عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 25-10-2003, 11:14 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post للأخ (( المشرق العربي )) - تابع -

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ النَّبِيِ الأُمّي وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ وَ سلّم .
______

كل ما تريد أن تعرف عن الحركة:

من بين الأسئلة الكثيرة التي ترد على الحركة بالبريد الالكتروني وفي الحوار المباشر على الماسنجر وفي البال توك اخترنا منها مجموعة من أهم الأسئلة، وسقنا الأجوبة التي تمثل وجهة النظر الرسمية للحركة تجاهها. وهذه وقد يبدو بعض الأسئلة مكررا على البعض لكنه في الحقيقة جديد على كثيرين، ورأينا من المصلحة جمعه في هذا الإصدار. كما سقنا في نهاية هذا الإصدار روابط لما صدر عن الحركة من بحوث ومقالات سابقة ربما تكون إشباعا أكثر لمن يتطلع إلى أجوبة أكثر تفصيلا.
*ما هي الحركة الإسلامية للإصلاح وماذا تمثل؟
الحركة الإسلامية للإصلاح جماعة تسعى لتحقيق إصلاح شامل في البلد المسمى المملكة العربية السعودية. ومع أن الحركة أعلنت بهذا الإسم سنة 1996 ميلادية ألا أنها تعتبر نفسها امتدادا طبيعيا لمسيرة الإصلاح التي بدأت خلال أزمة الخليج. وكانت أهم خطوات تلك المسيرة تقديم خطاب المطالب ومذكرة النصيحة وتأسيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية. ومع أن الحركة تعمل من مقرها في لندن ألا أن نشاطها موجه للمملكة ومعظم أفرادها والمتعاونين معها داخل المملكة.
*ما هي أهداف الحركة؟
تسعى الحركة لتحقيق إصلاح شامل في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والعسكري والقضائي والعلاقات الخارجية والإعلام والمؤسسات الدينية وغيرها من شؤون الأمة، وقد نشرت الحركة تفاصيل ذلك في برنامجها السياسي الموجود في موقعها على الانترنت. لكن الحركة تعتقد أن التغيير الأهم الذي يجلب كل التغييرات الأخرى هو التغيير في الوضع السياسي. والشكل الذي تريده الحركة للتغيير السياسي هو وضع يضمن المشاركة السياسية للأمة في القرار، ويضمن المحاسبة والشفافية واستقلال القضاء وتوفرالحريات. أما الآليات والتفاصيل فقد طرحت في البرنامج السياسي بإسهاب.
* ما هي مطالب الحركة؟
مطالب الحركة هي نفس أهدافها لكن الحركة ترى أن من بين هذه الأهداف ما يمكن أن يوضع على شكل مطالب فورية لا يعذر أحد في رفضها وهي حرية التعبير وحرية التجمعات واستقلال القضاء وإلغاء ما يسمى بالمباحث السياسية . ومفهومنا لحرية التعبير هو أن يتمكن الإنسان من قول ما يريد في أي مكان وعلى أي منبر او في أي صحيفة أو إذاعة دون أن يتعرض لأذى أو منع. ولا يحاسب المرء على شيء إلا بعد أن يصدر عنه ما يخالف الشرع. ويحدد مخالفة الشرع القضاء المستقل ولا تحدده سلطات الدولة ولا وزارة الداخلية ولا وزارة الإعلام. ومفهومنا لحرية التجمعات هو حق تكوين أي جماعة أو مؤسسة بلا شروط ولا موانع إلا إذا تبين أن جماعة ما تأسست على أمر يخالف الشرع. ومرة أخرى يحدد مخالفة الشرع القضاء المستقل ولا تحدده جهات الدولة التنفيذية. ولا يمكن أن يبرر رفض هذه المطالب إلا بالإصرار على الاستبداد والاستمتاع بسياسية الامتلاك.
* ماذا تأخذ الحركة على النظام القائم؟
تعتبر الحركة طريقة النظام الحاكم في تسيير شؤون الدولة في السياسة وفي الاقتصاد والإعلام والعلاقات الخارجية وفي التعامل مع القوى الاجتماعية وطريقة التعامل مع الناس كلها مآخذ كبيرة على الدولة. لكن الحركة تعتقد أن مدار هذه المآخذ على مجموعة إشكالات كبرى في المنهجية التي يستخدمها النظام في الحكم. الإشكال الأول هو في أن كل شؤون الحكم تقع في يد الأسرة الحاكمة بشكل مطلق لا يخطر ببال أحد أن يكون لأي جهة أخرى دور مشاركة بأي وسيلة. الإشكال الثاني هو في اعتقاد الأسرة الحاكمة أن معنى الحكم هو الحق المطلق بامتلاك مقدرات البلد وامتلاك حق تقرير شأنه ومصير أبنائه وكل ما يتعلق بذلك. الإشكال الثالث هو في إقفال الباب بشكل محكم أمام أي نوع من أنواع المحاسبة للأسرة الحاكمة وأعتقاد عصمة أفرادها وتطبيق ذلك عمليا بحصانتهم من القضاء أو أي شكل من أشكال العقوبة. الإشكال الرابع هو في اعتقاد الأسرة الحاكمة أن كل أسرار البلد ملك لها وليس من حق من هو خارج أصحاب القرار في الأسرة أن يعرف شيئا. الإشكال الخامس هو في التلاعب بالدين وتسويق نموذج الحكم السعودي كنموذج إسلامي شرعي كامل الشرعية رغم غياب الأركان الأساسية في الشرعية. الإشكال السادس هو في تسخير المؤسسة الدينية لاعتبار كل من يفكر بمجرد انتقاد النظام الحاكم خارجيا مثيرا للفتنة يستحق العقاب الصارم بنص الشرع. الإشكال السابع هو في تسخير مقدرات البلد المالية والبشرية لتنفيذ مشروع تضليل هائل في إظهار النظام عكس حقيقته. الإشكال الثامن هو في تكوين أجهزة أمنية ضخمة وتسخيرها لأمان الأسرة الحاكمة على حساب أمن الوطن والمجتمع. الإشكال التاسع في استغلال المتنفذين لسلطتهم وحصانتهم في سرقة مقدرات البلد وبث موجة من الفساد المالي والإداري ومن ثم تحطيم اقتصاد البلد وانتشار البطالة وتدهور الخدمات وغير ذلك. الإشكال العاشر في استغلال المتنفذين لسلطتهم وحصانتهم في إفساد البلد اجتماعيا وأخلاقيا وتمكنهم من تطبيع الفساد وفرضه على الناس. الأشكال الحادي عشر في حرمان الأمة من أن تدافع عن نفسها وإعطاء مهمة الدفاع لقوى الاستعمار والهيمنة. هذه الإشكالات أدت لأن يصبح الفساد المالي والإداري والاجتماعي وانهيار الامن وتردي الخدمات وانتشار البطالة وتضخم الدين القومي وانكشاف البلد عسكريا نتائج ثانوية لا يمكن تجنبها.
* كيف تستطيع الحركة تحقيق التغيير؟
من المعلوم أن النظام السعودي لا يعتمد على تخويل شعبي بانتخابات ولا على نظام عسكري صارم ولا حزب متماسك متبادل المصالح لكنه كان يعتمد إلى عهد قريب على شرعية دينية كانت تعوض عن غياب شرعية القوة وشرعية الانتخاب. وبعد انحسار الشرعية الدينية اعتمدت الدولة إلى حد كبير على إسكات الناس بتدفق الأموال والافتخار بشيء من الانجاز في الخدمات وتوفر الأمن. ولكن بعد أن ضرب الفساد أطنابه وازداد عدد السكان وازداد عدد أفراد الأسرة الحاكمة ونهمهم على المال العام والخاص لم يعد يتوفر لدى الدولة ما يكفي من المال لشراء الناس. من جهة أخرى تدهورت الخدمات وانهار الأمن فلم يعد للدولة ما تفتخر به من إنجازات تبرر بها شرعيتها. في المقابل تنامت موجة عارمة من العداء للأسرة الحاكمة بعد أن اصبح الاعتداء على المواطنين وأملاكهم وأعراضهم نسقا ثابتا من قبل الأسرة الحاكمة، وبعد أن لاحظ المواطنون أنهم يعيشون حياة شبيهة بالدولة الفقيرة بينما يعيش أفراد الأسرة في بطر خرافي. أمام هذا الواقع الخطير لم يبق لدى النظام الحاكم إلا التدليس والتضليل في تأمين بقائه. ومن خلال التدليس والكذب يُقدم النظام للناس كنظام قائم على الشرع وبذلك يكتسب الشرعية الدينية ويقدم على أساس أنه لا يزال يحقق إنجازات ويقدم على أساس أنه مرضي عنه من قبل الأمة ويجتهد النظام في منع تسرب أي معلومة أو اي طرح يكشف سوأة النظام. وفي المقابل يسعى النظام سعيا حثيثا لمنع أي صوت بديل يعطي صورة مخالفة لهذه الصورة الوردية له. ولذلك كانت وسيلة الحركة الرئيسية هي كسر هذا الاحتكار الإعلامي والمعلوماتي والحواري والاتصال المباشر بالجمهور بل وتمكين كل فرد أو شريحة أو مجموعة من إيصال صوتهم لبقية الشعب وفرض حالة شفافية أجبارية تكشف كذب وتدليس وتضليل النظام. فإذا تمكنت الحركة من كشف تهافت الشرعية الدينية للنظام وكشف حقيقة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتحذير من خطورة المستقبل فإنها ستستطيع بإذن الله تحريك الأمة بطريقة أو بأخرى لفرض التغيير المنشود. ولذلك فمدار نشاط الحركة هو على الاتصال والإعلام لأننا في المملكة والحمد لله لا نحتاج لمشروع تنظيم حزبي فالأمة مهيئة فكريا وثقافيا ونفسيا واجتماعيا وفيها من الكوادر ما يكفي لأن تتحرك باتجاه الإصلاح بعد التمكن من حيلة الاتصال والمعلومات.
* ما هي أدوات الحركة في هذا التغيير؟
ما دام المشروع في معظمه قائم على الإعلام والاتصال بالناس فستكون أدوات التغيير في الجملة مرتبطة بذلك. ولقد تمكنت الحركة من قطع شوط بعيد في تأمين وسائل الإتصال الآمنة بعد ثورة التكنولوجيا وأصبحت على صلة دائمة بجمهورها وطليعتهم في الداخل. أما في الإعلام -وهو الذراع الأهم- فلا تزال الحركة تحاول فرض نفسها من خلال ما يتوفر لها من أساليب مثل البريد الالكتروني والمواقع الألكترونية والفاكس والصحافة والإعلام العالمي وبحمد الله صار لها حضور كبير في المجتمع وأصبح التعامل معها كقوة سياسية أمر لا يمكن تجنبه. لكن الحركة تعتقد أنها لن تحقق نجاحا كاملا في ذلك إلا إذا تمكنت من تشغيل وسيلة إعلام شامل مثل التلفزيون أو الإذاعة وهي في صدد ذلك.
* هل تعتقد الحركة أن الإصلاح ممكن مع وجود النظام؟
بوجود التركيبة الحالية للقوى التي تتحكم بالقرار السياسي لا تعتقد الحركة أن التغيير المنشود ممكنا. كما لا تعتقد أن النظام بهذه التركيبة سيتخذ أي خطوات جادة باتجاه تغيير حقيقي. وتصر الحركة أن أي تغييرات تصدر من جهة النظام بشكله الحالي هي إما قرارات شكلية تجميلية مثل تأسيس مجلس الشورى وإصدار النظام الأساسي أو قرارات بأسماء كبيرة ومحتوى فارغ للاستهلاك العام. وبذلك لا يصلح المراهنة على تغيير مع هذه التركيبة ويجب السعي لفرض التغيير فرضا بدلا من توقعه من نفس النظام السياسي. لكن إذا حصل أمر ما داخل العائلة الحاكمة وتغيرت موازين القوى فلربما يتغير الوضع ولكن لا يمكن الحكم على الوضع الجديد إلا بعد رؤية ما يستقر عليه.
__________

يتبع باذن الله -