عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 30-09-2004, 06:03 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

إقتباس:
هل تتصور اخي ان الله يكلف الامة فوق طاقتها؟؟؟


لا يمكن طبعاً أن يكلف الله الأمة فوق طاقتها ...

إقتباس:
ولكن كيف الجمع بين هذه الايات وبين الاحداث التاريخيه من حيث غزوة بدر , والخندق, وغيرها فكان الامر لا يطاق عقلا لكثرة العدو وقوته , فهل حمل الله الامة ما لاتطيق

طبعاً يمكن الجمع و بسهولة بين الآيات و بين واقع تلك الغزوات ...

فمعيار القوة له عدة عوامل :

1- الأيمان ......
2- العدد .........
3- العدة ( السلاح )

أيام رسول الله صل الله عليه وسلم كان السلاح موحد ... سيف مقابل سيف و رمح مقابل رمح و فارس مقابل فارس ......

و طالما توحدة القوة فى نوعية السلاح لم يبقى أمامنا إلا عاملان وهم الإيمان و العدد ...

و الإيمان هو المولد الرئيسي للشجاعة و الإقدام لأن كل محارب مؤمن يحلم بأن تكون نهايته جنة الخلد ... فلا يهاب الموت و يقاتل و ينازل ليفوز بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة

ولأن الحرب كانت فارس مقابل فارس كانت الشجاعة هي العنصر الحاسم فى المعركة ...

ففى بدر كان المسلمون حوالي 320 مقابل 950 كافر .... و كانت النصره للمسلمين لإيمانهم بالله ولما خلفه هذا الإيمان من شجاعة و إقدام فى نفوسهم ولمساعدة الله لهم بالملائكة ....

و فى أحد كان 1000 مسلم مقابل حوالي 3000 كافر وفى هذه الغزوة حاول رسول الله صل الله عليه وسلم التغلب على الفرق العددي للكفار بان وضع الرماه فى أعلى الجبل و بمصطلحات اليوم فى موقع إستراتيجي ... و نجحت الخطه لولا تخلى الرماه عن مواقعهم التى حددها لهم رسول الله صل الله عليه وسلم ...

و فى الغزوتين السابقتين نجد أن الفرق فى الأعداد رغم كبره إلا أنه كان من الممكن التغلب عليه بالإيمان و الشجاعة و و الخطط المحكمة ....

و يختلف الحال تماماً بالنسبة لغزوة الخندق لأن قريش خرجت فى 10000 محارب و زياده ....ولما علم رسول الله صل الله عليه وسلم أنه لا قبل للمسلمين بمواجهة هذا الجيش الجرار إبتعد تماماً عن المواجهة المسلحه و لجأ إلى خطه لتفادي اللقاء المباشر ... ولم يقل رسول الله صل الله عليه وسلم .... هيا بنا إما النصر أو الشهاده ... ولكنه حسب الحسابات على اساس الواقع و على أساس الممكن و الغير ممكن ثم فعل ما فيه صالح المسلمين و الدعوة الإسلاميه ...

و كذلك فى صلح الحديبيه عندما وافق رسول الله على توقيع صلح فيه الكثير من الغبن للمسلمين

عند الصلح نجد أن رسول الله صل الله عليه و سلم وافق على بند تعدى حدود عدم نصرة أخ مسلم أعتدى عليه الأعداء إلى ما هو أكبر من ذلك وهو أن يسلم بيديه مسلماً مستجيراً به مهاجراً إليه إلى أعدائه ....

و إليك قصت بن جندل و كيف رده رسول الله صل الله عليه وسلم للمشركين

رد أبي جندل:

وبينما الكتاب يكتب إذ جاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده، قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين ظهور المسلمين، فقال سهيل هذا أول ما أقاضيك عليه على أن ترده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا لم نقض الكتاب بعد. فقال: فواللَّه إذا لا أقاضيك على شيء أبداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأجزه لي. قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: بلى فافعل، قال: ما أنا بفاعل. وقد ضرب سهيل أبا جندل في وجهه، وأخذ بتلابيبه وجره؛ ليرده إلى المشركين، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن اللَّه جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً. إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً، وأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عهد اللَّه فلا نغدر بهم.


ما رأيك يا اخي الكريم ؟؟؟

الرسول صل الله عليه وسلم .... يسلم و بيديه مسلم مستجير به إلى أعدائه الكفار .....

ماذا تقول عنه .... !!! ... ماذا يدور فى رأسك ؟؟؟ .....

و ماذا تقول إذا علمت أن هذا الصلح عقد فى العام السادس الهجري أى فى أوج قوة الدولة الإسلاميه الفتيه و أن الكفار هم الذين طالبوا بهذا الصلح من شدة خوفهم من المسلمين .....؟؟

بمعنى أن الرسول صل الله عليه وسلم كان قادراً تماماً على أن يخوض حرباً مع كفار مكة ولكنه لم يفعل ...

ألا يدعوك هذا للتفكر و التأمل ؟؟؟

لقد قبل رسول الله صل الله عليه وسلم بهذا الصلح لأن فيه الصالح العام للمسلين فلم يرد رسول الله صل الله عليه و سلم توسيع دائرة الأعداء و الحروب لأن هذا قد يشكل خطراً داهماً على دولة الإسلام الفتيه ففضل صل الله عليه وسلم القبول ببعض التنازلات فى سبيل الصالح العام للمسلمين ليتفرغ لقتال اعدائه من اليهود و الأعراب ...

يعني المسئلة ليست فقط أن الله معنا ولكن لا بد من الحساب ولا بد من مواجهة الواقع بحلول عملية حتى ولو كانت ضد مشاعرنا و رغباتنا ... المهم أن نكون واقعيين لنواجه الواقع ...

و الآن الحرب لم تعد سيف مقابل سيف ولا فارس مقابل فارس و القوة العدديه أصبحت لا تعني شيئاً فى الحرب الحديثه بل الشجاعة والإقدام أصبحت لا تعني شيئاً ....

طيار امريكي واحد ربما يخاف ان يقتل دجاجة إستطاع بطائرته إهلاك بلد باكمله و تركيع إمبراطورية جبارة كاليابان .... بمجرد دعسه على زر ....

العلم أصبح هو السلاح الأكبر و الأشد و الأعظم و نحن لا نملك منه قيد انمله ....

نحن نتعلم طريقة إستخدام التكنولوجيا الحديثه بشق الأنفس فما بالك بصناعتها و إنتاجها ...

ومن يتكلم اليوم عن حرب شامله مع الأعداء فلا يمكن وصفه إلا بأنه واهم ...

لا بد أن نصعد السلم من جديد خطوة خطوة و نحاول أن نجد لنا مكاناً بين هؤلاء يؤهلنا للوقوف أمامهم وجهاً لوجه ....

إغضب كما شئت و أحلم كما شئت ولكن يبقى الواقع قائماً ...

ولو أردت تغيير الواقع فالسلم امامك و أبدأ بأول درجه ولا تحاول أن تقفز إلى آخره لأنك ستسقط و تتحطم قدماك ...