غير كافية، ليست أدري ما الذي يكفي، وككل ما التقى زعيمان في أوروبا ليس لديهم أجندة ولا شغلة ولا عملة "فاضيين أشغال حضراتهم" فقط يقولون "حماس" لا تزال حركة إرهابية، حسناً أنتم وضعتمونا على قوائم الإرهاب، ما الذي يخوفكم وكل ساعة تؤكدون أن "حماس" على قائمة الإرهاب ما هذا الرعب؟! ما هذا الذعر؟! فأنتم وضعتمونا على قوائم الإرهاب وتحرضون علينا العالم، نحن لدينا مثلٌ يردده فلاحو فلسطين، ويقول هذا المثل: "اللي خايف ماشي طول الصحراء أو في منطقة قفراء عندما يكون خائفاً يبقى يحدث نفسه" فهؤلاء من رعبهم يتحدثون مع أنفسهم ،كل القوة العالمية لا تعطيهم الطمأنينة، شعب "غلبان" في فلسطين وشعوب عربية "غلبانة"، وأمة ترونها ضعيفة ليس لديها شيء إلا القليل، ومع ذلك العالم مذعور عندما الأمة تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، نريد فلسطين، لا نعترف بـ (إسرائيل) العالم كله يقف مذعوراً مرعوباً، سبحان الله هذه نفسية اللصوص هذه نفسية المجرمين، الذين يعرفون افتقارهم للشرعية والذين يعرفون أنفسهم معتدين على حقوق الآخرين، والله لا يشعرون بالأمن والأمان أبداً ، ثم الوزيرة الجديدة في الكيان الصهيوني وزيرة الخارجية، تذكرنا بأيام غولد مائيير، وهي كل ما تلتقي بزعيم أجنبي تقول لهم اضغطوا على "حماس" حتى تعترف بـ (إسرائيل)، سبحان الله، انظروا إلى الهزيمة النفسية، (إسرائيل) أصبح لها 58 سنة ولا تزال تشعر بالغربة عن المنطقة، تشعر أنها منبوذة أنها مرفوضة، تطالب أن يعترف بها من حولها، تطالب السجين أن يعترف بها، تطالب المعتدى عليه، الضحية أن تعترف بها، كل الوساطات في الدنيا تأتي للجماعة المعتدى عليهم الذين قتلواـ، الذين اغتصبت أرضهم، الذين شردوا ويترجونهم يا جماعة اعترفوا بـ (إسرائيل) كل هذا التفوق العسكري الذي تملكه (إسرائيل) في المنطقة لا يعطيها الأمان، نعم ووالله لن تأخذ الأمان ولن تأخذ الشرعية لا شرعية لـ (إسرائيل)، ولا أمان لـ (إسرائيل)، الاغتصاب لا يكتسب صفة الشرعية مهما طال الزمن، لا أمن مع الاحتلال، ولا أمن مع العدوان اطمئنوا، وكيف لنا أن نعترف بعدو مغتصب للأرض، والشعب الذي أعطانا كل هذا التفويض والتأييد ، هل من المعقول أن نخون الأمانة؟، أمعقول أن نخذله ونذهب ونعترف بـ (إسرائيل)؟، حاشا لله .

ومن ردود الفعل الغاضبة المضطربة، أنه أي دولة ترحب بحماس تقوم قائمة أمريكا وأوروبا، اليوم أمريكا تتدخل عند روسيا، كيف روسيا تستقبل "حماس"، ولكن روسيا دولة كبيرة، دولة عظمى، دولة في مجلس الأمن، ومع ذلك أمريكا وأوروبا لا تعطي روسيا هذا الحق أن تتصرف في سياستها الخارجية، لاحظوا الصّلَف، انظروا هذا الظلم وهذه الازدواجية، الآن المجتمع الغربي خاصة على مستوى الكيانات، والدول والله يسيئون إلى أنفسهم، كل الشعارات والقيم التي نشروها في المنطقة طيلة خمسين سنة أو أكثر الآن تتحطم من خلال تناقضهم مع هذه الشعارات، هم يسيئون إلى أنفسهم، لكن الأحرار في العالم لا يتوقفون، لم تعجبهم موسكو يخرج لهم شافيز في فنزويلا، ويقول لهم أنا يسعدني أن أستقبل قادة حماس، أمريكا تحارب في الشرق وعبر الأطلسي وعبر الباسفيك، ولكن يخرج لهم الإزعاج من جنوبهم من الدول المستضعفة في أمريكا اللاتينية التي طفح الكيل عندهم وزاد الحد، وما عادوا يتحملون ظلم الأمريكان، وهذه رسالة لنا نحن العرب والمسلمين، أنه آن الأوان أن نعطي رسالة حاسمة للغرب، أننا أمة عرفت طريقها ولن تقبل هيمنةً من أحد هذه هي الرسالة.

اليوم كنت أتابع الأخبار عبر شاشات الفضائيات يعلنون عن مقال في "نيويورك تايمز"، يتحدثون عن خطة تشارك فيها عدة أطراف من هنا وهناك من أجل إفشال حماس عن طريق تجويع الشعب الفلسطيني يعني لم يبق لديهم خيار إلا أن يجوعوا الشعب الفلسطيني حتى ينتفض على حركة حماس فتفشل ثم تعود الأمور إلى سابق عهدها، وهو والله واهمون، نقول لهم الشعب الفلسطيني لم يبخل علينا في أبنائه وبناته، لم يبخل علينا بقادته ورجاله الأعزاء، حسناً الآن الشعب الفلسطيني يريد أن يدخل علينا لأنه انقطع عنه المال، ولما الآن أهلنا في فلسطين يرون هذا النفس الذي تكلمت فيه الدكتورة سعاد والذي استجابت له الأخوات والإخوة والوعود التي سمعناها من إخواننا في اتحاد الطلبة واتحاد الشباب، ونفس الدكتور غازي ونفس الشعراء وهذا النفس العظيم، الشعب الفلسطيني سيخشى عيلة "وإن ضقتم عيلةً فسوف يغنيكم الله من فضله ولله خزائن السموات والأرض" الشعب الفلسطيني عندما انتفض في الـ /87/ وانتفض في الـ /2000/ وعندما قاد ثورته قبل ذلك وبعده لم يكن ينتظر إذنا من أحد، ولا ضمان مالي من أحد، الأم التي دفعت أبناءها للشهادة كانت لديها جهة تضمن لها راتب تقاعدي، إن شعبنا حين قرر الجهاد والاستشهاد أخذ الإذن من الله وأخذ الضمانة من الله وأخذ الوعد من الله تعالى .

أيها الإخوة والأخوات أنا أعرف المشاعر متدفقة مشاعر عظيمة نحن أمة عطشى للعز، للحظة عز، للحظة مجد، لحظة نثق في أنفسنا نقول للعالم كلمتنا بكل شجاعة وجرأة، لكن الأمة الحمد لله بدأت تخطو على درب العزة والكرامة، وبدأت تسجل انتصارات في فلسطين في السودان في العراق في كل مكان في لبنان، وإن شاء الله ، الله تعالى سيكرمنا بتمام النصر وتمام العز والنصر والتحرير بإذن الله.



أيها الإخوة والأخوات أقول بدأت بهذا السؤال ما الذي جرى؟، طبعا بالنسبة لنا المسألة واضحة كعرب ومسلمين لكن هذا السلوك الغربي العجيب غير مبرر طبعاً إذا وضعناه في خلفيات ماذا تريد (إسرائيل) هذا الكيان المغتصب وما موقف الغرب منها ممكن نفهم هذا الحقد علينا، ولكن إذا عدنا إلى بساطة المعنى إلى بساطة المفردات ليس هناك ما يبرر هذا السلوك الغربي، ما فعل الشعب الفلسطيني فعل أمرين، جاءه عدوٌ اغتصب أرضه واحتلها وشرد شعبه واعتدى على القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية فالشعب الفلسطيني كأي شعب في الدنيا انتفض ضد المحتل وقاوم وضحى بأولاده وبناته كما تفعل شعوب الدنيا ما الغريب فيما فعلناه يا أوروبا يا أمريكا يا أمم متحدة يا رباعية ما الذي فعله الشعب الفلسطيني تريدون أن نتوقف عن المقاومة أعطيناكم /58/ سنة ماذا فعلتم لنا ماذا فعلتم أوقفتم العدوان أعطيتمونا أرضنا أنهيتم الإحتلال أجبرتم الكيان الصهيوني على احترام حقوق الشعب الفلسطيني أجبرتم الكيان الصهيوني أن ينفذ الاتفاقات التي وقعها مع العرب ومع الفلسطينيين

أعطيناكم /58/عاماً ما الذي فعلتموه؟ تريدون الآن الشعب الفلسطيني يعطيكم نصف قرنٍ آخر ليختبركم؟!، هل يلدغ مؤمن من جحر مرتين؟ إذا لم نرتكب جريمة ببساطة لم نفعل شيء، أنتم زرعتم (إسرائيل) في أرضنا أنتم ظلمتم اليهود في أوروبا وتخلصتوا منهم على حساب العرب والمسلمين نحن لم نظلم اليهود ولم نظلم المسيحيين، عاشوا في ديار الأمة العربية والإسلامية آمنين على أموالهم وديانتهم ومعتقداتهم وعلى أعراضهم، أنتم ظلمتموهم في أوروبا وصدرتم الأزمة إلينا ومستكثرين علينا أن نقاوم أن نقول لا للإحتلال، ولما قلتم هناك قرارات دولية وهناك شرعية، ما فعلتم شيئاً، وآخر شيء عندما بني الجدار، الجدار يكاد يكون عند الأوروبيين متفق على أنه مرفوض وصدر قرار من المحكمة الدولية ما الذي جرى؟ هل هناك دولة أوروبية أو أمريكية أجبرت الكيان الصهيوني على تنفيذ القرار وهدم الجدار؟ إذا إن تجربة الأمة معكم أيها الغرب تجربة مريرة لم نعد نصدقكم لم نعد نثق بكم لن نراهن عليكم لن ننتظركم، سوف نعتمد على أنفسنا بعد الله تعالى لأنكم مجتمع دولي لا يحترم إلا القوة، لقد رأينا ظلمكم كل العدوان الصهيوني على أرض فلسطين قتلوا الشيوخ والنساء دمروا القرى والبيوت جرفوا المزروعات اقتلعوا شجر الزيتون المبارك، ماذا فعلتم لا شيء سوى قليل من التعاطف وكلمات لا تسمن ولا تغني من جوع بينما، من أجل 200 ألف في تيمور الشرقية انتفضتم لهم وانتصرتم لهم مقابل 200 مليون مسلم في اندونيسيا، ودارفور التي في السودان وكأنها قضية القضايا، لماذا تنظرون بعين إلى بعض القضايا وتنظرون بعين ظالمةٍ عوراء عمياء على قضايا أمتنا الحقيقية، من سيثق بكم؟ والله حتى الزعماء في أمتنا لا يثقون بكم، لقد التقينا بكثير من زعماء الأمة حتى الذين يجاملونكم في العلن يلعنونكم في الخفاء، لم يعد يثق بكم أحد لم يعد يثق بكم أحد، وحماس اليوم بعد انتصارها، حماس اليوم بعد أن نصرها الله بتحرير غزة وأعزّ جندها، وظلت شوكة المجاهدين صامدة لا تلين ولا تنكسر وبعد أن أعزها الله بصوت شعبها بتأييد شعبها عبر صناديق الإقتراع، اليوم حماس سوف تقود الأمة كلها بسياسة جديدة باستراتيجية جديدة، سوف نقول للعرب والمسلمين على المستوى الرسمي والشعبي دعونا اليوم نستثمر فوز حماس، فوز حماس ليس مأزق للعرب والمسلمين إنه عزهم إنه قوة لهم دعونا نستثمر ذلك في رسم استراتيجية جديدة نخاطب به العالم حتى نفرض احترامنا على العالم لقد ولى زمن الاستعباد .