عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 01-09-2006, 04:31 PM
القاضى الكبير القاضى الكبير غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 337
إفتراضي

الحاجة الى وقفة مراجعة

ويواصل الشيخ حسن النمر: "ومن ثم فإننا أحوج ما نكون إلى وقفة مراجعة نستحضر فيها (الدين الإسلامي) كما أنزله الله بقيمه الإنسانية ومبادئه {لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} ، ونستحضر فيها أن الإسلام وفهمه ليس في قدرة أحد أن يفرضه على الآخرين فرضاً ، بل إن المنطق يفرض {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} . ونستحضر فيه أن العائق الأول للتنمية الإسلامية والتضامن الإسلامي هو في رواج مثل هذه الفتاوى التكفيرية التي تبرر الإرهاب – كما نشاهده في العراق باسم المقاومة حيث يفتك بالنساء والأطفال والرجال في الأسواق والمساجد والحسينيات – والتي تبعث على (الخدر) من ناحية أخرى، حيث تفرض على الأمة التسليم لما يقوله الحاكم لأنه (ولي أمر) حتى في قراءة حادثة سياسية لا تدخل تحت سلطانه وولايته".

وأضاف "بغير ذلك سيظل فكر أوساط واسعة وشرائح كبيرة من المسلين يعشعش فيها (الحقد والكراهية) ضد المسلم قبل الكافر ، لأن علماء بلاد الحرمين الشريفين كابن جبرين ، وهم الذين يفترض بتفسيرهم للإسلام أن يكون (الأفضل والأكثر أصالة!!) من علماء الأزهر والنجف وقم ...

وقال حسن النمر: ما يحدث في لبنان من قبل المقاومة الإسلامية يمثل فرصة تاريخية لاجتماع الأمة على كلمة سواء تكون منطلقاً لتضامن إسلامي أصيل قائم على التسليم بالتعددية داخل الدائرة الإسلامية. لأن ما يقوم به الكيان الصهيوني، الوليد غير الشرعي للاستعمار والاستكبار ، يمثل الجريمة الأشنع والأقذر في تاريخنا المعاصر . فما بال المقاومة في لبنان جمعت المسيحي اللبناني لأنه وجد فيها وطنية ، إلى السني اللبناني الذي أضاف إلى ذلك جهاداً في سبيل الله، ولم يلمس فيها ابن جبرين وأضرابه إلا السوء والقبح الذي لا يبرر له مجرد الدعاء لله تعالى أن ينصرهم ؟!".

الروافض والنواصب والأصل التاريخي

ويقول الشيخ حسن النمر: هنا مصطلحان :
الأول : مصطلح الرافضة
الثاني : مصطلح النواصب
وكلاهما مصطلحان يستعملان في الأدبيات الإسلامية ، ولكن ليس بالضرورة يكونان مستعملين لدى جميع الأطراف بمفهوم واحد ، كما أننا قد لا نجد الدقة العلمية لدى الجميع عند إيرادهم للمصطلحين . إلى أن أصبح المصطلحان (نبزاً). يكثر استعمال (الرافضة) عند السنة للتعبير عن الشيعة ، وكثر استعمال (النواصب) عند الشيعة للتعبير عن بعض السنة .
وأؤكد أن الاستعمال قد لا يكون علمياًّ عند الجميع ، ولكن يترتب عليه سلبيات قد تكون كارثية معنوياًّ بل مادياً في بعض الأحيان .

وأوضح أن "المراد بـ(النواصب) عند الشيعة ، أعني الفقهاء ، من يتدين لله تعالى ببغض أهل البيت (عليهم السلام) ، وحكمه عند الشيعة الكفر ، بل عند السنة أيضاً باعتبار أن مودة أهل البيت) بندٌ عقدي متفق عليه بنص القرآن الكريم {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} .
والنصب – بهذا المعنى – لا مصداق له ، لأنه السنة ليس فيه نواصب ، لأنهم مجمعون على وجوب محبة أهل البيت".

وعن مصطلح (الروافض) قال حسن النمر: إنه يطلق في بعض الأوساط على الشيعة عموماً ، وقد يخص بالإمامية منهم ، إذا استبعدنا الزيدية لقربهم من السنة ، والإسماعيلية لأنه باطنية في تصنيف هذه الأوساط ، وهم أسوأ حالاً من الإمامية ، كما يزعمون . ولكننا لا نجد تحديداً دقيقاً لمضمون المصطلح، ومكمن الخطر هو أن ثمة آثاراً يراد ترتيبها على استعمال المصطلح وإطلاقه .

سب الصحابة تشنيع على الشيعة

وعن سب الصحابة قال الشيخ حسن النمر: هذه المسألة مما يشنع به على (الشيعة) دون وازع من ضمير ولا موضوعية علمية ، ولا معرفة بخلفيات المسائل وجذورها . وأضاف: الشيعة بحمد الله يتحلون بأدب رفيع يعرفه القاصي والداني ، وليس من أدبهم ولا أدبياتهم (السباب) الذي هو استعمال الكلمات البذيئة والنابية في حق الأشخاص العاديين ، فضلاً عن جيل الصحابة الذين هم أفضل جيل بشري حظي بتربية خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . فالواجب احترام الإنسان وإكرامه ، فكيف إذا كان صحابياًّ .

ثم واصل قائلا: إلى ذلك فإن من الواجب التنويه والتنبيه إلى أن الحق والشريعة فوق الأشخاص ، فـ(الحق أحق أن يتبع) ، والصحابة ليسوا معصومين ، كما يؤكده القرآن والوقائع التاريخية {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} . وقد روي في الصحيح أن رسول الله (ص) يرد الحوض فيذاد عنه جماعة من الصحابة فيقول رسول الله (ص) : أصحابي ، أصحابي ، فيجاب بأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
فإذن حصل من بعضهم ما يكون سبباً لبعده عن الله تعالى . وعليه ، فالصحابة يحصل من بعضهم ما يستوجب التحفظ عليه ، وقد فعل الصحابة أنفسهم ذلك في حق بعضهم بعضاً إلى حد الاحتراب والاقتتال.
ومن ثم فأن يكون بعض المسلمين ، أعني الشيعة ، (يتحفظون) على بعض الصحابة ليس مسوغاً لأن (ينبزوا) بما يؤدي إلى سفك دمائهم والتشهير بهم .

وقال: هذا مجمل موقف الشيعة حول الصحابة ، وإنما يلتزمون بأن القرآن ، وهو الحق والقانون والشريعة ، أقدس من أن يقدم رأي غيره عليه ، وإن كان صحابياًّ .
وما حصل في التاريخ ومنه ما حصل في فترة الصحابة ، فهو خاضع للقانون .
أجل ، يختلف الشيعة عن السنة في المرجعية التي يجب الالتزام بها في تفسير الإسلام، فالسنة في العموم يجدون في واقع بعض الصحابة مرجعاً يجب الالتزام به في تفسير الإسلام ، بينما الشيعة يجدون المرجعية في الكتاب والسنة الصحيحة الذين لم يعمل بهما ذاك البعض .

وأضاف: "هذا ما يراد فرضه من قبل أمثال الشيخ ابن جبرين على جميع المسلمين، فيما يصر الشيعة على أن المرجع هو قول الله ورسوله الذي ينص على أن لأهل البيت خصوصية عند الاختلاف {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ، الذين ثبت عن الرسول (ص) الوصية بهم ثقلاً إلى جانب ثقل القرآن (إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي) . وللتفصيل والإسهاب مجال واسع لعل المقام لا يسمح به" .

مسألة تحريف القرآن

وعن مسألة تحريف القرآن قال الشيخ حسن النمر: أقدم أولاً أن المسلمين اليوم ، سنة وشيعة، مجمعون على أن القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله محمد لهداية الناس، والذي لا كتاب بعده، هو المصحف المنتشر بين المسلمين اليوم لم يزد حرفاً ولم ينقص حرفاً .
نعم، ثمة أقوال عند السنة والشيعة معاً، يشم منها وقوع نقص في القرآن الكريم، أوّلها السنة بنسخ التلاوة ونحوه، وأوّلها الشيعة بتلاعب الظالمين بمعاني القرآن.
وأعتقد أن هذا المقدار كافٍ لحفظ منزلة القرآن بين المسلمين من جهة، وسد الباب أمام تصفية الحسابات من جهة أخرى. لأن تكرار هذه المسألة يتيح لأعداء القرآن فرصة الطعن والتشكيك في نصه المبارك وآياته المحكمة، وإن ظن بعض السفهاء أن فائدة ذلك هو الطعن في الشيعة وإبعادهم من الدائرة الإسلامية. وهذه كتب علماء الشيعة تطفح بصيانة القرآن عن التحريف.
وثانياً فإن الشيعة يرون في القرآن الكريم المرجع الأول في التعرف على الإسلام الحق، لأنه {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}.

التقريب بين المسلمين

ويضيف حسن النمر حول مسألة التقريب بين المسلمين: "في هذه المسألة نصل إلى ما يشكل عصب الحياة الذي لا غني عنه . فإن من مبادئ الإسلام المتفق عليها (الوحدة بين المسلمين وإخوتهم) ، وقد امتنّ الله سبحانه على المسلمين أن ألف بينهم من لطفه وعنايته وليست جهد إنسان {لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف بينهم} .
ومن ثم فلا يجوز تفريق المؤمنين وتمزيق صفوفهم، وكما قال علي بن أبي طالب: لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين) .

ويستطرد: "دأب المخلصون من الشيعة والسنة على التأكيد على الوحدة والتقريب وأهميته فشكلت المجامع والمؤسسات، لتحقيق هذا الهدف السامي، وكان الأزهر الشريف، عبر الإمام محمود شلتوت رحمه الله، من المبادرين في تلبية نداء الإمام البروجردي فتأسست دار التقريب التي لا يزال مقرها في مصر شاهدا على ذاك الجهد المبارك. وإن كنا بحاجة أمس إلى ذاك فإننا اليوم أحوج.

ونبه الشيخ حسن النمر إلى أن "المنادين بالوحدة والتقريب لا يريدون بهما أن يتحول السني إلى شيعي ومن الشيعي أن يكون سنياًّ، بل إن المراد بذلك ليس أكثر من التركيز في المرحلة الأولى على المشتركات التي سنكتشف بعد التواصل أنها أضعاف أضعاف ما نختلف فيه".

وقال: لا يعقل أن يتمكن غير المسلمين على اختلاف أديانهم أن يتحركوا بسرعة قصوى نحو الوحدة بتشكيل الاتحادات والمؤسسات ذات الطابع العالمي، فيما يصر بعض المسلمين على أن يفرضوا على جميع المسلمين الدوران حول نقطة واحدة عبر احتكار الأصالة الإسلامية، ونبز من خالفهم بالابتداع والمروق من الملة، {والعاقبة للمتقين}، {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
وليس الحل هو محو كل ما من شأنه إثارة الخلاف، لأن هذا تاريخ لا يمكن تغييره، ولا يصح التلاعب به، ولكن من الخطأ التعامل معه كما لو كان الحقيقة المطلقة. وقال في نهاية رده "ختاماً فإن الشيعة لا يحتاجون إلى تزكية من أحد للشهادة بأنهم مسلمون، كما أن السنة مسلمون بغير شك، والاختلاف لا يفسد للود قضية ".
ورد من الشيخ جعفر النمر

أما الشيخ جعفر النمر فيقول في رده: "كان للفتوى الصادرة من بعض علماء التيار السلفي فيما يتعلق بدعم حزب الله والدعاء له بالنصر، والمتضمنة لحرمة ذلك على المسلمين اثر لا يقل في تأثيره على مشاعر الرأي العام الاسلامي عن القصف الاسرائيلي الوحشي وذلك لمصادمة مثل هذه الفتوى للثوابت الوجدانية التي تحكم سلوك عامة المسلمين".

وأضاف: لقد استندت هذه الفتوى إلى حيثيات ادعي كونها تتعلق باصول الدين التي لا يمكن المداهنة فيها من قبيل انتماء المقاومة مذهبيا الى المذهب الشيعي المحكوم بكفر أتباعه عند أصحاب هذا المسلك.

وقد وقعت هذه الفتوى محل استهجان عامة المسلمين لاسيما مع وقوع المجازر الاسرائيلية يوميا على مرأى الجميع وسمعهم مما أثار حفيظة المسلمين كافة، بحيث استدعى ذلك مراجعة اصحاب هذا المسلك لمواقفهم وإعادة صياغتها بحيث لاتصادم مشاعر المسلمين، وقد جاءت هذه المحاولات باهتة لا لون لها ولاطعم لأن التغيير كان سطحيا على مستوى العبارة ولم يكن جوهريا، بل كان بعضها اشبه بالزيت المسكوب على النار لكونه مكرسا لمقولة التقسيم الذي كان هو سبب الاستهجان.

وواصل جعفر النمر: جاء في بيان التعقيب الصادر عن الشيخ بن جبرين ان الشيعة يكفرون الصحابة ويطعنون في القرآن ويشركون بدعاء الائمة من اهل البيت عليهم السلام، بل انه يدعو على الرافضة كما يدعو على اليهود والنصارى.
وجاء على لسان بعضهم في معرض تبريره لدعم الشعب اللبناني انه لا يجوز السكوت والغنيمة تنتهب وتقسم مما جعل هذه المواقف منفصلة عن الاخوة الايمانية مدخلا اياها في سياق المصالح والمكاسب.

ضوابط الاستنباط والفتوى

ويمضى الشيخ جعفر النمر قائلا: "اننا في مقام التعقيب على هذا وشبهه نرى ان مثل تلك المواقف لا سيما في مثل هذه الايام هي التي ادت الى تشرذم الامة وتمزقها مع انها مخالفة لضوابط الاستنباط والفتوى ويمكن ان يلاحظ على مثل هذه المواقف التالي:
1. ان تكفير من تلفظ بالشهادتين واستقبل القبلة غير جائز لقوله صلى الله عليه واله (من كفر مسلما فقد كفر) ولقوله في حديث أنس الذي رواه البخاري في صحيحه (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته) ومن الواضح أن جميع المسلمين يشهدون الشهادتين وهذا هو الاساس التشريعي الذي ينبغي ان يؤطر العلاقة بين المسلمين وما عدا ذلك فلا ينبغي أن يكون سببا للفرقة.
.
----------------------------------------------------------
يتبع -----