عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 04-10-2002, 11:26 PM
بشائر النور بشائر النور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 9
إفتراضي

ربما لأنه كان يبحث عن ود أكثر….وترابط أكثر أو أنه كان يبحث عن حلمه المفقود…..ألأم والأب…والبيت الخالي من كل ضوضاء…..
في بيت عمته كان يفتقد كل هذا…..أعداد من الخدم… وقصر …مليئ بالغرف…..حفلات ….ضيوف مناسبات….
بريق يتلالئ حول كل شيئ….الطعام بكل صنوفه وأنواعه .الملابس الفاخره….وللحق كان يحتفظ لعمته بكثير من العرفان وكان يعلم أنها صاحبة قلب كبير
ولكنه لم يستطع التكيف مع نمط حياتها …ربما لأن أبويه غرسا في ذاكرته حياة أجمل قبل أن يموتا في ذالك الحادث الفظيع…نعم كانت ذاكرته مليئة بصور متسلسة لا تنتهي كان انذاك في في السادسة عشر من عمره بينما كانت أخته… في الرابعة عشر من عمرها …مضى وقت طويل قبل أن يستوعب ما حدث
او ربما كان كل الامر رفض لواقع مرير…هكذا فجأه ينتهي كل شيئ….وتتبدل الحياة والاماكن والوجوه….مضت أيام العزاء .والايام التي تليها
وسعد في حالة من الذهول إنطوى بعدها على نفسه أيام وأيام… لكنه مالبث ان عاد الى حياته الطبيعيه ……ولكن بقي في قلبه الكثير من ألأاسى والحزن الذي ظل ملازمآ له باقي عمره…..وتمثل ذالك في صمته وحنينه الدائم وذالك العقد الاثير الخاص بأمه كان يخبئه كما يخبئ البخيل كنزه ويظل يتذكر كان اول يومآ من ايام عيد الفطر في ذالك اليوم رفضتأمه أن يخرجوا من المنزل بعد عودتهم من صلاة العيد واعدت لهم إحتفال غاية في الجمال والبساطه كانت
تقول أبي اشوف االعيد في عيونكم لاحقين على الناس …..في نفس هذا اليوم قدم أبيه هذا العقد الى أمه…. كانوا في منتهى السعاده…. وبقيت معه هذه الذكريات رصيد يعود إليه كلما اشتد الحنين وضاقت به الحياة….
اما أخته سلمى فقد اخذتها جمال الحياة في القصر…. وكانوا أبناء عمتها في مثل سنها او اكبر منها بقليل…شاركتهم في كل شيئ واندمجت مهعم حتى بدت فرد من العائله… كبروا معآ وكان سعد يرقب اخته وهو عليها خائف وجل ويعجب من قدرتها على الانسجام السريع مع الحياة الجديده…
ذات مساء وبعد مضي عام كامل على رحيل والديه…. إستبد به الفكر وتسائل بينه وبين نفسه….ترى ماذا يريد هو من الحياة؟؟!!
كان السوأل أكبر منه …..ومن كل ما يستطيع التفكير فيه…
لكنه أصر على البحث عن إجابه…..وكثيرآ ما أعياه التفكير في كل ليلة يضع رأسه على الوساده….كان يتسائل : هل أريد ان اصبح مثل أبي؟
او مثل أمي ….ولكني رجل….كان دائمآ يرددفي داخله هذه المقوله….أنا رجل….
آه لو كان أبي هنا…..كم كان أبي قويآ….هل أريد ان أكون انا قويآ……ام أكون غنيآ…..لا لا ليس المال هو من يجعلني أرتقي قمة الجبل
أريد ان اكون في أعلى مكان….وأنظر للدنيا من بعيد لأرى كيف ستكون….
كان يكتب كل هذه الافكار في دفتر اسود صغير….شغله هذا التسائل وقت كبير من حياته ذات مساء سئل اخته سلمى نفس السوأل الذي ملك عليه فكره
ماذا تريدين من الحياة؟
قالت وهي تتأمل قسمات وجهها في مرآة جدارية كبيره: يوه يا سعد ابي اشياء كثيره….ابي اتعلم ….واكبر…..واكون بنت حلوه…
عندها ضحك سعد كثيرآ تسائل بينه وبين نفسه ترى هل كل الفتيات هكذا ربما لانها ما زالت صغيره او ربما انها لم تفهم الحياة بعد
تسائل سعد وهل فهم هو الحياة ؟
حمل هم هذا السوأل في داخله واصر على أن يجد ألأجابه…واجتمع في راسه كم من الافكار المتنا قضه …واحتار كثير آ …
ولكن ابدآ لم يداخله يأس او ملل من البحث والمحاوله الدائمه للغوص في اعماق الدنيا ….لجأ سعد الى الكتابه والقراءه…. وشغلته افكاره وتحدياته للنفسه وللحياة ان يعيش مثل اقرانه … فبدأ عليه الصمت والتأمل
حتى ان عمته كانت تحاول ان تدخل ألأنس الى قلبه بأي صوره وكانت تكبر وتجل فيه هذا التحدي والعنفوان لأنها كانت تأمل
منه الكثير وكان تطلعها اليه مشوب بكثير من القلق على مصيره …ولم تكن تخشى عليه سوى تلك النفس ألأبيه التي تضطرم بين جوانحه وكان سعد يرقب كل ذالك في صمت كثيرآ ما كانت تطلبه وتحاوره وتسأله كان سعد في البدايه يستثقل هذا القاء …
ولكن العمه بذكائها وخبرتها في الحياة عرفت كيف تجعله هو من يبحث عنها….ويشتاق الى الحوار معها …. حتى انه بدأ يشعر برابط روحي وفكري كبير يجمع بينهما لم يكن يتخيل أن عمته تملك هذا الكم المذهل من الثقافه والعلم …والقدره الرائعه على الحوار وعجب سعد من عمته كيف إستطاعت أن توازن بين أشياء كثيره في حياتها وكيف أن المال لم يكن سبب في إ نشغالها عن طلب العلم والمعرفه …
.سألها ذات يوم : عمتي وانتي بسني وش كان أكثر شي يشغلك ….؟؟
. وانا بسنك كنت غير ….ما تشوفني الحين … وانا عمتك الشباب له صبوه…. له مواويله…ومن يتبع الموال يتوه…
.عمتي ما فهمت ..
.يا سعد عش حياتك …ليش تشغل نفسك في اسئله لها اول مالها تالي …
.مدري والله يا عمتي ….بس صدقيني اللي تشوفينه انتي مشغله …امارسه انا بكل لذه… احس اني قدام بحر …..
واني غواص واحاول اجمع اجمل الاشياء وانفعها…
.بس البحر مثل مافيه الؤلؤ فيه الوحل….ومثل ما فيه السمك الصغير …فيه القرش اللي ياكل بلا رحمه….وتذكر ان امواج البحر يوم تبحر بك ويوم تغدر بك …
0اليوم اللي تبحر بي الامواج هو يومي ….فرصتي ….اعاند البحر …اتحداه…..الين احس اني انا المنتصر …
وقبل ما يغدر بي اتركه….اطالعه من بعيد واضحك عليه….
.ابتسمت عمته ….وقالت هذي مواويل الشباب ….وهذي صبوته …إياني وإياك يا سعد …تعطي نفسك اكبر من حجمها

او تثق فيها ….
عند هذه النقطه إستوقفها سعد :عمتي اذا ما اثق في نفسي اصير انسان مهزوز….. والإنسان المهزوز ما يقدر يتجاوز ذاته
ولا يقدر يصنع شي في حياته….
0ثق في نفسك من مبدأ انك تقدر تسوي شي …..لكن لاتثق في نفسك اذا شارت عليك …او اذا غلبها الهوى…
ولا تنسى إن النفس أماره بالسؤ……. السؤ اللي هو سم الحياة…
0السؤ هو سم الحياة…قالها مستفسرآ0
0ايه يا سعد احيانآ السؤ ما يتبين لك انه سؤ الا في نهايته …بعد ما يا خذ منك الكثير …وقت …فكر ….مشاعر
اشياء كثيره …عندها ما ينفع الندم ….
0 يعني وشلون يا عمتي ….يعني تبيني اخاف من الدنيا لدرجة اني ما ادخل معها في تجارب ….صعب اجل وشلون افهمها
0وانت ليش شايف ان الدنيا لغز ….ولا زم تحله …
0انا مو هذا اللي في راسي ….انا ابي احدد شي واحد ….انا وش أبي من الدنيا
0 و والى ألأن انت ما عرفت وش تبي من الدنيا …
0لا الى ألأن في راسي اشياء كثيره ….لكن ماهي مقنعه …وعشان كذا اقول ان مصارعة الحياة ….هي اللي بتحدد انا وش ابي منها
0لا …انت غلطان ……لازم تحدد الهدف …قبل ما تمشي الطريق ….
0 رأي جميل واوعدك يا عمه اني افكر فيه

-----------------------------------
يتبع
الرد مع إقتباس