عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 31-07-2001, 09:27 AM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الرسالة الأولى :
الأخ الكريم صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجو المعذرة لتأخري عليك فالمشاغل كثيرة وقبول الأعذار من شيم الأبرار وعلى كل حال إليك هذه الرسالة :

لقد اتفق جميع المسلمين على ضرورة أن يتولى أحد الصحابة الأمر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ولم يقل أحد بجواز أن يبقى الأمر بعد رسول الله بدون خليفة يرعى مصالح الأمة ،، وهذا معناه أن ( الإمامة ) أو ( الخلافة ) من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن أن يبقى هذا المنصب شاغرا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله بأي حال من الأحوال.

ونظرا لضرورة هذا المنصب وخطورته فلا يمكننا أن نتصور أن يتركه الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وآله دون بيان .. وكلنا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله حينما خرج لغزوة تبوك خرج بدون الإمام علي عليه السلام وأبقاه في المدينة ليقوم بإدارة شؤونها أثناء غيابه صلى الله عليه وآله وقال له: ( لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ) رواه مسلم في حديث المنـزلة في باب فضائل الإمام علي عليه السلام. فإذا كان لا ينبغي للرسول أن يخرج من المدينة خروجا مؤقتاً دون أن يترك أحدا يخلفه ويقوم مقامه فيها فكيف ينبغي له أن يخرج من الدنيا بأسرها دون أن يترك من يخلفه ويقوم مقامه من بعده ؟ وها نحن نرى العالم كله يفعل الشيء نفسه فحينما يغادر الحاكم دولته لفترة مؤقتة لابد من تكليف أحد ليقوم مقامه.

ولهذا فنحن الشيعة نعتقد أن ترك بيان هذا الأمر فيه تقصير من الله سبحانه وتعالى أومن الرسول صلى الله عليه وآله وحاشا لله وحاشا للرسول أن يصدر منهما أي تقصير ولهذا فنحن نرى أن الله تعالى قد بين هذا الأمر في القرآن الكريم كما بينه الرسول في أحاديثه امتثالا لأمر الله تعالى.

فأما في القرآن الكريم فإن الآية الكريمة الآتية تثبت ذلك. قال تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) الآية 55 المائدة.
ومعلوم أن المقصود من ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) هو الإمام علي عليه السلام وقد صرح بذلك جملة من أئمة التفسير عند تفسيرهم هذه الآية نذكر منهم : أبو إسحاق الثعلبي والطبري والرازي والخازن وأبو البركات والنيسابوري والواحدي في أسباب النزول وابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في الصواعق والشبلنجي في نور الإبصار وغيرهم من أعلام أهل السنة.

أما من حيث المعنى فإن هذه الآية قد ابتدأت بأداة الحصر ( إنما ) وموضوع الحصر هنا ( الولاية ) فالآية إذن حصرت الولاية في ثلاث جهات ذكرتهم على الترتيب : الله ثم الرسول ثم الإمام علي والذي عبرت عنه الآية بـ ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
والولاية هنا غير الولاية المذكورة في بعض الآيات مثل : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) بدليل أن في تلك الآية استخدم الله سبحانه وتعالى أسلوب الحصر أي أنه حصر الولاية في هؤلاء الثلاثة بينما الولاية في الآيات الأخرى غير محصورة وهذا معناه أن هذه الولاية غير تلك .
ولو سألنا أنفسنا ما المقصود هنا من ( ولاية الله ) فإن الجواب سيكون أن المقصود من ( ولاية الله ) هي كون أمر المؤمنين بل أمر جميع العباد بيد الله سبحانه وتعالى فله الأمر وله النهي وليس للناس إلا الامتثال والطاعة التامة له سبحانه وتعالى.
ثم جاءت ولاية الرسول صلى الله عليه وآله معطوفة على ولاية الله سبحانه وتعالى لتأخذ نفس المعنى وهو أن للرسول الولاية المطلقة على الناس جميعا وعليهم الامتثال لأوامره ونواهيه فهو بذلك ولي أمرهم والأولى بهم من أنفسهم.
ثم جاءت ولاية الإمام علي معطوفة بلا أي فاصل على ولاية الله وولاية الرسول لتأخذ نفس المعنى في كونه عليه السلام ولي أمر المسلمين وأن له الأمر والنهي وأن على الناس الامتثال لأوامره ونواهيه.

وما يؤكد هذا المعنى الحديث المشهور عند الشيعة والسنة وهو قول الرسول في خطبة الوداع وما نسميه نحن الشيعة حديث الغدير : ( أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وابن حجر في صواعقه وفي غيرهما من المصادر السنية .. ونلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وآله قد حصر الولاية في ثلاث جهات تماما كما حصرها الله تعالى في تلك الآية.

ما سبق كان مثالا على الآيات التي تحدثت عن ولاية الإمام علي عليه السلام وهناك غيرها وغيرها قد نحتاج لذكرها في مشاركات قادمة.

وأما الأحاديث التي نستدل بها على أن الإمام علي عليه السلام هو الإمام الذي عينه الرسول صلى الله عليه وآله فهي كثيرة وهي على أنواع :

النوع الأول : وهو تلك الأحاديث التي خصت الإمام علي بالخلافة والولاية بشكل مباشر وذلك مثل الحديث الذي ذكرناه قبل قليل وكذلك حديث الدار وحديث أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
النوع الثاني : وهو تلك الأحاديث التي تحدثت عن فضل الإمام علي عليه السلام وانه أفضل الصحابة مطلقا ووجوب اتباعه. كحديث سد الأبواب إلا باب علي وحديث علي مع الحق والحق مع علي وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
النوع الثالث : وهو تلك الأحاديث التي تحدثت عن فضل أهل البيت وأنهم أفضل الناس بعد رسول الله ووجوب التمسك بهم وطاعتهم كحديث لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وحديث الثقلين وحديث أهل بيتي فيكم كسفينة نوح.
وسوف نتعرض لهذه الأحاديث في المشاركة القادمة إنشاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني