الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #54  
قديم 04-09-2006, 12:06 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-176-

وقد ذكر أحد مشايخ الحنفية المتأخرين أنه التقى بأحد الشيعة الذين التحقوا بالأزهر باسم أنه شافعي أو حنفي وكان مما قاله الشيخ السني للشيعي :
إن أهل السنة يحبون أهل البيت وأنت يجب عليكم ألا تحملوا ضغينة ضد رجال الصدر الأول ولا سيما الصديق والفاروق رضي الله عنهما ، وطلب منه أن يجيب على هذا العرض إجابة صادقة ليس فيها تقية شيعية ولا مصانعة سياسية وحمسه على الصراحة .

قال السني : فتحمس صاحبي وصارحني قائلا أمام جماعة :
( ليس تحت القبة الزرقاء امامي واحد يعتقد في أبي بكر وعمر الاسلام فضلا عن عدم حمل ضغينة ضدهما ) .

قال الشيخ : واستغرب الحضور صراحته وجرأته وهو شاب احتضنه الأزهر السني ودرج على مدارج العلم الى أن تخصص فيما يهمه .

4_ وقد مر توثيق الخميني ومجموعة معه لكتاب يحمل ( لعن صنمي قريش ) وهم يرون أن من ردد هذا اللعن فله فضل وأجر عظيمين . جاء في كتابهم ( ضياء الصالحين ص513) الطبعة الثانية عشر عام 1389 ما نصه :

(( عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحى عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين درجة )) ، وعن حمزة النيسابوري أنه قال ذكرت ذلك لأبي جعفر الباقر فقال :
ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة انه واسع كريم .. ثم ردد :
-177-

كل من لعنهما كل غداة مرة واحدة لم يكتب عليه ذنب اليوم حتى يمسي ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح .

انهم يتعبدون بهذا الدعاء وغيره من أدعية كلها لعن وطعن في الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم . ولقد شاءت إرادة الله أن يزور ديار الشيعة أحد علماء السنة في هذا العصر ويبقى فيها مدة سبعة أشهر وزيادة يزور معابدها ومشاهدها ومدارسها ويحضر محافلها وحفلاتها في العزاء والمآتم ويحضر حلقات الدروس في البيوت والمساجد والمدارس فكشف للأمة منكرات الشيعة وكفرياتها وذلك في كتاب نشره في العالم الاسلامي بعنوان:

(( الوشيعة في نقد عقائد الشيعة )) يقول هذا الشيخ الجليل عن بعض مشاهداته في ديار الشيعة : ( وأول شيء سمعته وأكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة هو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة ولعن رجال العصر الأول كافة في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدء والنهاية وفي ديابيج الكتب والرسائل ، وفي أدعية الزيارات كلها حتى في الأسقية ما كان يسقى سالق إلا ويلعن ، وما كان يشرب شارب إلا ويلعن ، وأول كل حركة وكل عمل هو الصلاة على محمد وآل محمد واللعن على الصديق والفاروق وعثمان الذين غصبوا حق أهل البيت وظلموهم .

-178-

المبحث الرابع

الخميني يوثق الملاحدة
والخميني وهو يطعن في خيار الأمة وينال من شرف روادها ويحمل حملاته على الخلافة الاسلامية تراه يثني على الأقزام الملاحدة فيشيد مثلا بالنصير الطوسي وخدماته المزعومة للاسلام يقول :

(( ويشعر الناس يالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للاسلام"26" ) .

والطوسي هذا هو محمد بن محمد بن الحسن الخوجه نصير الدين الطوسي (597_672) المسؤول مع عدو الله ابن العلقمي ومستشاره ابن أبي الحديد عن الذبح العام الرهيب الذي ارتكبه الوثني هولاكو في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سنة 655 عند استيلائه على عاصمة الاسلام بغداد بخيانة ابن العلقمي ومستشاره وتحريض هذا الفيلسوف الملحد النصير الطوسي الذي كان قبل من ملاحدة الاسماعيلية في بلاد الجبل وقلعة الموت وألف كتابه (الأخلاق الناصرية ) باسم وزيرهم ناصر الدين حاكم بلاد الجبل (قوهستان) وكان ناصر الدين من أخبث رجال علاء الدين محمد بن جلال حسن ملك الاسماعيلية"27" .

قال ابن القيم : ( ولما انتهت النوبة الى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة

(26) الحكومة الاسلامية ، ص128 .
(27) حاشية المنتقى لمحب الدين الخطيب ، ص20 ، وراجع البداية والنهاية ، ج3 ، ص200 الى 266 من طبعة 1966 .


-179-

النصير الطوسي وزير هولاكو شفى نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفى إخوانه من الملاحدة واستشفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة . ونقل أوقاف المدارس والمساجد ، والربط إليهم ، وجعلهم خاصته وأولياءه ، ونصر في كتبه قدم العالم ، وبطلان المعاد ، وإنكار صفات الرب جل جلاله : من علمه ، وقدرته ، وحياته ، وسمعه ، وبصره ، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ، وليس فوق العرش إله يعبد البتة .

واتخذ للملاحدة مدارس ، ورام جعل اشارات امام الملحدين ابن سينا مكان القرآن فلم يقدر على ذلك ، فقال : هي قرآن الخواص . وذاك قرآن العوام . ورام تغيير الصلاو جعلها صلاتين ، فلم يتم له الأمر ، وتعلم السحر في آخر الأمر . فكان ساحرا يعبد الأصنام .

وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه ( المصارعة ) أطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد ، ونفى علم الرب تعالى وقدرته ، وخلقه العالم ، فقام له نصير الالحاد وقعد ، ونقضه بكتاب سماه (مصارعة المصارعة ) ووقفنا على الكتابين . وفيه أن الله تعالى لم يخلق السماوات والأرض في ستة أيام . وأنه لايعلم شيئا ، وأنه لا يفعل شيئا بقدرته واختياره ، ولا يبعث من في القبور .

وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر"28" ) .

(28) إغاثة اللهفان ، ج2 ، ص263 .

-180-

والخميني يبارك نشاط الطوسي لدوره في هدم الخلافة الاسلامية ، وتقويض أركانها"29".

(29) تحدثنا عن تأييد الخميني للطوسي وثنائه عليه في الفصل السابق ، وتكرر ذكره هنا لأن هذه الدراسة أشمل وأعم من الأولى
-181-

المبحث الخامس

موقف الخميني من الخلافة الإسلامية
يعتقد الشيعة وعلى رأسهم الخميني أن الاسلام لم يتمثل في دولة إلا في عهد الرسول (ص) وعهد علي رضي الله عنه . وقد مر نقل كلام الخميني في تجاهله للخلافة الراشدة قبل علي رضي الله عنه لأنهم يرون أنها خلافة مغتصبة وغير شرعية ، وشئون الحكم عندهم مقصورة على الأئمة ( الإثني عشرية ) ونوابهم .

لهذا فإن الشيعة يهاجمون الخلافة الاسلامية في حقب التاريخ الاسلامي المختلفة ، ويعمد الرافضة قديما وحديثا الى تشويه التاريخ الاسلامي بكل وسيلة .

يقول الخميني مصرحا بأن الخلافة لم تحصل لهم ( ولم تسنح الفرصة لأئمتنا للأخذ بزمام الأمور وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحياة فعلى الفقهاء والعدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة رشيدة"30" .

من أجل هذا هاجم الخميني الخلافة في تاريخنا الاسلامي ، وكان يلمح تارة ويصرح أخرى ، يلمح في هجومه ان جاء ذكر الخلافة الراشدة ، أما في غيرها فيرى أن تخالف الاسلام تماما يقول مثلا :
(( في صدر الاسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الامام علي بن أبي طالب وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الاسلام

(30) الحكومة الاسلامية ، ص54 .

-182-

لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الاسلام في تعاليمه تماما وجاء بعدهم العباسيون ونسجوا على نفس المنوال وتبدلت الخلافة وتحولت الى سلطنة موروثة واستمر ذلك الى يومنا هذا"30" ) .

ويرمي بالجهل كل الخلفاء المسلمين الذين تعاقبوا على الأمة الاسلامية فيقول عن هارون الرشيد ( أي ثقافة حازها وكذلك من قبله ومن بعده"30" .