عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-08-2001, 07:03 AM
sakher sakher غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 142
Post «... ويتخذ منكم شهداء..»

«... ويتخذ منكم شهداء..»

* د. صلاح الخالدي

قال الله عز وجل: «ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لايحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين» «آل عمران : 139-141»

في هذه الآيات بيان حكمة الامر بالجهاد وذكر نتائجه ودعوة المجاهدين الى عدم الوهن والحزن عندما يدفعون ثمن الجهاد ويقدمون ضريبته تضحيات عزيزة وشهداء ابراراً.

ويهمنا هنا ان نقف عند جملة: «.. ويتخذ منكم شهداء» التي تقرر ان الله يجعل الجهاد وسيلة لاختيار الصادقين واتخاذهم شهداء.

ان الشهداء الذين يتخذهم الله ويختارهم على ارض فلسطين في هذه الايام هم الرابحون الفائزون المفلحون، لم يخسروا لانهم ذاهبون الى فضل الله وجنته، نحن الذين نخسر، لاننا قاعدون مخلفون، لا نبكي على الشهداء، لانهم في دار الكرامة، وانما نبكي على انفسنا، لاننا في دار الذل والمهانة، انهم خيرنا لانهم قدموا الشهادة لله ممهورة بدمائهم، ان كوكبة الشهداء المباركة، التي ينضم لها الأخيار من اهلنا كل يوم هي العظيمة الجليلة المباركة، لسنا نحن الرجال، ان الرجال هم صلاح دروزة وجمال منصور وجمال سليم، واخوانهم الذين استشهدوا معهم واستشهدوا قبلهم وسوف يستشهدون بعدهم، هم الرجال الابرار اما نحن، فنحن القاعدون للطعام والشراب والاستمتاع بالملذات والشهوات، واجترار الكلام في الجلسات والتعالم والتفاصح في التنظير والتكفير والتقصير، اننا لانجيد الا الانتقاد والذم والتشويه وتعويق المسيرة، وتعطيل العمل، ولا نحسن الا العداوة والبغضاء، وسوء الظن والغيبة، والتجريح، ولا نخطو خطوة عملية نحو الخير!

لا ننعى الشهداء، لانه لايشرفهم نعينا، ولو تكلموا بعد استشهادهم لقالوا لنا: اسكتوا واريحونا، فلا نحتاج الى كلامكم! الاصل ان ننعى انفسنا، لانهم هم الاحياء عند ربهم يرزقون، ونحن الاموات، يصدق فينا قول القائل:

ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء

تنعى فينا الهمة والعزيمة، والقوة والارادة، ننعى حكامنا وقادتنا وزعماءنا، ننعى انظمتنا واحزابنا وتنظيماتنا، ننعى طوابير السائحين والسائحات، والراقصين والراقصات، والمتنزهين والمتنزهات، الذاهبين الى النوادي والمهرجانات، والمتسكعين في المقاهي وعلى الشوارع والمطاعم والطرقات، ولا يعرفون الاقصى والمقدسات!

الرجال الابرار نحن لا نستحقهم، ولذلك يجعلهم الله شهداء ،واتخذهم اتخاذاً، ويبقينا نحن مع الهموم والاحزان والذل والهوان فلنسكت ولا نمدح الشهداء لانه لايشرفهم مدحنا!.


--------------------------------------------------------------------------------