الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #731  
قديم 09-05-2006, 03:28 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي




أسير محرر يروي معاناته في سجون الاحتلال الإسرائيلي


الأسير الفلسطيني المحرر محمود الباز ذاق صنوف التعذيب بسجون الاحتلال (الجزيرة)


أحمد فياض-غزة

تكشف شهادات الأسرى المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي عمق معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين لا يزالون يرزحون خلف قضبان السجون الفولاذية وجدرانها السميكة، يكابدون ظلم السجان وقهر الغياب عن الأهل والأحباب.

الأسير المحرر محمود الباز (22 عاما) من مخيم البريج للاجئين في قطاع غزة، والذي أفرج عنه، بعد أن قضى حوالي 20 شهراً متنقلاً بين أربعة مراكز اعتقال، يروى للجزيرة نت جانباً من عذاباته ومعاناة الأسرى الذين لا يزالون يرزحون في سجون الاحتلال.

ويقول الأسير المحرر، إن تجربة الأسر القصيرة التي عاشها مع زملائه المعتقلين تظهر حجم الانتهاكات والأساليب التعذيبية واللا أخلاقية التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون والعرب الموزعون على كافة المعتقلات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.

وأضاف أن مسلسل المعاناة والقهر والإذلال يلازم الأسير منذ لحظة اعتقاله الأولى وحتى لحظة الإفراج عنه، لافتاً إلى أن معظم الأسرى يعيشون ظروفاً مأسوية وقاهرة يستحيل على الآدمي الاستمرار فيها.







آثار القصف الإسرائيلي لسجن أريحا بالضفة الغربية (الفرنسية-أرشيف)


محطات المعاناة
وبشأن حجم التعذيب في رحلة اعتقاله، أوضح أن الجنود الإسرائيليين أجبروهم، هو وثلاثة من أصدقائه اعتقلوا عندما كانوا يسيرون شرق المخيم في الثامن من أغسطس/آب 2004، على خلع ملابسهم كاملة، ثم انهالوا عليهم بالضرب المبرح بأعقاب البنادق على مختلف أنحاء أجسادهم.

ويشير إلى أن المحطة التالية في مسلسل المعاناة بدأت عندما أخضع مع بقية زملائه الثلاثة للتحقيق في أحد المواقع العسكرية القريبة مما كان يعرف بمجمع مستوطنات غوش قطيف وسط القطاع.

وقد استمر التحقيق نحو 15 ساعة قضاها الشباب الفلسطينيون تحت الضغط الجسدي والنفسي حيث لوح المحققون باغتصابهم بغية دفعهم إلى الإقرار بأنهم كانوا يرصدون تحركات الجيش الإسرائيلي في تلك المنطقة.

وعند ظهيرة اليوم التالي اقتيد الأسير الباز إلى سجن بئر السبع في صحراء النقب وأمضي هناك 17 يوماً، قبل أن ينقل إلى سجن "إيرز" المحطة الأصعب في رحلة العذاب ليمكث فيه 18 يوما تحت الضرب المبرح والشبح، والجلوس لساعات طويلة على كرسي صغير لا يتجاوز ارتفاعه عن 15 سم.


ويضيف الأسير الفلسطيني قائلاً إنه نقل بعد مسلسل التعذيب القاسي في سجن "إيرز" إلى سجن نفحة الصحراوي ليمضي فيه 4 أشهر، في زنزانة لا يتجاوز مساحتها بضعة أمتار لا تصلها الشمس إطلاقاً.










الاعتقالات الإسرائيلية تزيد من معاناة الأمهات الفلسطينيات (الفرنسية-أرشيف)


تأجيل المحاكمات
وفي سجن نفحة تأجلت محاكمته أكثر من 35 مرة تحت حجج ومبررات متعددة، إلى أن تم استصدار قرار من المحكمة العسكرية بالحبس أربع سنوات، غير أن طلب الاستئناف الذي تقدم به محاميه لدى المحكمة طعن في الحكم لعدم ثبوت الأدلة، خفف مدة الحكم إلى النصف إضافة إلى تغريم عائلته كفالة مالية قدرها 700 دولار أميركي.

وبعد قرار المحكمة الثاني استقر الحال بالأسير الباز في سجن عسقلان القريب من غزة لتمضية مدة حكمه مع غيره من الأسرى الفلسطينيين.

وحسب ما يرويه الباز فإن إدارة السجون الإسرائيلية تستخدم الهري والعصي لقمع المعتقلين لدى احتجاجهم على أوضاعهم المأساوية أو إضرابهم عن الطعام، وتعمد إلى رش الأسرى بمادة حارقة تصيب أجسادهم بتشوهات، كي تتمكن من اقتحام غرفهم لمصادرة محتوياتها من أغطية وأجهزة كهربائية معاقبة لهم على احتجاجاتهم.

وللإشارة إلى عمق الإهمال الطبي والمعيشي داخل السجون الإسرائيلية، لفت الأسير المحرر إلى أن إدارة السجن عمدت ذات مرة إلى استخدام دباسة الورق لتضميد جراح أسير بعد تلقيه ضربات على رأسه بالعصي والهري من قبل السجانين.

ويضيف الباز بأن زملاءه الأسرى تمنوا عليه قبل مغادرته السجن أن يرسل لهم صورتين الأولي للقمر والأخرى للشمس لحظة غروبها خلف البحر لتذكرهم بأوجه الحياة الطبيعية.
_______________
مراسل الجزيرة نت