عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-11-2005, 12:58 PM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي يا بُنيَّ إركب معنا ...!

بسم الله الرحمن الرحيم

إستبشرت خيراً في الإسبوع الماضي بعد سماع خطاب الرئيس السوري_طبيب العيون سابقاً ( ) _الرئيس بشار الأسد،وشدتني كثيراً اللهجه الحماسيه ونبرة التحدي التي تدفقت في ثنايا الخطاب،مما حرَّك لدي مشاعر مدفونه منذ زمن،فنحن ما تعودنا مؤخراً أن نشاهد من حكامنا_الأشاوس_من يقف ليصرخ في وجه أمريكا أو الأمم المتحده ويقول بكل عنفوان "لا"،بل هو السمع والطاعه العمياء وكأن لسان حالهم في وجه بوش يقول كلسان ذلك الشاعر حين قال لسيده:
ماشئت لا ما شائت الأقدار *** فأمر،فأنت الواحد القهار
نعوذ بالله من هذا الكفر،فالحكومات العربيه ما فَتِئَت تلبي رغبات جورج دبليو بوش بكل رحابة صدر وإمتنان بعكس مطالب شعوبها والتي بُحت أصواتهم تنادي بالإصلاح وتحسين المستوى المعيشي،لهذا كله وجدتُ نفسي أعتدل في مجلسي أمام التلفاز وأنا أُتابع كلمات الرئيس بشار الأسد وأقول هاهو أحدهم أخيراً يتجرأ ويقف بل ويتحدى أيضاً،باللجرأه والشجاعه!،وسرحت قليلاً بفكري وأنا أتخيل كيف أن الحكام العرب كانوا ينتظرون هذه الفرصه للإلتفاف حول "أحدهِم" صفاً واحداً،بل جنح بي الخيال بعيداً وأنا أتصور سعود الفيصل_وزير الخارجيه السعودي_يُعلن عن سحب سفير المملكه من واشنطن إحتجاجاً على مواقف واشنطن من سوريا،وتصورت أيضاً_فيما يُخيلُ للحالم_أن مصر تطرد السفير الصهيوني من أراضيهاوتغلق ما يُسمى بالسفاره الإسرائيليه،وشاهدت بعين الخيال كيف تعم المظاهرات عمَّان مندده بالتدخل في شؤون الدول العربيه والإسلاميه الداخليه من قِبل البيت الأبيض،كل هذا دار في رأسي خلال لحظاتٍ قلائل وكم دعوت الله أن تتحقق هذه "الأحلام".

لم تمضِ أيام على ذلك الخطاب حتى فوجئنا بتغيُر في الموقف السوري وخرج "أحدهُم" ليعلن أن القياده السوريه قد وافقت على إستجواب شخصياتها خارج أراضيها مع أخذ الضمانات الدوليه على سلامة هذه الشخصيات،حقيقةً دهشت لهذا التبدُّل السريع في المواقف ولكن بعد هُنيةٍ من التفكير وتقييم الموقف وجدت أن الرجل_الرئيس بشار الأسد_قد تلفت حوله فلم يجد من يُؤازره في موقفه،ووجد أنه وحيداً في الميدان!،فمن جهه كان سعود الفيصل منهمكاً في تهنئة كوندليزا رايس بعيد ميلادها الواحد والخمسين_تلك العجوز الشمطاء_متمنياً لها حياةً مديده وأوقاتاً سعيده ( )،ومن جانبٍ أخر فالمصريون مشغولين بإنتخابات البرلمان وعمرو موسى يُحاول إسترضاء هذا وذاك في مؤتمر الوفاق العراقي ( )،ومن جهه ثالثه فلأردنيون منشغلون بالهتاف "هاشمي هاشمي" نسبةً إلى ملكهم الذي صرَّح بعد تفجيرات عمَّان لإحدى وسائل الإعلام "أن هناك خللاً في الإسلام نفسه" ( )!!.

كلنا يعرف قصة الثور الأبيض الشهيره والتي غدت مثلاً يُضرب للتعبير على ندم الشخص من موقفٍ سابق كان بالإمكان تفاديه "اُكلت يوم اُكل الثور الأبيض"،وكلنا أيضاً قرأ تاريخ المغول وكيف أنهم خدعوا الخليفه العباسي_بمساعدة إبن العلقمي لعنه الله_عندما قالوا له لا تقاومنا وسنُبقي لك حكمك على بغداد الخلافه،وكيف أنه لم يُوقفهم في زحفهم الهمجي البربري إلا قطز_رحمه الله_والرجال الذين ثبتوا معه في عين جالوت،فردهم على أعقابهم خاسرين.

وأقول إن ثمن الحريه ليس سهلاً كما يظن البعض،وإن الرضوخ والتنازل لن يجلب سوى مزيداً من الرضوخ والإنبطاح،ومن ظن لوهله أن التفاهمات والمفاوضات ومسايرة الريح كما يُقال ستعود بالخير وستجنبنا الشر فهو واهم تماماً،إن لسان حال الحكام العرب للرئيس بشار الأسد يقول "يا بني إركب معنا في قطار الذل وإنجو بجلدك ودعك من العنتريات فقد ولى زمانها وإنقضى،وقدم قُربان العبوديه للآله قبل فوات الأوان"!!،وعليه كم أستعجب من عقليات مثل هذه لم تتعلم من التاريخ ولا من الثيران!!،فمتى يستيقظ هؤلاء؟.

والسلام عليكم ورحمة الله.