عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 09-03-2004, 08:25 AM
أسير الدليل أسير الدليل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 245
إفتراضي

ومن ضمن النصوص التاريخية هناك كلمة للملك عبدالعزيز ألقاها رحمه الله في الحفل الذي أقيم بمكة المكرمة في غرة ذي الحجة سنة 1347هـ الموافق 11 مايو 1929م عن كلمة الوهابية وجاء فيها :

( يسموننا بالوهابيين ويسمون مذهبنا الوهابي باعتبار انه مذهب خاص وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض . نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح . نحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة كلهم محترمون في نظرنا . هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب يدعو إليها وهذه هي عقيدتنا وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شائبة منزهة من كل بدعة فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن وأوصاب . أما ( التجديد ) الذي يحاول البعض إغراء الناس به بدعوى انه ينجينا من آلامنا فلا يوصل إلى غاية ولا يدنينا من السعادة الأخروية . إن المسلمين في خير ما داموا على كتاب الله وسنة رسوله وما هم ببالغين سعادة الدارين إلا بكلمة التوحيد الخالصة . إننا لا نبغي ( التجديد ) الذي يفقدنا ديننا وعقيدتنا .. إننا نبغي مرضاة الله عز وجل ومن عمل ابتغاء مرضاة الله فهو حسبه وهو ناصره فالمسلمون لا يعوزهم التجديد وإنما تعوزهم العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح ولقد ابتعدوا عن العمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله فانغمسوا في حمأة الشرور والآثام فخذلهم الله جل شأنه ووصلوا إلى ما هم عليه من ذل وهوان ولو كانوا متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله لما أصابهم من محن وآثام ولما أضاعوا عزهم وفخارهم . لقد كنت لا شئ .. وأصبحت اليوم وقد استوليت على بلاد شاسعة يحدها شمالا العراق وبر الشام وجنوبا اليمن وغربا البحر الأحمر وشرقا الخليج .. لقد فتحت هذه البلاد ولم يكن عندي من الاعتاد سوى قوة الإيمان وقوة التوحيد ومن العدد غير التمسك بكتاب الله وسنة رسوله فنصرني الله نصرا عزيزا . لقد خرجت وأنا لا املك شيئا من حطام الدنيا ومن القوة البشرية وقد تألب الأعداء علي ولكن بفضل الله وقوته تغلبت على أعدائي وفتحت هذه البلاد . أن المسلمين متفرقون اليوم طرائق بسبب إهمالهم العمل بكتاب الله وسنة رسوله ومن خطل الرأي الذهاب إلى أن الأجانب هم سبب هذه التفرقة وهذه المصائب .. أن سبب بلايانا من أنفسنا لا من الأجانب . يأتي الأجنبي إلى بلد ما فيه مئات الألوف بل الملايين من المسلمين فيعمل عمله بمفرده فهل يعقل أن فردا بمقدوره أن يؤثر على ملايين الناس إذا لم يكن له من هذه الملايين أعوان يساعدونه ويمدونه بآرائهم وأعمالهم ؟ كلا ثم كلا .. فهؤلاء الأعوان هم سبب بليتنا ومصيبتنا .. أجل أن هؤلاء الأعوان هم أعداء الله وأعداء أنفسهم . إذن اللوم واقع على المسلمين وحدهم لا على الأجانب ... أن البناء المتين لا يؤثر فيه شئ مهما حاول الهدامون هدمه إذا لم تحدث فيه ثغرة تدخل فيها المعاول وكذلك المسلمون لو كانوا متفقين لما كان في مقدور أحد خرق صفوفهم وتمزيق كلمتهم . في بلاد العرب والإسلام أناس يساعدون الأجنبي على الأضرار بجزيرة العرب والإسلام وضربها في الصميم وإلحاق الأذى بنا .. ولكن لن يتم لهم ذلك أن شاء الله وفينا عرق ينبض . أجل .. إن المسلمين هم مصدر البلاء الذي أصابهم وأكثر ذلك يأتي عن طريق أولئك الذين ينظرون إلى مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فيدوسوا في سبيلها على كل شئ يعترضهم في الطريق .. إن هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة وينامون على الوثير من الفراش لا يفكرون إلا في أنفسهم ولم يحسبوا لله حسابا . أن المسلمين بخير إذا اتفقوا وعملوا بكتاب الله وسنة رسوله ليتقدم المسلمون للعمل بذلك فيتفقون فيما بينهم على العمل بكتاب الله وسنة نبيه وبما جاء فيهما والدعوة إلى التوحيد الخالص فإنني حينذاك أتقدم إليهم فأسير وإياهم إلى جنب في كل عمل يعملونه وفي كل حركة يقومون بها .. والله إنني لا أحب الملك وأبهته ولا أبغي إلا مرضاة الله والدعوة إلى التوحيد ليتعاهد المسلمون فيما بينهم على التمسك بذلك وليتفقوا فأنني أسير وقتئذ معهم لا بصفة ملك أو زعيم أو أمير بل بصفة خادم .. أسير معهم أنا وأسرتي وجيشي وبنو قومي . والله على ما أقول شهيد وهو خير الشاهدين ) .