الموضوع: بارانويا
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-01-2007, 12:48 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

أخي الغالي رضا..
( البارانويا ) من الأمراض النفسية الـ( invisible ) - سامحني خانتني لغتي ونسيت معنى هذه الكلمة باللغة العربية -..
معالجة هؤلاء ليس بالصعب، ولكن المأساة تكمن في إقناعهم أنهم مرضى بهذا المرض البسيط الذي يتأزم يوما بعد يوم.. تعرف أن فرعون هو أول من مرض بهذا المرض مرض العظمة أو حب الظهور..
وبما أنك طرحت زاوية لمحتها في الخيمة من بعض الأعضاء فسأبدأ من نفس رؤيتك عزيزي،
مع أنه ليس من المهم أن نبدأ من هنا، وما الخيمة سوى مجتمع صغير يضم عينات متغيرة ومتشعبة مما يحتويه أي مجتمع بيئي يضم أفرادا..
تبدأ المشكلة بقناعاتنا التربوية التي نشأنها عليها،

1- الذكر له طاقة فهم تفوق الفتيات كثيرا.
وهنا تربى العربي على التفرقة بين إدراك الذكر وإدراك الفتاة.. الشاب إما يستغرب أو ينصدم حين يرى من تُناقشه وحتى أنه يعتبرها منحطة.. فهو معتاد على الفتاة الهادئة الراضخة التي تربى معها ( أخته ) ومن هنا يعتبر نفسه الأقوى والأعظم وله الحق مهما فعل حتى لو كان هو الحلقة الأضعف.

2- للذكر الحق بالتعبير عكس الأنثى.
أفكار تربى عليها العرب.. الولد يُعبر عما يريد والفتاة لامن مجال.. ومن هنا بدأت مأساة الكبر بحب الذات.. فالذكر تعود أنه كل شيئ

3- الذكر ذكرا والأنثى أنثى.
في هذه الخطوة الذكر له كل حقوقه وكل حقوق الآخرين.. فالأب والأم يبيتون جياعا وأطفالهم شبعانين.. الأهل يملكون قناعة ولكن علمو أولادهم بدون إدراك أن القناعة كنز يُفنى.. ويكبر الذكر أو الفتاة وحيدة أهلها أو إن كن شقيقات ولامن ذكور على أن كل شيئ لي وأنا الأفهم وأنا الصح وفقط.. التربية هنا هي السبب بأنني أنا الأقوى ولا أحد غيري.

4- من حقي التعبير والجميع ينصت لي.
كل فرد في أسرة تتكون من أفراد عاديين يتربى على أن التعبير من حقه وعلى الجميع أن يُنصت.. وينسى الفرد هنا أن التعبير من حق الجميع، ولكي تسمعني يجب أن أسمعك، ولتحترمني يجب أن أحترمك وعامل كما تُحب أن تُعامل.. هنا التربية على هذا المنهج جعلت من الفرد ليس فقط أنانيا وإنما الشعور بالعظمة والثقة بالنفس الزائفة فاقت الخيال..

وينسى الجميع عند الكبر أن العظمة لله تعالى.. ولكن يستطيع كل فرد إنتقاد الآخر بدون الإنتباه أنه يحمل كل قاذورات الكون.. فمن منا يستطيع إنتقاد نفسه؟؟ أنا الأفضل ولا أحد مثلي.. أنا دائما على صواب ولو كان الكل مثلي شريف لكانت الدنيا بخير..
هذا يتكلم وماهو سوى عميل فهو مخالف لرأي.. ولابد لي من إظهار حقيقته للجميع..
وتدور الحلقة الفارغة حول نفسها وتبدأ كلما قربت من الإنتهاء..
المرض متشبث فينا، ولايستطيع مُغادرتنا لأنه خُلق لنا من الأساس..
نقول الله ونقول الرسول وننسى أن نفعل مايقولون ونعتقد أننا نفعل الصواب ( فكله دين ).. ونعتقد ذلك لأننا أنانيين وجافين وقساة القلوب والعقول وعظماء بذاتنا وثقتنا بنفسنا كبيرة جدا جدا.. وننسى أن الثقة يجب أن تكون بقدراتنا والعظمة والشكر لك ربي..

أرأيت أن البارانويا مُتأصلة في تربيتنا من الجذور ..؟؟؟؟


عزيزي رضا هيدي مجرد لمحة والموضوع طويل جدا جدا وأنا تحدثت عن نقطة واحدة في هذا المضمار ( البارانويا )

دمت بخير وعافية وللموضوع تتمة إن شاء الله ..
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا