[صلاح الدين القاسمي]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
الحَمْدُ لِلَّهِ َربِّ العَالمِين وَلاَ عُدوَان إلاَّ على الظَّالمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِين وإمام المُتَّقِين وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ أجْمَعِين.
_____

الأخت الفاضلة : ملاك -
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
بعد إهدائكم اصدق عبارات الود و الإحترام .
هذه مشاركة متواضعة في شكل قصيدة أنقلها لكم مع بعض من التصرف
...تعبر إلى حد ما ...
ما يتمنى أن يكون صلاح الدين القاسمي لو لم صلاح الدين القاسمي.



[poet font="Simplified Arabic,4,firebrick,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ليـتني كنت طـائراً اتفلـــى = في فضـاء الحقول فوق الترابِ
أَركب الريـحَ تــارةً ثم أَعلـو =في فيافي المجهول خلف السحاب
وارى النور صافيـــاً يتجلـىَّ =لم يحطـهُ تكاثـفٌ بنقـــاب
وطنـي الروض والازاهر غيـدٌ = غازلتني فكدتُ أنسى صوابي
لا ابــالي بزرع قـوتٍ و حصد =او بجمع الاموال مثل المرابي
لا ولا اعتنـي بارضـاء قــوم =شيّبوا لمتي زمان شبابي
او بارضـاء غـادةٍ لا تبــالي = همها البذر وانتقاء الثياب
او بقسري نفسي ليرضى صديقي =وهو كالظل مسرع في الغياب
***

ليتـني كنت نسمـةً من ريــاحٍ =عاصفاتٍ تـثور فوق الهضاب
احمــل البـرد والسلام بحـرّ =لشجيٍّ ملقى بنار العذاب
اطـرد السحـب وابلاتٍ لارض =عطشت نحو قطرة من شراب
— واكـون البريد في الحب إذ أَنقل =كتب الاشواق للاحباب
***
ليتني كنت موجةً تتهادى =باندفاق في عمق ِ عمق ِ العباب
باندفاعٍ بلا قرارٍ وعزمٍ =ثابتٍ بين هجمةٍ وانقلاب
إن في العمق مسرحاً لفؤاد =طلب البعد عن حياة العذاب
ولاهل الخيال هيكل سرٍ =يحرق الحبَّ فيهِ كالاطياب
***
ليتني كنت في الاثير شعاعاً =مائساً في السماء دون غياب
لأنير الطريق فيها لنفسٍ =هربت بالخيال نحو السحابِ
لأكون السراب في القفر حتى =يغبط الهالكين ظل الشراب
لأكون الرفيق للشاعر الهائم =في قفرِ دهرِه باكتئاب
فأريه ظلم الحياة فيروي =عن انين الحاجات في كل باب
***
ليتني كنت صخرة من صخور =عابسات في الطود بين الروابي
صامتاً لا مدلساً كل غرٍّ =إِن تلك الصخور ليست تحابي
ثابتاً لا يهزّني سيل ليل = او رياح المضيق بعد الغياب
فأرى كل ما يصير بصبرٍ =وجمود يفلّ كل مصاب
***
ليتني كنت في العواصف برقاً = شق جسم السماء كالقرضاب
ضاحكاً حينما السحابة تبكي =راقصاً كالفؤاد رهن العذاب
مبصراً كل ما يصير من الناس =نذيراً لهم بسوء العقاب
طائراً في السماء دون مقر =في فضاء الصحراء فوق السحاب
إن في الجو فسحة للأماني =ومجالاً لخاطر كالشهاب
[/poet]