الموضوع: *سهيل*اليماني*
عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 01-05-2007, 10:07 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

عيون المها بين الرصافـة والجسـر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـره
أعرفنـي بالحلـو منـه وبالـمـرَّ !

كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـراً
لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر

بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟

و أفضح من عيـن المحـب لسّـره
ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري

وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا
جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر

فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقنـا
معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟

صليه لعل الوصـل يحييـه وأعلمـي
بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر

فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا
يطيـب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر

و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا
من الطارق المصغي إلينا وما نـدري

فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى
وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر



قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :


أنت كالكلب في حفاظـك للـود و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً من كبار الدلا كثيـر الذنـوب

فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذ لك لأنه وصف كما رأى و ‏لعدم المخالطة و ملازمة البادية .

فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستتة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ما تقدم ..

فقال المتوكل : أوقفوه .. فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !



***



{{ كانت فاجعة ((التتار))، وهمجية ((المغول)) من أعظم ما بلي به المسلمون. ولعل الذين عاشوا محنتها كانوا يظنون فيها نهاية للإسلام والمسلمين.

وعلى الرغم من هذه المحنة وما سبقها من محن أو تلاها فقد بقي الإسلام كالطود الشامخ؛ تحطمت على صخراته الصماء مكائد الماكرين، وظهرت معجزة الإسلام حين عاد بعثه من جديد في الأجيال اللاحقة من أبناء المسلمين، بل لقد دخل في الإسلام طائفة من هؤلاء بعد أن كانوا من الرعاع المتوحشين.

لقد أحجم – في البداية – العلماء المعاصرون عن الكتابة عن محنة التتار لهول الفاجعة، فبقي ((ابن الأثير)) (ت 630هـ) عدة سنين معرضا عن ذكرها استعظاما لها، وهو القائل: "فيا ليت أمي لم تلدني، وياليتني مت قبل حدوثها وكنت نسيا منسيا"

ويقول أيضا: " فلو قال قائل إن العالم منذ خلق الله سبحانه وتعالى أدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها"

وهي عنده أعظم من فـتنة الدجال ، بل لقد اقسم أن من سيجئ بعدها سينكرها وحق له ذلك فقال : " وتالله لا شك أن من يجئ بعدنا إذا بعد العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها والحق بيده... ولم ينل المسلمين أذى وشدة مذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الوقت مثل ما دفعوا إليه الآن" .

هذا الوصف كله من ابن الأثير وهو لم يشهد فاجعتهم الكبرى بسقوط بغداد سنة (656هـ) وقتل الخليفة العباسي وسفك دماء المسلمين، وهي فاجعة تضاهي ما سبقها بل تـزيد، ويمكن القول إنها فتن يرقق بعضها بعضها – وسيتضح – حين الحديث عنها – حجم مآسيها وضخامة أحداثها.

كما أن ابن الأثير لم يشهد كذلك أحداث التتر في نهاية القرن السابق الهجري (699هـ) حين عبروا الفرات إلى بلاد الشام وما حولها، وما حصل للمسلمين في هذه الفترة من البلاء والمحن، حتى أذن الله بزوال هذه المحنة وكشف الله عن المسلمين هذه الغمة. وهي فتنة بليت فيها السرائر وانقسم الناس فيها فرقا شتى،

وقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية –وهو شاهد عيان– في وصف الحدث وهوله، وموقف الناس بإزائه ..فقال: "فينبغي للعقلاء أن يعتبروا بسنة الله وأيامه في عباده، ودأب الأمم وعاداتهم لا سيما في مثل هذه الحادثة العظيمة التي طبق الخافقين خبرها، واستطار في جميع ديار الإسلام شررها، وأطلع فيها النفاق ناصية رأسه، وكشر فيها الكفر عن أنيابه وأضراسه، وكاد فيها عمود الكتاب أن يُجتث ويخترم، وحبل الإيمان أن ينقطع ويصطلم، وعقر دار المؤمنين أن يحل بها البوار، وأن يزول هذا الدين بإستيلاء الفجرة التتار.

وظن المنافقون والذين في قلوبهم مرض أن ما وعدهم الله ورسوله إلا غرورا، وأن لن ينقلب حزب الله ورسوله إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبهم، وظنوا ظن السوء وكانوا قوما بورا، ونزلت فتنة تركت الحليم فيها حيران، وأنزلت الرجل الصاحي منزلة السكران، وتركت الرجل اللبيب لكثرة الوسواس ليس بالنائم ولا اليقظان، وتناكرت فيها قلوب المعارف والإخوان، حتى بقي للرجل بنفسه شغل عن أن يُغيث اللهفان. ومّيز الله فيها أهل البصائر والإيقان من الذين في قلوبهم مرض أو نفاق وضعف إيمان، ورفع بها أقواما إلى الدرجات العالية، كما خفض بها أقواما إلى المنازل الهاوية، وكفر بها عن آخرين أعمالهم الخاطئة، وحدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى.

فإن الناس تفرقوا فيها ما بين شقي وسعيـد، كما يتفرقـون كذلك في اليوم الموعود، وفـر الرجل فيها من أخيـه وأمـه وأبيـه، وإذ كان لك امـرئ منهم شأن يغنيه. وكـان من الناس من أقصـى همته النجـاة بنفسه؛

لا يلوى على ماله ولا ولده ولا عرضه، كما أن منهم من فيه قوة على تخليص الأهل والمال، وآخر فيه زيادة معونة لمن هو منه ببال. وآخر منزلته منزلة الشفيع المطاع. وهم درجات عند الله في المنفعة الدفاع. ولم تنفع المنفعة الخالصة من الشكوى إلا الإيمان والعمل الصالح والبر والتقوى. وبليت فيها السرائر. وظهرت الخبايا التي كانت تكنها الضمائر. وتبين أن البهرج من الأقوال والأعمال بخون صاحبه أحوج ما كان إليه من المآل. و ذم سادته وكبراءه من أطاعهم فأضلوه السبيلا.

كما حمد ربه من صدق ما جاءت به الآثار النبوية من الأخبار بما يكون، وواطأتها قلوب الذين هم في هذه الأمة محدثون، كما تواطأت عليه المبشرات التي أريها المؤمنون. وتبين فيها الطائفة المنصورة الظاهرة على الدين، الذين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة؛ حيث تحزبت الناس ثلاثة أحزاب: حزب مجتهد في نصر الدين، وآخر خاذل له، وآخر خارج عن شريعة الإسلام.

وانقسم الناس ما بين مأجور ومعذور، وآخر قد غره بالله الغرور. وكان هذا الإمتحان تمييزا من الله وتقسيما؛ {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب:24]

كما كان دقيقا في وصف أحوال المسلمين ومواقفهم حين غزى التتر بلاد الشام فقال:

"وهكذا هذا العام جاء العدو من ناحيتي علو الشام وهو شمال الفرات وهو قبلي الفرات، فزاغت الأبصار زيغا عظيما وبلغت القلوب الحناجر، لعظم البلاء، لا سيما لما استفاض الخبر بإنصراف العسكر إلى مصر، وتقرب العدو وتوجهه إلى دمشق. وظن الناس بالله الطنونا،؛ هذا يظن أنه لا يقف أمامهم أحد من جند الشام حتى يصطلموا أهل الشام. وهذا يظن أنهم لو وقفوا لكسروهم كسرة وأحاطوا بهم إحاطة الهالة بالقمر.

وهذا يظن أن أرض الشام ما بقيت تسكن، ولا بقيت تكون تحت مملكة الإسلام. وهذا يظن أنهم يأخذونها، ثم يذهبون إلى مصر فيستولون عليها فلا يقف أمامهم أحد، فيحدث نفسه بالفرار إلى اليمن، ونحوها.

وهذا – إذا أحسن ظنه – قال: إنهم يملكونها العام، كما ملكوها عام هولاكو سنة سبع وخمسين. ثم قد يخرج العسكر من مصر فيستنقذها منهم، كما خرج ذلك العام؛

وهذا ظن خيارهم. وهذا يظن أن من أخبره به أهل الآثار النبوية؛ وأهل التحديث والبشارات أماني كاذبة، وخرافات لاغية. وهذا قد استولى عليه الرعب والفزع، حتى يمر الظن بفؤاده مر السحاب؛ ليس له عقل يتفهم، ولا لسان يتكلم.

وهذا قد تعارضت عنده الأمارات، وتقابلت عنده الإرادات، لا سيما وهو لا يفرق من المبشرات بين الصادق والكاذب، ولا يميز في التحديث بين المخطئ والصائب، ولا يعرف النصوص الأثرية معرفة العلماء، بل إما أن يكون جاهلا بها وقد سمعها سماع العبر، ثم قد لا يتفطن لوجوه دلالتها الخفية، ولا يهتدي لدفع ما يتخيل أنه معارض لها في بادئ الروية.

فلذلك استولت الخيرة على من كان متسما بالإهتداء، وتراجمت به الآراء تراجم الصبيان بالحصباء {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب:11]

أمـا المنافقون فلهم شأن آخر، ولهم موقف لا يختلف كثيرا عن مواقف أسلافهم في غزوة الأحزاب حين ابتلي المؤمنون وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا. وكانوا شيعا؛ فمنهم من قال: ما بقيت الدولة الإسلامية تقوم فينبغي الدخول في دولة التتر،

وقالت بعض الخاصة: ما بقيت أرض الشام تسكن بل ننتقل عنها إما إلى الحجاز واليمن وإما إلى مصر،

وقال بعضهم: بل المصلحة الإستسلام لهؤلاء كمـا قد استسلم لهم أهـل العراق والدخـول تحت حكمهم.. }} **


نعود اليوم .. مرة ثانية .. وتارة أخرى ..

عين المها نال منهـا السهـد والأرقُ
والجسـرُ هُـدِّم والأنهـارُ تصطفـقُ

ورديّةُ الخدِّ ( يابـنَ الجهـمِ ) ناحبـةُُ
لم يبقَ للحسـنِ فـي أنفاسهـا عبـقُ

عيونها السودُ من لوعاتهـا اكتحلـت
فضاق ياشاعري مـن حولهـا الأفـقُ

نار’’ ونار’’ ونـار’’ لاانخمـادَ لهـا
من هولها يوشـك الاصبـاحُ ينفلـقُ

صاح الفراتُ وتلكم دجلـةُ ارتجفـت
عراقنـا أيهـا ( المليـار ) يحتـرقُ

ياأمتـي دنّــس الأنــذالُ عـزّتـهُ
جيـوش قتلـكِ منـه اليـوم تنطلـقُ

ريبُ الخُطى بائن’’ في خبطِ أرجلهـم
والخبثُُ مـن نظـراتِ القـومِ ينبثـقُ

(فلوجةُ المجد ) صبّوا فوقهـا حِممـاً
للنيلِ منها تمـاد القـومُ واخترقـوا !

مساؤها حسرة’ في الصـدر تعزفهـا
روح ’’ من الموتِ لانبض’’ ولا رمقُ

أصواتها همسـاتُ الخـوفِ تنبسهـا
شفاهُ طفـلٍ تسـاوت عنـده الطُّـرُقُ

ليل’’ من القتلِ منقوش’’ علـى يدهـا
وشماً حزيناً وكـلُّ الوشـم مُختَلَـقُ !

بـأيّ ذنـبٍ ينـام الطفـلُ محتضنـا
دُمـى الجـراحِ وفـي غفواتـه أرقُ

أُستُبدِلـت بمـرار الدمـعِ حلـوتُـهُ
وراح قيثـارُهُ فـي الحـزن يأتـلـقُ

وأيّ ذنـــبٍ لأرواح مـسـالـمـةٍ
في موجةٍ من دُخـانِ الجُـرمِ تختنـقُ

ماذا جنى طاعن’’ في السِّـنِّ تطحنـه
آلاتُ غـدرٍ ويَغشـى نـورَه غَسَـقُ

شيـخ’’ تشـرّد مصحوبـا بحسرتـه
عيناهُ عـن نظـرةِ الحرمـانِ تنفتـقُ

فلوجـةَ السُّنّـةِ الأبطـالِ قـد ثبتـتْ
رغم الجراحات تأبى الأرض تنسحـقُ

سيُثبـتُ الوقـت يافلوجتـي فـثـقِ
أنّ المكـارمَ لـن يـرقَ لهـا مَـرِقُ

وإن بكينـا فهـذا بعـض حرقتـنـا
نبكي على أخوةٍ في دمعهـم غَرِقـوا

نبكي عليـك عـراقَ المجـد تدفعنـا
ذكرى حضارةِ من للعلم قـد سبقـوا

قـوم بهـم أشرقـت بغـدادُ شامخـةً
لأنهـم بكـتـابِ اللهِ قــد وثـقـوا

أبكي النسـاءَ وأبكـي صبيـةً ذبلـوا
كالـوردِ يذبـل لالـون’’ ولاعَـبَـقُ

أبكـي المساجـد والتاريـخ شاهدهـا
تهوي كما قد هوى عن غصنـه ورقُ

أبكي الميادينَ صار المـوتُ فارسهـا
كأنّ منها دُعـاة الديـنِ ماانطلقـوا !

أبكي على ملحماتِ الخيل قد طُمِسـت
ويح الفوارس هل يجري بهم عَرَقُ ؟!

ويح الأحبـة فـي آذانهـمْ صمـم
’’كأنما القـوم ماحسّـوا ومانطقـوا !!

***

نعود اليوم ونحن اكثر نفعا واحسن وضعا .. واعز مجدا .. وتاريخا .. وسؤدد .. نفتخر بمن سبق .. وسنتظر .. ونختصر على الأعداء .. تحريفهم للتاريخ وتلويتهم للحقائق ..

وماقضى به الله .. من سالف الازل .. لهو الحق .. وما سياتي سيين ..
للناس .. وما اذا كان بناؤهم للجدر والاسوار .. جد ام هزل ..

تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيبا بماء فصارا بعد أبوالا !!
__________________
]
الرد مع إقتباس