الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #57  
قديم 04-09-2006, 12:16 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-198-

تعطيل الجهاد :
النيابة عن الإمام في اعتقاد الخميني شملت كل شيء ما عدا البدء بالجهاد . يقول :

(( في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه العامة _ وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء _ في إجراء السياسات وسائر ما للإمام عليه السلام إلا البداءة في الجهاد"49" )) .

(49) تحرير الوسيلة ج1 ص482 .

-199-

المبحث الثاني عشر

صلاة الجمعة
أعاد الخميني صلاة الجمعة بناء على رأيه في النيابة عن الإمام الذي مضى الإشارة إليه . والشيعة منذ زمن طويل لا يقيمون صلاة الجمعة ذلك أن من شرائطها عندهم _ وجود الإمام العادل _ وإمامهم اليوم غائب فهم لا يقيمون هذه الصلاة حتى يخرج ما عذا قلة من الشيعة كانت تقيم صلاة الجمعة .

ففي العراق لا يقيم صلاة الجمعة أحد من علماء الشيعة ولا من عوامها ما عدا جماعة الخالص كما قال ذلك أحد علماء الشيعة في العراق كاظم الكفاتي ، وقال الأستاذ محمود الملاح أن جماعة الخالص يقيمون صلاة الجمعة من أجل خطبتيها لا من أجل ركعتيها _ والله أعلم _ واذا سافر شيخهم الخالص تعطلت صلاة الجمعة كأنه لا يصلح لإقامتها إلا هو . ذكر ذلك الدكتور على السالوس لما زارهم في يوم جمعة فوجدهم قد ترركوها لسفر الشيخ .

وفي الكويت لا يقيم صلاة الجمعة إلا الشيخ ابراهيم جمال الدين مرجع الإخباريين هناك"50" .
ويرى الخميني في كتابه ( تحرير الوسيلة ) أن حكم صلاة الجمعة التخيير في أدائها أو تركها والاكتفاء بصلاة الظهر . يقول : تجب صلاة


(50) ذكر هذا الخبر أحد المدرسين الكويتيين ، والدكتور علي السالوس في كتابه ( فقه الإمامية ) المطبوع سنة 1398 .

-200-

الجمعة في هذه الاعصار مخيرا بينها وبين صلاة الظهر والجمعة أفضل والظهر أحوط وأحوط من ذلك الجمع بينهما"51" )) .
ولهذا يحرم البيع ولا غيره من المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان فى أمصارنا مما لا تجب الجمعة فيه تعيينا"52" .
ذلك أنه لا يشترط لوجوب صلاة الجمعة تعيينا وجود الامام فيقول في شرائط الجمعة :
( الأول العدد وأقله خمسة نفر أحدهم الإمام"53" ) .

(51) تحرير الوسيلة ج1 ص231 .
(52) تحرير الوسيلة ج1 ص231 .
(53) تحرير الوسيلة ج1 ص231 .
ومن الفروق الجذرية بين اعتقاد أهل السنة في المهدي ، واعتقاد الشيعة أن اعتقاد الشيعة في المهدي يترتب عليه تعطيل بعض أحكام الاسلام وأساسياته كالجهاد والجمعة ونحوهما فهم يتنظرونه ويرجئون لخروجه أمورا كثيرا .. بل يعتقدون في اصول الأسلام –الكتاب والسنة-اعتقادات ضالة كافرة بأن أصل القران الكامل عند امامهم المنتظر.
في حين يعتبر أهل السنة ان قضية المهدى خبر من أخبار آخر الزمان, وقد ثبت هذا الخبر عند بعض العلماء والبعض الأخر لا يرى ثبوته كابن خلدون وغيره .وحكم من ينكر المهدي عند أهل السنة مجتهد متأول أما عند الشيعة فيعتبر كافرا مارقا. قال عالمهم الصدوق _ محمد بن بابويه القمى _ : ( ومثل من أنكر القائم عليه السلام في غيبته مثل إبليس في امتناعه للسجود لآدم (( إكمال الدين ص13 )) . وهناك خلاف بين السنة والشيعة حول اسم المهدي وحياته . فهو عند الشيعة محمد بن الحسن القاري وعند السنة محمد بن عبد الله وهو حي عند الشيعة ولم يولد عند السنة . وبعد ذلك تزعم الشيعة أن المهدي قد اتفق عليه الفريفان وشتان بين الاعتقادين .


-201-

المبحث الثالث عشر

المشاهد والقبور عند الخميني
يقول الخميني عن منزلة ( التربة الحسينية ) عندهم : والأفضل التربة الحسينية _ يعني بالنسبة لمواضع السجود _ التي تخرق الحجب السبع وترتفع عن الأرضين السبعة على ما في الحديث"54" .
وهذه التربة التي هذا فضلها تختص بأن في تربتها شفاء ولهذا يسوغ في شرعهم الأكل منها ولا يلتحق بها غيره في هذه المزية ولا حتى تربة قبر الرسول (ص) يقول الخميني :

( يستثنى من الطين _ أي المحرم أكله _ طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام للإستشفاء ولا يجوز أكله بغيره ولا أكل ما زاد عن الحمصة المتوسطة . ولا يلحق به طين غير قبره حتى قبر النبي (ص) والأئمة عليهم السلام )"55" .

ومن مقدساتهم أيضا مسجد الكوفة الذي يلي مسجد مكة والمدينة في الفضل . يقول :
( وأفضلها – أي المساجد _ مسجد الحرام ثم مسجد النبي (ص) ثم مسجد الكوفة والأقصى )"56" .



(54) تحرير الوسيلة ج1 ص149 .
(55) تحرير الوسيلة ج2 ص164 .
(56) تحرير الوسيلة ج1 ص152 .


-202-

ويقول وهو يتحدث عن شروط الاعتكاف :
( الخامس : أن يكون في أحد المساجد الأربعة : المسجد الحرام ، ومسجد النبي (ص) ، ومسجد الكوفة ، ومسجد البصرة ، وفي غيرها محل إشكال )"57" .

ومقدساتهم وكعباتهم كثيرة والأساطير التي صنفوها في فضلها لا تعد ولا تحصى ولكننا هنا نقتصر على ما يورده الخميني فقط . وأما الصلاة في هذه المشاهد والقبور فهي مشروعة وفضيلة يقول : ( ولا بأس بالصلاة خلف قبور الأئمة وعن يمينها وشمالها وإن كان الأولى الصلاة عند الرأس على وجه لا يساوى الإمام عليه السلام )"58" .

وقال أيضا :
( وكذا يستحب الصلاة في مشاهد الأئمة عليهم السلام خصوصا مشهد أمير المؤمنين عليه السلام وأبي عبد الله الحسين عليه السلام )"59" .

ولهذا فالشيعة يعتنون ببناء وزخرفة هذه المساجد .
يقول الأستاذ الندوي عن مشهد ( علي الرضا ) في ايران :
( فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إلا وأنه داخل الحرم ، فهو غاص بالحجيج ، مدوي بالبكاء والضجيج عامر بالرجال والنساء ، مزخرف بأفخر الزخارف والزينات قد تدفقت إليه ثروة الأثرياء وتبرعات الفقراء .

(57) تحرير الوسيلة ج1 ص305 .
(58) تحرير الوسيلة ج1 ص165 .
(59) تحرير الوسيلة ج1 ص152 .



-203-

أما المساجد فهي تشكو قلة المصلين وزهد القاصدين )"60" .

وقال صاحب ( التحفة الإثني عشرية ) :
( إنهم يعظمون قبور الأئمة ويطوفون حولها ويصلون إليها مستدبرين القبلة الى غير ذلك من الأمور التي يستقل لديها فعل المشركين مع أصنامهم ، وإن حصل لك ريب من ذلك فاذهب يوم السبت الى مرقدى موسى الكاظم ومحمد الجواد رضي الله عنهما فانظر ماذا ترى . ومع ذلك فهذا معشار ما يصنعون عند قبر الإمام علي كرم الله وجهه ، ومرقد الإمام الحسين رضي الله عنه مما لا يشك ذو عقل في إشراكهم والعياذ بالله )"61" .

احتفاؤه بعيد المجوس :
من احتفاء الخميني بعيد النيروز أنه يجعل من الأيام التي يستحب الغسل فيها ويشرع فيها الصوم يقول :
( ومنها _ يعني الأغسال المندوبة _ غسل يومي العيدين ومنها يوم النيروز )"62" .
فيجعل النيروز في مصاف عيدي المسلمين .

ويقول عند الحديث عن المؤكد من مندوبات الصوم :
( منها يوم الغدير وهو الثامن من عشر ذي الحجة ، ومنها يوم النيروز )"63" . فيجعل النيروز مثيل ليوم _ الغدير _ الذي قالوا عنه _

(60) مجلة الاعتصام . العدد 3 السنة 41 .
(61) مختصر التحفة الإثني عشرية .
(62) تحرير الوسيلة ج1 ص98 ، 99 ، 152 .
(63) تحرير الوسيلة ج1 ص302 ، 303 .