عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 07-10-2002, 12:17 AM
بشائر النور بشائر النور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 9
إفتراضي

0عند هذا الحد من الحديث احس سعد انه بحا جة الى الاختلاء بنفسه إستأذن عمته ….خرج الى حديقة القصر الواسعه وظل يمشي بلا هدف غير التفكير في كلام عمته توقف في ذالك المكان الذي يحب بجوار شجرة السدر الكبيره ….نظر الى فروعها المتشابكه
وجذعها الجاف…مد يده حاول ان يمسك بأحد اغصان الشجره …لكن شوكة صغيره إنغرست في إصبعه …فتراجع عن مكانه وهو
يتأوه…قطع ألألم حبل أفكاره وتعكر مزاجه…. وتعجب كيف إستطاعت تلك الشوكه التي لا تكاد تبين أن تقلب لحظات الصفاء والفكر الى الضد …..جلس واستند بظهره إلى جذع السدره ورفع رأسه الى حيث تشابكت غصونها وغطت اوراقها الصغيره
ضوء القمر…استشعر روعة المكان همس بصوت مسموع: يالا عضمة الله…..كل شيئ خلق بقدر ….
كان هذا المكان يعني له الكثير منذ ان قدم هنا الى بيت عمته وهو يختلي فيه بنفسه …كان يشعر فيه براحة كبيره لا يعلم سرها ربما بعدها عن الضو ضاء والناس …وبعدها عن يد البشر …وعيون المتطفلين …كانت هذه السدره في اطراف الحديقه وكان بأمكان الجالس هناك مشاهدة القصر من بعيد…القصر الجميل الذي بنته العمه …على احدث طراز معماري وكان بحق قصر جميل …
وبينما هو غارق في افكاره وتأملاته …سمع صوت البستاني العم يحيى…كم كان سعد يحب مشاكسته شعر انه يقترب ….
هب سعد واقفآ وهو يصرخ بصوت عالي …انتفض العم يحيى وهويردد بسم الله ….بسم الله الرحمن الرحيم…..
غرق سعد في ضحك متواصل …
قال العم يحيى بلكنته اليمانيه الجميله: الله يهديك يا سعد ….الله يهديك…قول آمين
0آمين ياعم آمين….ترى انا امزح….انت زعلت…
0 لو من غيرك كان زعلت ….لكن منك لا…
0الله يخليك يا عم …
ما تمل من القعده لحالك ..
0لا …بالعكس…استانس ..وش اخبار الحديقه
0الحمد لله الامور زينه ….النخل كله بركه …
قالها العم يحي وهويبتعد عن سعد وسدرته وأخذ سعد يتأمله ويعجب من ذالك النشاط الذي يظهر ه رغم مرور العمر وكبر السن
تمنى انه سأله …ان كان لهذا النشاط من سر ….سيطرة عليه الفكره نهض من مكانه …واسرع خلف الرجل …
يا عم
خير يا سعد
0 ابي اسألك سوأل ….
0هات وش عندك …
0على انك يا عم ما انت صغير ألا انك قوي ونشاطك عجيب ….وش السر؟
0ما في ألأمر اسرار….احفظ جوارحك في الصغر …يحفظها لك الله في الكبر…
0كيف يعني احفظها ؟
0من المعاصي وانا عمك…المعصيه وهن…0
0 وغيرها يا عم …
0غيرها ما في شي ينقال…0
لم يكن العم يحيى يحب كثرة الكلام عند هذا الحد من الحديث …اكمل طريقه بين نخلات الحديقه….وسعد لايزال يحاول استجماع المعنى في ذهنه….سار وهو يفكر الى ان وصل الى داخل القصر …اعجبه المعنى ورسوخ المبدأ من انسان بسيط كالعم يحيى وهمس في داخله : هذه احدى الدرر……
.--------------------------------------------------------

يتبع
الرد مع إقتباس