الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #737  
قديم 13-05-2006, 07:58 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي



انتهاك آثار فلسطين و تزييفها .. عمل داوم عليه الاحتلال الصهيوني في محاولة لإثبات دعاءات و مزاعم اليهود بأن فلسطين هي أرض الميعاد رغم عدم وجود أي دليل أثري حتى الآن يشير إلى ذلك .. من هذا المنطلق جاء بحث (اغتصاب تاريخ فلسطين و آثارها) و الذي عرضه د. فرج الله احمد يوسف عن دار القوافل للنشر السعودية في المؤتمر الثامن للآثاريين العرب و الذي عقد بجامعة الدول العربية بالقاهرة ...

أجرى الحوار : محمد شعبان
editor@moheet.com

جاء البحث ليتنأول نقطة هامة في ادعاءات و مزاعم اليهود في فلسطين ألا و هي التناقض الصريح و الواضح بين روايات التوراة و ما أفرزته نتائج التنقيبات الأثرية في فلسطين منذ بداية علم الآثار في أوائل القرن الثامن عشر و حتى الآن، ودحض بذلك المزاعم و الادعاءات التي تشير إلى وجود يهودي على أرض فلسطين ...
حول أهم جوانب البحث و ملامحه كان هذا الحوار مع د. فرج الله ..

" أشرتم في بحثكم إلى وجود تحالف صليبي صهيوني لاغتصاب تاريخ فلسطين وآثارها ... متى بدأ هذا التحالف و كيف تطور بعد ذلك؟
د. فرج الله : يمكن القول: إن العقد الأخير من القرن الثامن عشر شهد بداية هذا التحالف حيث قام أتباع المذهب البروتستانتي بالمزج بين نبوءة دانيال في العهد القديم و رؤيا يوحنا في العهد الجديد و خلصوا إلى أن فلسطين بوصفها الأرض المقدسة ستشهد الهزيمة الحاسمة للقوى المناهضة للمسيح في هرمجدّون ( جبل مجدّو) و أن المسيح سيعود إلى هناك ليحكم أتباعه ألف سنة، و لكي يتم تحقيق هذه النبوءة لابد من عودة اليهود إلى فلسطين .. و في سنة 1837 زار فلسطين إدوار روبنسون أستاذ كرسي الآداب المقدسة في معهد الاتحاد اللاهوتي في ولاية ما ساشوسيتى برفقة إيلي سميث عضو البعثة البروتستانتية في بيروت ، و تنقل الاثنان في كل أرجاء فلسطين، و في سنة 1841م عاد كل منهما إلى مقر عمله و أصدر بحثا عن رحلتهما بعنوان ( أبحاث توراتية في فلسطين و جبل سيناء و بلاد العرب الصخرية ) و ربطا بين الآثار الفلسطينية و روايات العهدين القديم و الجديد مؤسسين بذلك ما اصطلح على تسميته بـ ( علم الآثار التوراتي ) .


د. فرج الله أحمد يوسف
" متى بدأت أولى خطوات التنقيب الأثري بفهومه العلمي في فلسطين ؟
بدأت هذه الخطوات الأولى لـ "علم الآثار الحديث في العالم" في أواخر القرن التاسع عشر على يد الألماني هاريش شليمون الذي قام بالكشف عن طروادة بناء على ما جاء في الإلياذة و الأوديسة للشاعر هوميروس فالتقط اعضاء "صندوق استكشاف فلسطين" الفكرة و عندما عقدوا اجتماعهم السنوي الحادي و العشرين في لندن سنة 1886 قرروا السير على خطى شليمون و محأولة إثبات ما جاء في العهد القديم عن فلسطين فاختاروا موقع ( خربة عجلان ) الواقع إلى الشرق من غزة و كلفوا الآثاري البريطاني فلندرز بترى الذي كان ينقب عن الآثار في مصر آنذاك للتنقيب في خربة عجلان ، فوصل بتري إلى غزة سنة 1890 و ما أن بدا العمل في الموقع حتى تبين له عشوائية الاختيار ,أان روايات العهد القديم لا صلة لها بالموقع .



" و هل تطور الأمر بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين ؟
بالطبع .. حيث بدأ يأخذ التنقيب الأثري في ذلك الوقت الشكل القانوني أو المؤسسي .. فبعد الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة 1917 تم تأسيس جمعية استكشاف فلسطين اليهودية، و قد ورد في المادة 21 من صك الانتداب البريطاني وجوب إصدار قانون الآثار خلال سنة واحدة من تاريخ بدء الانتداب، كما أشار صك الانتداب إلى الروابط التاريخية المزعومة بين اليهود وأرض فلسطين ،وأسس البريطانيون مصلحة الآثار الفلسطينية سنة 1920 و أطلقوا أيدي الآثاريين الصليبيين والصهاينة للتنقيب في فلسطين.

تناقض واضح


" و هل وجد الصهاينة في هذه التنقيبات ما يخدم مزاعمهم منذ بداية تنقيباتهم الأثرية في فلسطين و حتى الآن ؟
يكفي أن أقول إن علماء الآثار الصهاينة اعترفوا بالتناقض الواضح بين روايات التوراة و نتائج الحفر الأثري.. فعلى سبيل المثال قال زائيف هيرتزوج رئيس قسم الآثار بجامعة تل ابيب في مقال منشور بصحيفة هارتس في 28نوفمبر 1999: ( إن الحفريات المكتشفة في أرض إسرائيل خلال القرن العشرين قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة . كل شيء مختلق و نحن لم نعثر على شيء يتفق مو الرواية التوراتية . إن قصص الآباء في سفر التكوين هي مجرد أساطير ) ... كما أكد إسرائيل فنكلشتاين أستاذ الآثار في جامعة تل ابيب في مؤتمر عقدته جمعية علم الآثار التوراتي في سان فرانسيسكو سنة 1997 أن ( صورة أورشليم في زمن دأود و ابنه سليمان قد تلونت عبر العصور بظلال رومانسية و أسطورية . و قد ساعد الحجاج الوافدون و الصليبيون و أصحاب الرؤى من كل نوع على ذيوع القصص الخرافية عن عظمة مدينة دأود ومعبد سليمان ).


و أذكر أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق إسحق رابين قام بتكليف مجموعة من علماء الآثار الصهاينة لإعداد تقرير عن نتائج الحفريات الأثرية التي تم إجراؤها في الأرض المحتلة سنة 1948 و الأراضي المحتلة سنة 1967 و مدى تطابق تلك النتائج مع روايات العهد القديم ... و تم تقديم التقرير إلى خلفه بنيامين ناتنياهو و خلص التقرير إلى عدم وجود أى دليل أثري يربط بين فلسطين و روايات العهد القديم ، و أن الحفريات التي تمت تحت أساسات المسجد الأقصى لم تسفر عن العثور على آثار يهودية ، و قد نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية أجزاء من التقرير سنة 1996 بواسطة مراسلها في تل أبيب لكن المجلة ما لبثت تحت الضغوط الصهيونية أن كذّبت التقرير و أوقفت مراسلها عن العمل .. و من علماء الآثار الصهاينة الذين وقعوا على التقرير زائيف هيرتزوج ، جدعون افني ، و زونى رايخ ، و ياشير زكوابيتش ، و توفيا ساجيف .

تزوير فاضح


" أمام هذه الاعترافات .. ماذا فعل الصهاينة لإثبات مزاعهم أو ادعاءاتهم ؟


القدس حق للفلسطينيين وحدهم أمام الحقائق الأثرية التي تصفع الصهاينة و تؤكد أن كيانهم المقام علىأارض فلسطين لا يستند إلى أدلة أثرية أو تاريخية لجأوا إلى تزوير بعض الأدلة الأثرية أو تفسيرها بما يخدم أغراضهم .. و من أمثلة ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
حصل الآثاري الصهيوني نحمان أبيجاد على درجة الدكتوراة بعد أن قدّم أطروحة توصّل فيها إلى أن الأثر المعروف بـ ( طنطورة فرعون ) و الذي يقع إلى الشمال الشرقي من القدس اثر يهوديا يرجع إلى عهد الملك دأود ، و أن اسمه ( يد ابيشالوم ) نسبة إلى أحد أبناء الملك داود .. إلا أن أستاذ الآثار الرومانية في الجامعة العبرية بالقدس جدعون فريستر أعلن في يوليو سنة 2003 أن طنطورة فرعون أثر مسيحي بعد العثور على نقش بالخط اليوناني يؤكد ذلك .

" و هل توجد أمثلة أخرى لمثل هذه المحاولات ؟
نعم .. يوجد الكثير .. فعلى سبيل المثال: أعلن الحزب القومي الديني في الكيان الصهيوني في الثاني عشر من يناير سنة 2003 عن اكتشاف لوح حجري بالقرب من المسجد الأقصى سجِّل عليه نقش بالخط الفينيقي وادعى الصهاينة أنه يشير إلى ترميم أجري بمعبد في أورشليم ، لكن الآثارية الصهيونية إيليت مازار شككت في الاكتشاف ، ثم أقرت لجنة من خبراء إدارة الآثار في الكيان الصهيوني أن اللوح مزيف لأن النقش يحتوى على أخطاء لغوية واضحة و توجد به أحرف لا تتطابق طريقة كتابتها مع الفترة التاريخية المفترضة مما يؤكد أن اللوح مزيف حديثا و ليس له أى قيمة تاريخية .



و هناك مثل آخر .. حيث كان علماء الآثار في الكيان الصهيوني يفخرون بقطعة أثرية عرفت لديهم باسم ( رأس عصا )، و كانت محفوظة في متحف الكيان الصهيوني الذي اشتراها من أحد تجار الآثار الصهاينة في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين و قد أرجع الآثاريون الصهاينة تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد ، و في ديسمبر 204 أصدرت إدارة الآثار في الكيان الصهيوني تقريرا اعترفت بموجبه أن القطعة مزيفة و أقامت دعوى ضد التاجر الذي اشترى منه القطعة و لكن بعد عشرين عاما استخدمت كأحد الأدلة المزيّفة على وجود الهيكل المزعوم .


" في إطار عملية التزوير و الطمس الأثري الذي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني .. ما مدى الدمار الذي طال الآثار المسيحية و الإسلامية في فلسطين ؟
الآثار المسيحية و الإسلامية لحق بها كثير من أشكال التدمير .. فعلى سبيل المثال استولى الصهاينة على حارة المغاربة بعد احتلالهم القدس عام 1967، و قاموا بهدم الحارة عن آخرها، و كان بها العديد من المساجد والزوايا و المدارس التي ترجع إلى عصور إسلامية مختلفة .. و نفس الأمر تكرر مع حارة الشرف التي كانت تزخر هي الأخرى بالعديد من الآثار الإسلامية .. كما قامت سلطات الاحتلال بتغيير أسماء أكثر من عشرين ألف موقع تاريخي و أثري و استبدال الأسماء العربية بأسماء عبرية ، و تدوين المعلومات المزيفة في موسوعة الأراضي المقدسة التي أصدرها الكيان الصهيوني .. كما تم تثبيت الأسماء الجديدة على خرائط أعدت خصيصا لهذا الغرض .


و في مطلع سنة 2004 و أثناء إقامة جدار العزل العنصرى قام الجيش الصهيوني بتدمير موقع دير مسيحي يعود للعصر البيزنطي كما أزالت جرّافات الجيش الصهيوني الجزء الأكبر من الدير الواقع بالقرب من بلدة أبو ديس .