عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 23-09-2005, 07:46 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

مزايا للسلطات تتفوق بها على المعارضة



كما تبين فان الحكومات العربية ، وان كانت لا تتمتع بوصف محدد .. ولكنها جاءت نتيجة مسارات متشابهة .. طلبة درسوا في الخارج ، أتقنوا لغة الأجنبي وتعاونوا معه في عهد الاستعمار بوظائف أوكلت لهم ، أو بمواقع عسكرية احتلوها في عينة من الوقت .. إضافة الى كونهم أبناء عائلات لها مكانتها الاجتماعية ، التي من خلالها استطاعت ان ترسل أبناءها للخارج ..

خرج الاستعمار ، بمعاهدة ، برضا ، حلت محله تلك النخب ، والتي لم يكن عداءها تجاهه سافرا جدا . كانت تلك النخب أقوى من الشعب للأسباب التالية :

1 ـ تفوق بالمعلومات على مستوى السياسة الدولية ، في حين تفتقر القوى المعارضة الى تلك المعلومات .. و تتسلح بخطاب لإثارة الهمم الطيبة ، ليس الا .
2 ـ تماسك بين النخب الحاكمة منذ يومها الأول ، لتجانس نوعيتها ، وتقاسم الأدوار فيما بينهم عن رضا . بالمقابل ، فان تراص صفوف الشعب حول خطاب معارض لما كان ولا يزال سائدا .. لا يعدو كونه ضجيجا غير فاعل .. وفي أحسن الأحوال ، يصبح حجم قوة المعارضة كحجم عشيرة قوية .. وهي مع ذلك لن تغير نظاما سياسيا ..

3 ـ استحواذ النخب الحاكمة على وسائل الاتصال بالجمهور .. كالإذاعة والتلفاز .. والصحف الموالية للنظام .. و خطباء المساجد و من يطبقوا مناهج التربية والتعليم الخ .. في حين تغلق السبل أمام القوى المعارضة للوصول الى الجمهور .. وتسن القوانين لحماية السلطات وتتذرع بسنها لحماية الأمن الوطني!
4ـ اقتناص أفراد و أحيانا رموزا هامة من بين صفوف المعارضة ، في حين لا تستطيع المعارضة كسب أحد من صفوف السلطة الا فيما ندر ..

5 ـ توظيف إمكانيات الدولة للحفاظ على السلطة .. وتسيير الانتخابات وفق ما تؤول اليه النتائج لصالح السلطات نفسها .. اذ تفتح أمام المرشحين لتمشية طلباتهم في خدمة مصالح الناخبين .. وتغلق أمام المعارضين .. مما يجعل الناخبين يدلون بأصواتهم لشرعنة الأنظمة نفسها ..
في حين معظم من يتحلون بخلق عظيم و ينحازون طبيعيا للشعب ، هم من فقراء الشعب و بؤساءه .. مما يجعلهم عاجزين ضمن المفاهيم الحديثة للانتخابات .. فيفشلون وتذهب فرصهم في التقرب من صنع القرار !

6 ـ ان حالة المواطنين الذين مر عليهم قرنا من الزمان تقلب فيه أشكال من الحكومات التي وان اختلفت أسماء أصحابها ، الا أن وصفا واحدا يجمعهم وهو أنهم كلهم ( زمر فاسدة و غير مؤهلة ) ..
ان تلك الحالة جعلت من الادعاء بأن الجماهير تصطف خلف المعارضة مقولة كاذبة .. كما ان إدعاء السلطات بأن أغلبية الشعب معها هي مقولة كاذبة أيضا.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس