عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 18-02-2006, 11:03 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي


نقول لأمريكا وللمجتمع الدولي وللدول الكبرى يكفيكم مئة عام، مئة عام أو أكثر في بعض المناطق، يكفيكم هذه الفرصة التي استغليتم فيها ضعف الأمة فاحتللتم أرضنا نهبتم ثرواتنا وقتلتم شعوبنا وورثتونا كل مساوئكم حتى الإيجايبات عندكم ضننتم بها علينا، كل مساوئ الغرب فرضتوها في بلادنا، حولتمونا إلى مجتمعات استهلاكية لا نصلح لا للزراعة ولا للصناعة ولا للتكنولوجيا ولا لغيرها، يكفي مئة عام أنتم نهبتمونا، وأسأتم إلينا مئة عام استعبدتونا مئة عام، اليوم الأمة استيقظت، والمارد خرج من قمقمه، لا تتعبوا أنفسكم لا عودة للخلف، اليوم الأمة تقول لكم نحن لن نعتدي على أحد، والله لن نعتدي ولا على أي دولة في الشرق والغرب، لكن نريد سيادة كاملة على أرضنا، نريد قراراً مستقلاً يتحكم في ثرواتنا وأرضنا وحقوقنا ومستعدين أن نتعامل معكم بلغة المصالح وبلغة العلاقات الدولية وبلغة التفاعل بين الحضارات، ولكن من موقع الندية ومن موقع العزة والكرامة.

انتهى زمن التبعية لستم أذكى منا ولا أشجع منا ولا أفهم منا ولا "أَرجَل" منا، بل نحن نستند إلى تاريخ عظيم لا تملكه أمة في الدنيا.

ثم حتى تطمئنوا أيها الأخوة والأخوات، إن الغرب لا يفهم إلا هذا، الآن لما اعتدي على رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وسفهاء الغرب أساؤوا لمقامه النبوي الكريم، لو سكتنا والله لما فعلوا شيئاً، وكان الناس يقولون لهم يا جماعة هذا أمر لا يتعلق بالحرية هذه معتقدات مليار ونصف مليار مسلم عندهم غيرة على دينهم وعلى نبيهم محمد، ومع ذلك قالوا بكل صلف هذه حرية لا نقدر أن نتدخل في حرية الصحافة، لكن عندما انتفضت جماهير الأمة اليوم بدأت الوفود مرة على القاهرة ومرة على الرياض ومرة هنا وهناك، وفود الغرب تخشى من انفجار الشرق العربي الإسلامي في وجه الغرب الصليبي.

الآن بدأوا يطوفون الأمة يبحثون عن مخرج، ألم نقل لكم إن هذا الغرب لا يفهم إلا لغة القوة والمصالح، ولذلك رسالتنا لهم لا نسمح لكم أن تعتدوا على أرضنا ولا على حقوقنا ولا على ديننا ولا على نبينا لا نسمح لكم أبداً وسنفرض إرادتنا على هذا المجتمع الظالم وانظروا فقط انتظروا عشر سنوات فوالله وجه التاريخ سيتغير إن شاء الله، إن شاء الله .

الدكتورة سعاد تقول العشر سنوات كثير نحن مستعدون أن نختصرها ولكن لنرفع مستوى الأداء والهمة.

أيها الإخوة والأخوات أنتقل إلى نقطة ثانية، الشعب الفلسطيني طبعاً أنتم نصحتمونا وناصرتمونا وطمأنتمونا، جزاكم الله خيراً، لكن في المقابل أريد أن أعطيكم تطمين، أنتم سمعتموه كثيراً، لكن وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، والله أيها الإخوة والأخوات إن على أرض الإسراء والمعراج شعباً نشأ على عين الله تعالى، هذا الشعب الذي لم يتعب، تعب حديد السلاح، تعبت إرادة المحتلين تعبت الدنيا، ولم يتعب لا تزال عزيمته متقدة، فلسطين عنده لم تتغير القدس عنده لم تتغير، كل فلسطيني وفلسطينية في الشتات والمهجر من اللاجئين والنازحين بعضهم صار له خمسين سنة لم ير أرضه أو أكثر وبعضهم ولد ولم ير أرضه ومع ذلك فلسطين تعيش في قلبه وعقله ووجدانه هذا شعبٌ شعب الإسراء والمعراج ارتشف من قدسية الأرض وبركتها هذا شعب لن ينكسر لن يعترف بـ (إسرائيل) أنا لن أقول حماس وحدها، نحن اليوم لا نتحدث باسم حماس، حماس جزء من شعبنا وطليعة مباركة من شعبنا، ولكن الشعب الفلسطيني بكل تياراته وأطيافه برجاله ونسائه بداخله وخارجه هذا الشعب المبارك الذي هو جزء منكم ، منكم وإليكم وأنتم تحملون نفس الخصائص لأننا أمة عظيمة يجمعنا دين وتجمعنا حضارة وتاريخ ومصير مشترك وعدونا عدو واحد، يستهدف السودان كما يستهدف فلسطين، لذلك أطمئنكم أن هذا الشعب على أرض فلسطين سيظل صامداً، بدأنا المقاومة من أكثر من خمسين سنة لماذا من خمسين سنة من فجر العشرين طريق الجهاد المبارك الذي ربنا عز و جل أعزنا به وكلفنا به وأذن لنا به وهو جزء من ديننا وعقيدتنا إضافة إلى مشاعرنا الإنسانية والوطنية ومشاعر الرجولة والإباء والشموخ كل ذلك وضعناه في بوتقة وفجرنا فيها كل هذا العطاء والتضحيات التي ترونها وهذه والله لن تتوقف حتى نستعيد أرضنا، نحرر فلسطين، حتى ننهي الاحتلال، حتى نستعيد القدس ونعيد العزة والكرامة للأمة جميعاً إن شاء الله.. اطمأنوا، لا تخلي أبداً عن الثوابت وعن المبادىء نموت ولا نتخلى عن مبادئنا، نموت ولا نتخلى عن أرضنا.

الشعب الفلسطيني أيها الإخوة والأخوات عرف طريقه ولن يتخلى عن هذا الطريق، اطمأنوا لو أن العالم كله احتشد ضدنا لن يتخلى شعبنا عن الطريقة وثقتنا بالأمة ثقة عظيمة، ومع ذلك نقول والله لو بقينا وحدنا في الميدان، والله وحدنا في الميدان، مع ثقتنا أنكم لن تخذلونا سوف لن نتراجع قيد أنملة عن طريقنا وأسوتنا في ذلك توجيه الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأساً وأشد تنكيلا" شعب عرف طريقه والرسول صلى الله عليه وسلم قال لأحد صحبه الكرام عرفت فالزم، ونحن نقول اطمأنوا، الشعب عرف طريقه وسيلزمه حتى النهاية إن شاء الله، اطمأنوا اطمأنوا الشعب الفلسطيني على مستوى المرحلة، نحن مطمئنون لموقفكم وثقتكم، لكن بسم الشعب الفلسطيني أريد أن أخاطب أمريكا والرباعية والمجتمع الدولي وكل الذين يتحدثون بلغة السلام، نقول لهم الشعب الفلسطيني من أصغر طفل إلى أكبر شيخ يعلمون حقوق الشعب الفلسطيني بشكل واضح، شعبنا الفلسطيني لن يقبل الخديعة، الخديعة والتظليل والانتظار واللف والدوران كلها مفردات أصبحت كاسدة مكشوفة تخلوا عنها ابحثوا عن غيرها، نقول للغرب ولكل هذا الأطراف الشعب الفلسطيني حقوقه واضحة ويعرف طريقه تريدون أن تختصروا الزمن وتوفروا الدماء ليس لدينا مانع تفضلوا وألزموا (إسرائيل) أن تنسحب من أرضنا، أوقفوا العدوان أوقفوا الاحتلال، نكفل شعبنا من أخذ حقه من (إسرائيل)، إن فعلتم ذلك نختصر الطريق أما مجرد وعود ولف ودوران لن ينفع، خياراتنا مفتوحة خيار المقاومة وخيار الجهاد والصمود والتضحية، خيار هو عزنا وشرفنا وهو الذي سينقلنا إن شاء الله إلى مربع التحرير بإذن الله تعالى .

إن شاء الله إن شاء الله نحن ننصح هؤلاء أن يوفروا جهودهم، أنا أعلم أن العقلية الغربية تريد أن تكرر مع حماس ما فعلته مع من سبقنا، تدخلهم في نفق مظلم يبدأوا بسقف من الحقوق والمطالب ويخرجوا بسقف لا علاقة له بالسقف الأول هذا المسار المظلم المستنزف لن ينطلي على حماس، لا تشغلوا أنفسكم لا تتعبوا أنفسكم اليوم العولمة التي "دوختونا" فيها ربنا نفعنا بها، جعلت الطفل العربي والمسلم والفلسطيني أوعى من زعماء العالم، والله إن أطفالنا يفهمون أكثر من بعض قادة العالم، فلذلك وفروا جهودكم اختصروا الطرق إنكم تدخلونا في مسار من الشروط والالتزامات وتدفعوننا فواتير والطريقة الأمريكية يخرجوا لنا فاتورة بعد أن يدفعها بعض أصحابنا العرب والمسلمين والفلسطينيين، يعتقدون أنهم قدموا الامتحان وأخذوا الرخصة بعد ذلك يخرجون لك فاتورة جديدة وهكذا "كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك" هكذا هو سلوك الشيطان، هكذا هو سلوك الشيطان .

إذا الشعب الفلسطيني يا إخوتنا ويا أخواتنا إن شاء الله اطمئنوا هو على العهد، وهذا الدعم منكم وهذه النصرة العزيزة الحميمة الدافئة والله لن يخذلها شعبنا إن شاء الله، والله سيكونون أوفياء لكم ولو لم نكن أوفياء لما ضحينا بهذين الشهيدين العظيمين الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وقافلة من شهداء شعبنا في غزة والضفة والـ/48/ والخارج وليس لدينا تسعة آلاف أسير وأسيرة فيهم عشرات والمئات من قيادات حماس والشعب الفلسطيني، لكنه العهد مع الله والوفاء للأمة، العهد مع الله والوفاء للأمة إن شاء الله .

وعلى صعيدنا الفلسطيني أريد أن أطمئنكم، أنا أعلم أن هناك قلق فلسطيني، هناك قلق عربي وإسلامي أن الشعب الفلسطيني يتقاتل ينشغل في بعضه لا يصبح هناك وحدة وطنية في ظل التحريض على حماس أنا أطمئنكم حتى لو كان هناك خلافات سنتجاوزها إن شاء الله، حماس حريصة على الوحدة الوطنية حريصة على تشكيل حكومة إئتلاف وطني يشارك فيها الجميع، حماس سترأف بل هي ترأف بشعبها حماس تفتح قلبها للجميع من أبناء فلسطين، من يؤيدنا ومن يخالفنا، ولكن نقول للمخالفين الهويد الهويدا رويدكم رويدكم صبركم علينا لا تدعوا كل الأمور، تريدون من حماس أن تنفذها خلال ساعات وأيام وأسابيع الحِمل الفلسطيني كبير، وتعالوا نحمله معاً وليس نزايد على بعض، والبعض الذي يحاول أن يضع عراقيل، توقفوا عن هذا والله العراقيل لن نقبل بها، مرة يصبح في توظيفات هنا وهناك ومرة يعقدوا جلسة تشريعي مثلما يقول الفلاحين في بلادنا "ضربة مطفي" يعني آخر ضربة النزع الأخير، والآن طاب لهم أن يعملوا شوية تشريعات وللأسف إنها تسيء لشعبنا لأن مصالح الوطن أهم من مصالح الحزب، مصالح الوطن لا يجوز أن يعبث بها، الدساتير والقوانين هذه المسألة ينبغي أن تكون منحازة لمصلحة الوطن، ليس أن نأتي لنسن تعديلات وقوانين حول المحكمة الدستورية، هذه المحاكم، القضاء ينبغي أن يكون مستقلاً تقرره البرلمانات وليس الأفراد مهما كان موقعهم هناك قليل من الإجراءات يفعلونها إخواننا، هذه لا يقبلها شعبنا ولا نقبلها نحن، وأطمئنهم أيضا أنها لن تجلب مفعول، لقد جفت الأقلام وطويت الصحف، في مسيرة طبعاً ليس مقصود مسيرة حماس وحدها، لا، مسيرة المقاومة مسيرة التمسك بالحقوق مسيرة العزة والكرامة التي فيها حماس وفيها فتح وفيها جميع القوى والشخصيات وكل المخلصين من أبناء فلسطين لا نعطل على بعضنا البعض وهذا مجرد لعب في الوقت الضائع ولن يجدي أبداً بل يسيء إلى صورتنا الفلسطينية.



أختم بالحديث عما ابتدأت به وهو دور الأمة، طبعاً أنتم اختصرتم علي الحديث حول دور الأمة النموذج الذي رأيته في السودان نموذج عظيم، أنا أقول لكم يا إخواننا استحضروا ثلاث مسائل إن الشعب الفلسطيني كما قلت لكم على العهد صامد وماشي واستحضروا أن موقفكم من فلسطين ومن شعب فلسطين ومن القدس هو موقف دين وعقيدة وتاريخ وأمة وأمر من الله تعالى واستحضروا أن العدو الصهيوني مشروع يعادي الأمة كلها انطلق من فلسطين ولكن مطامعه وأخطاره تستهدف الأمة جميعاً استحضروا هذه الاعتبارات الثلاثة وعند ذلك خذوا موقفكم من موقع الشراكة في الموضوع لا من موقع التأييد فقط أنتم لستم أنصاراً فقط أنتم مهاجرون مثلنا أنتم شركاء معنا في المشروع، فلسطين لكم ولنا القدس لكم ولنا، (إسرائيل) عدوَّ لكم ولنا، وربنا هو ربكم وربنا وأرض الإسراء والمعراج التي ارتبطت بحبيبنا محمد هي أرضكم ومحمد نبيكم كما هو نبينا إذا نحن أمام مشروع واحد، ثم أن المشروع بدأ يربح وبدأ ينتصر فكل إنسان عاقل فضلاً أن يكون مخلصاً عليه أن يلتحق بهذا الركب وإن شاء الله نتنافس ونتسابق على الأجر من الله تعالى وعلى تقديم صفحات العز و الكرامة وأهل السودان حموا مشروعهم وقدموا له دماء وقدموا قيادات كما قدمنا قيادات فأنتم لديكم تجربة فلستم بحاجة إلى أكثر ومن ذلك فالحر تكفيه الإشارة وأهل السودان مؤمنون أحرار ولله الحمد .

وأنا أطمئنكم في جولتنا العربية انطلقنا من دمشق وإلى القاهرة وإلى الدوحة وإلى الخرطوم، وما زال لدينا محطات عربية وإسلامية ومحطات دولية، حتى الآن ما رأيناه في جولتنا وما سمعناه أثناء الجولة وقبلها من الاتصالات والوفود من دول أخرى يطمئننا أن أمتنا ستكفينا إن شاء الله .