عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-04-2006, 12:41 PM
omar76 omar76 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2000
المشاركات: 189
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي بغدادي.. ليس الجرح جرح العراقيين فقط.. ولا الفلسطينيين فقط.. بل جرح الأمة ككل..
إن الحال ليدمي الفؤاد.. ونحن نرى مشاهد الخزي والذل .. والغلبة على الأمر..كل وقت ..
والإحتلال الصليبي.. والصهيوني جاثم على صدر أمتنا..وينهش..ينهش..ينهش..
والفتنة.. النائمة..استيقظت..ومضت تحرق كيان المسلمين في كل مكان..
..والأفق المظلم..والليل الداجي.. و.. و...

لكن ..يا أخي.. نحن لسنا في حاجة إلى رصاصة رحمة... إنما بحاجة إلى رحمة تتداركنا قبل فوات الأوان.. وتحيي فينا ما نحسبه قد مات.. لسنا في حاجةإلى رصاصة رحمة..لأنني أعلم أن كلما اختلط الأمر..وضاقت الأمور.. وأحسسنا بقرب النهاية.. فإنه يلوح من كل هذا الضباب ..أملٌ .. وفرج..ورحمة من الله..

سنسأل عن دماء موتانا وشهدائنا... ونسأل عن خيرات بلادنا التي تستنفد.. ونسأل عن هذا المصير الذي نساهم بشكل أو بآخر في زيادة غموضه.. فأي شمّاعة سنعلق عليها أسبابنا؟؟؟..

إن الأمر شائك أخي محمد.. وإنني إذ أتصفح الخريطة..وأضع نقاطا على مناطق الصراع والحروب والاحتلال..والقهر والحرمان.. والإقصاء والتهميش.. أجد أنها متفرقة وكثيرة..لكن يجمعها رابط واحد: انها بلدان مسلمة..

أقول لك هذا اخي.. لأنني من بلد عاش الفتنة بأقسى وجه لها.. فتنة تصل إلى حد أن يقتل الإنسان أفراد عائلته ..لأنها "كافرة"..من وجهة نظره.. فتنة..تستحل الأعراض..وتقتّل الطفال.. كان الجار يخشى جاره..فما بالك بالغريب؟.. كنا ننام...إذا كنا حقا ننام..على أخبار الدم..وننهض عليها.. أفتقدنا الأمن والأمان كثيرا.. صرنا حبيسي مواقعنا..لا نسافر إلا وقد خلفنا وصايانا.. أو نعود ..وقد حملنا وصايا من كان معنا.. ومضى!!!..
نعم يا أخي..لا شيء أصعب من الفتنة.. لكن مع كل تلك الفتنة.. كنا نحلم بغد مشرق.. وأمان سيحل.. وقد بدت بوادره تتجسد بالفعل.. لكن بعد أن أخذت منا عشرية كاملة..عشرية كاملة ضاعت من قدرات بلدنا ..وخيراته.. الأطفال الذين كبروا الآن..كثير منهم كبروا مع العنف والإرهاب.. وكثير منهم لم يعرف حقا معنى اللعب بكل حرية.. وطفولة..

آسف أخي محمد.. آسف لأنني استرسلت في الكتابة هكذا.. لكن أخي.. جرحك جرحي.. وجرحنا هو جرح هذه الأمة التي تجاهد أن لا تكون مغلوبة على أمرها..

سيحيا العراق من جديد حرا.. ويغمر أبناء حب وصفاء إخاء.. وتعطون التاريخ والأمم درسا في المقاومة والرفض للإحتلال والانصياع لإرادة الآخرين.. لكن..لكل أجل كتاب.. ولا بد للشمس أن تشرق بعد الليل.. وأنا أحس أننا في آخر الليل..

يااااه... كم كنت مشتاقا إلى صلاة في المسجد الأقصى... واليوم أنا مشتاق أيضا إلى شم تراب بغداد..

***
عُمــــر...
الرد مع إقتباس